ثانياً : أن أغفر للآخرين
ظهر وضوح أهميه الغفران للآخرين في الصلاة الربانية في القول:
«وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. » (مت ٦: 12).
«فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.» (مت ٦: 14 ـ 15).
كما أوصى السيد المسيح أن يكون غفراننا للآخرين متكرر ومستمر دون عدد أقصي للمرات فهو أسلوب حياة.
«حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ. لِذَلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً مَلِكاً أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ.»«فَهَكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلاتِهِ».
(مت 18: 21،22 ،35 ).
لماذا أغفر للآخرين؟
يدعوني الله ويلح عليَ أن أغفر للآخرين، ويبدو هذا ليس عدلاً وذلك:
لأن غفراني للآخرين في مصلحتي أنا قبل أن يكون في مصلحتهم هم، لأنه يشفي نفسي ويمنحني السلام مع نفسي ومع الله.
عدم غفراني للآخرين يجعلني أحتفظ في داخلي بمشاعر مؤلمة ومتعبة كما يتضح في الرسم الذي يوضح دائرة الاساءة وتداعياتها وهي :
١ـ غضب الذي لا يصنع مشيئة الله
٢ـ مرارة التي تحول كل شئ إلى مر وعلقم
3 – كراهية بها أصير قاتل نفس
4ـ رغبة في الانتقام أوعلي الأقل أتمني الأذى له قد تدفعني إلي الإنتقام فعلاً وفعل الشر
إذا، فعدم الغفران للآخرين يحرمني من شفاء نفسي فأستمر أنزف من جروحي ويجعلني أسير المرارة والظلمة فلا أختبر غفران الله لي، لهذا قال الرب يسوع: “إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم”.
وتبدو العبارة من أول وهلة أن الغفران مشروط ليس فقط بالتوبة والاعتراف ولكن بالغفران للآخرين، بينما المقصود هنا استمتاعي بغفران الله لي لن يتم وأنا محتفظ في قلبي بعدم غفران للآخرين .
والى اللقاء في الحلقة القادمة