خامساً: تطبيقات عملية
1- ترى ما الذي يحزننا عندما نخطئ؟!!
هل لأننا نحن أخطأنا؟.. هل لأننا فقدنا سلامنا معه؟.. هل لأن صورتنا قد اهتزت في عيوننا وفي عينيه؟.. أم لأننا أخطأنا في حقه هو وجرحنا قلبه المحب؟
• إن التوبة الحقيقية هي الحزن والندم لأننا أخطأنا إليه «إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ» (مز 4:51).
نعم.. «كَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى الله؟» (تك 9:39).
• إن حزننا الأناني هذا على خطايانا ما هو إلا استمرار لتجاهلنا إياه وكبريائنا أمامه. لذلك فنحن لا نختبر السلام الحقيقي رغم اعترافنا بخطايانا.
2- عندما نصلي:
كم من الوقت نقضيه معه نتحدث فيه عن أنفسنا.. احتياجاتنا.. عيوبنا وأخطائنا.. أحلامنا وأمانينا الروحية والمادية؟
وكم من الوقت نقضيه معه نتحدث عنه هو شاخصين إليه:
• لنراه في مجده، فنقدم له السجود والعبادة والتسبيح.
• لنسمع أنين قلبه، فنسأل من أجله ولامتداد ملكوته.
هكذا علمنا المسيح أن نصلي طالبين «أّوَّلاً مّلّكُوتَ الله وَبِرَّهُ» (متى 6: 33)
أولاً أن يتقدس اسمه، ويأتي ملكوته، وتكون مشيئته (متى 6: 9، 10)
كم نحتاج أن ننكر نفوسنا في محضره، وأن يكون هو أولاً في علاقتنا معه. بل هو محور العلاقة ومضمونها.
3- عندما نقرأ الكتاب المقدس:
ترى ما الذي نبحث عنه؟ ما الذي ننتظر أن نسمعه ونراه؟ هل هو تشجيع؟ أو معرفة؟ أم إرشاد؟
كل هذه أمور هامة، لكن الأهم هو أن نراه هو، وأن نسمعه هو يعلن عن نفسه وعن فكره وإرادته ومشاعره.. هكذا ننمو في معرفته هو، ونتغير إلى تلك الصورة عينها.. والأمور الأخرى تأتي بعد ذلك في مكانها الصحيح.
4- عندما نخدمه:
• ترى ما الدافع الحقيقي الذي يحركنا للخدمة؟ هل لنكون مثمرين لمجده؟ أم لنحقق ذواتنا في هذا المجال الذي اخترناه لحياتنا؟
هل لننمو في الحياة الروحية؟ أم نتحرك من أجله هو؟ هل لتحقيق مشيئته ومسرة قلبه أن يرى من ثمر يديه ويشبع؟
«يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبُّ. أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: «ارْعَ غَنَمِي» (يو 21: 16).
• هل تفرح لنجاح خدمة الآخرين ولأخبار امتداد ملكوته في أي مكان في العالم بنفس الطريقة التي بها تفرح لنجاح خدمتك؟
هل نفرح لنجاحنا أم نفرح لفرح السماء؟ كم من المرات كنا مثل الابن الأكبر الذي لم يعرف قلب أبيه.
5- في علاقتنا بالآخرين:
كثيراً ما كانت نظرتنا للآخرين وتقديرنا لهم من خلال عيوننا نحن..لهذا كثيراً ما فشلنا في أن نقبل بعضنا البعض..أن نغفر بعضنا لبعض..أن نتحد بعضنا ببعض طالبين الوحدة التي صلى المسيح من أجلها..لكننا عندما نعود ونتعلم أن نرى الآخرين من خلال نظرة المسيح لهم وتقديره إياهم عندما نتعلم أن يكون المسيح هو الرأس الذي يربط الأعضاء والمفصل الذي يصل الأطراف بعضها ببعض (أف 15:4، 16) عندئذٍ ستتغير صورة علاقتنا وحياتنا معاً..
خاتمة
أعلن الرب يسوع هذا الحق بكل وضوح وصراحة عندما كان «يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ، وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ» (مر 31:8).
وعندئذٍ انتهره بطرس، لكن الرب دعا الجمع مع التلاميذ وقال: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ، وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ، وَيَتْبَعْنِي» (متى 16: 24).
أليست هي نفس الخطوات التي خطاها هو من أجلنا؟
من يخلص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي فهو يجدها.
لقد خطا المسيح أمامنا خطوات واضحة وأنكر نفسه حتى الموت.. ليقوم..
ودعانا: أن من أراد أن يأتي وراءه فعليه أن يخطو نفس الخطوات.. أن ينكر نفسه حتى الصليب.. وعندئذٍ يتبعه في جدة الحياة في قيامته.. إننا لا نستطيع أن نتبعه إلا عندما ننكر أنفسنا.
«إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» (يو 24:12).
ما أحوجنا في هذه الأيام أن نعود فنعيش: الطريق الذي رسمه لنا الرب يسوع، الحق الذي أعلن لنا عنه، الحياة التي دعانا لها
أن نحياه.. الرب يسوع ذاته.. أن يحيا هو فينا، فقد قال: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاة.ُ» (يو 6:14).
و«حَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ» (غل 6: 14).