(ب) إعلان الله عن قلبي أنا
«اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ!أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ”.( ار 10,9:17)
أما في الإعلان عن قلبي أنا، فالروح القدس يفحص قلبي، لا لكي يدينني ولكن لكي أعرف أين أنا الآن من الله ومن الحق، ويحثني على التوبة والرجوع (كما كشف يسوع قلب السامرية بكل محبة وحنو).
• كل إحساس بالدينونة داخلك.. تأكد أنه ليس من الله بل هو من إبليس ليحطمك.
• روح الله يبكت علي الخطية للتوبة والبنيان. يكشف الخداع والهروب الذي في داخلي. يكشف الظلمه والقيود التي قيدني بها عدو الخير ليطلقني حراً فرحاً،
لذلك أدعوك أن تصلي معي صلاة داود:
“اخْتَبِرْنِي يَا اللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي”.(مز 23:139)
ولكي تكتشف ما بداخلك فعلاً، أدعوك لترى التقسيم الفعلي لقلب الإنسان.
وهذا الرسم يمثل المساحات الموجود في قلب الإنسان:
1ـ الجزء المعروف:
أعرفه أنا، والآخرين والله. وهو الجزء الذي يمكن المشاركة به جهراً
٢ـ الجزء المختبئ: أعرفه أنا و الله وهو الجزء الذي لم أُفصح عنه للآخرين.
3 – البقعة العمياء: يعرفه الله والآخرين ولا يمكني أن أراه أو أدرك وجوده إلا بمساعدة الآخرين.
– الجزء الغير معروف:
يعرفه الله وحده، ولا أعرف أنا عنه شئ وكذلك الآخرين. وعندما يسعي الإنسان لتعديل تقسيم مساحات قلبه- هو يحاول أن يحرك خط التقسيم الرأسي إلي اليمين وخط التقسيم الأفقي إلي أسفل:
«وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. 6إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ.» (1 يو 1 : 5 – 7)
يشرح لنا هذا المقطع الكتابي البعد الإلهي الذي فيه يدعونا الله أن نسلك في النور وليس المقصود بالنور هنا القداسة والبر فهو لا يتسق مع معنى المقطع الكتابي، لكن المقصود بالسلوك في النور هنا هو الخروج من الظلمة إلى النور في علاقتنا، خاصةً مع الآخرين أي أن نسمح للآخرين أن يرونا على حقيقتنا وأن نسمح لهم أن يخبرونا بحقيقة أنفسنا كما يرونا هم من الخارج وهكذا يتحرك الحاجز الرأسي إلى اليمين والأفقي إلى أسفل وتزداد مساحة الشركة في العلاقة مع الآخرين. وبالتالي نسمح للروح القدس أن يكشف لنا عن الجزء غير المعروف لدينا.
ولكي يحدث التغيير وتعديل التقسيم بالصورة المرجوة أحتاج إلي ثلاثة أمور وهي:
١ـ الشركة مع الآخرين بأكثر انفتاحاً حتى تستطيل المنطقة رقم (١) إلي على حساب مساحة المنطقة رقم (٢).
2 ـ أن أستمع في تواضع لنقد وتوجيه الآخرين لي، بل وأطلب منهم أن يفتحوا عيناي لأرى مالا أراه في نفسي فتتسع المساحة رقم (١) مقتطعة من المساحة رقم (٣).
٣ ـ أن أسمح للروح القدس لكي يكشف لي الجزء الغير معروف أو أكبر جزء منه. وإن فعّلت دوري في 1،2 فعندئذ أعطي الفرصة الحقيقية للروح أن يقوم بدوره معي.
ملحوظة:
إذا حاولت مساعدة شخص فيجب أن تقول الصدق والحقيقة الكاملة بدون قسوة أو دينونة بل في محبة وتواضع ووداعة:
«بَلْ صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّة»ِ (أف 4: 15).
والى اللقاء في الحلقة القادمة