3- محبة الأعداء
ب – لا أن نحب الإخوة فقط.. أي الذين يحبوننا، بل أن نحب أعداءنا.
«لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ» (مت 5: 46).
كما أحب هو العالم الخاطئ.. كما وضع هو نفسه من أجل الذين صرخوا:
اصلبه اصلبه. دمه علينا وعلى أولادنا.
– هكذا علمنا أن نحب أعداءنا
• إذ نبارك لاعنينا ونجاوبهم بالكلمات المملحة بملح.
• نحسن إلى مبغضينا «فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ، وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ». لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ، بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ» (رو12: 20، 21).
• نصلي لأجل الذين يسيئون إلينا ونتضرع إلى الرب من أجلهم.
• نصلي أن يرحمهم ويشرق في قلوبهم بمعرفة ربنا يسوع المسيح.
– إن الحقيقة التي علينا أن نعلمها جيداً هي أن عدونا الحقيقي هو عدو الخير (إبليس) وليس البشر الذين نعيش بينهم. قد يعادوننا لكننا لا نحسبهم أعداءنا. هم الخراف الضالة التي يجب أن تخرج الكنيسة لتبحث عنهم في كل بقاع العالم. إنهم من نحارب من أجلهم لنربحهم للمسيح الذي مات المسيح من أجلهم.
يجب أن نفرِّق بين أننا نحارب الروح الذي فيهم، روح التمرد والخطية، وبين أننا نحاربهم هم. لقد علَّمنا الرب أن نكره الخطية، لكن أن نحب الخطاة.كيفية ذلك:
1. علينا أولاً أن نريد ونختار الحب طريقاً لحياتنا.
فإن الحب ليس مشاعر وأحاسيس، بل هو اتجاهٌ كامل للحياة، فيه نعطي أنفسنا للآخرين.
إنه طريق للحياة لا يمكن أن نسيره، دون أن نختاره أولاً.
لهذا نستطيع أن نقبل الوصية أو نرفضها.. نريدها أو لا نريدها.
2. إن ما يجعلنا نختار الحب بكل قلوبنا، هو حب الله لنا وللآخرين.
وذلك يأتي بمعرفتنا له، ورؤيتنا لمحبته هو، فتتغير دوافعنا الأنانية، إذ يشرق نور محبته في قلوبنا المظلمة.
يقول الكتاب: «وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ (أي أن معرفتنا ورؤيتنا لمحبته تملأنا به وبحبه)» (أفسس 3: 19)
«وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ.. لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ» (مت 5: 45).
فعندما نرى محبته لنا دون استحقاقنا ورغم أخطائنا.. ونرى محبته للذين حولنا، وكم هم أعزاء على قلبه.. لا نستطيع إلا أن نحبهم، فنكون أبناء أبينا الذي في السماوات.
الذي يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، على الذين يحبونه والذين يكرهونه (إننا بحبه ليس فقط نحبه، بل نحب الآخرين أيضاً).
هكذا صلى المسيح: «وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ، وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ» (يو 17: 26)
3. إن القوة التي تجعل محبة الله تفيض فينا بغنى نحو الآخرين، هي قوة روحه.
«لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا» (رو 5: 5).
«لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ» (2تي 1: 7).
كلما اختبرنا فيض روحه فينا، وكلما اختبرنا فيض محبته فينا لمن حولنا بالروح القدس، نستطيع أن يكون لنا قلب المسيح: نحو إخوتنا، ونحو أعدائنا، ونحو عالمنا الذي نعيش فيه.
والى اللقاء في الحلقة القادمة