أسلوب للتخلص من الألم ولو إلى حين، هو محاولة الشخص الذي يعاني من نقص الحب والذي يسبب له شعور بالألم في أن يتخلص من ذلك الألم. بأن يُغرق هذا الألم أما في متعه ولذة معينة و إنجاز وتحقيق أحلام معينة
مراجيح الهرب
هناك ثلاثة أنواع رئيسية للهرب من الواقع الأليم:
1 – الإنكار
2 – الإسقاط
3 – الإغراق
الإغراق: الآن دعونا نلقي الضوء على أسلوب الإغراق هذا:
أسلوب للتخلص من الألم ولو إلى حين: هو محاولة الشخص الذي يعاني من نقص الحب والذي يسبب له شعور بالألم في أن يتخلص من ذلك الألم. بأن يُغرق هذا الألم أما في
أ – متعه ولذة معينة
ب – إنجاز وتحقيق أحلام معينة
أولاً: بندول الشهوة
وفي هذا يتأرجح الشخص هرباً من ألم الشعور بالرفض إلي الانغماس في الشهوة والملذات، وهي الأشياء التي في العالم. وسرعان ما يشعر الشخص بألم تأنيب الضمير والإحساس بالذنب فيجد نفسه عائد من جديد إلي ألم الشعور بالرفض مضافاً اليه الشعور بالذنب وهكذا تصبح هذه دورة متكررة، وتزداد اتساعاً وعمقاً في كل مرة.
(١يو ٢: 15) «لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ، لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ،»:
١ـ شهوة الجسد: الشهوة الجنسية، شهوة الطعام. ٢ـ شهوة العيون: شهوة الأشياء والممتلكات. ٣ـ تعظم المعيشة: التي هي زهو الكبرياء.
هذا الشاهد يشرح لنا كيف يستبدل البعض محبة الآب بمحبة العالم وهي النقيض تماماً. فبدل محبة الآب التي تشفي الجرح والألم نحن نغرق الألم في محبة العالم أي في:
الشهوة واللذة أو الكبرياء و الإنجاز.
إن الشهوة وكل ما فيها ما هي إلا متعة وقتية لا يمكن مطلقاً أن تعوضنا عن محبة الله، بل بالعكس فهي تسلب الإنسان قيمته واحترامه وثقته في نفسه وتقلل من شأنه.
وهناك ثلاثة أمثلة واقعية تعبر عن هذا:
1 – المخدرات التي نهرب بها من الألم ونعود فنكتشف أن الواقع صار أشد مرارة… فنزيد الجرعة المطلوبة إلى أن نصل إلي حافة الموت أو مفارقة الحياة فعلاً.
2 – شهوة الجنس للحصول على المتعة الوقتية لتسكين الشعور بالرفض وعجز الحب وعندما نستيقظ يغمرنا الشعور بالذنب وإحتقار النفس (أشهرها وأبسطها العادة السرية)
(الحب + الجنس = قداسة إذا كانت داخل إطار العلاقة الزوجية)
(الشهوة + الجنس = نجاسة) وهذا مايفعلة العالم.. يستبدل الحب الحقيقي بالشهوه التي
لا يمكن أن تشبع النفس.
3 – شهوة الطعام و لها صورتين:
– Bulimia (شهيات غير محكومة)
وفيها يحاول الشخص أن يهرع إلى البحث عن اللذة بالأكل ليسكن الشعور بالألم ولكن عندما تنتهي اللذة المؤقتة، يتملكه الخوف من السمنة وبالتالي من الشعور بالرفض، فيقرر أن يتخلص من الطعام بالقيء فيشعر بالألم فيلجأ لتناول الطعام وهكذا. أشهر شخصية عانت من هذا المرض هي الأميرة ديانا Lady Diana
Anorexia Nervosa – ( فقدان الشهية العصبي)
وفيها يفقد الشخص شهيته للطعام بسبب الشعور بالرفض والألم والرغبة في إنقاص وزنه وإذا أجبرته على تناول الطعام فإنه يتقيأه تلقائياً بدون محاولة فعل ذلك. تقول الإحصائيات إن 20% من هؤلاء الأشخاص ماتوا بسبب هذا المرض.
ما هي وسيلة حماية المؤمن من الألم؟
بأن يمد المسيح يده إلى القلب لكي يشفي آلامنا إلي التمام لأنه هو الرب شافينا.
بشفاء النفس نتحرر من الألم والذنب الذي يدفعنا في مرات كثيرة إلى الشهوة.
«فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً.» (يو 8: 36)
ثانيا: بندول الكبرياء
في هذه الحالة يظل الإنسان يهرب من ألم صغر النفس عن طريق الغضب إلي الكبرياء، ويظل يصارع متسلقاً سلم النجاح نحو السلطة بحثاً عن إثبات الذات والسلام المنشود وإذا لم يجدها يشعر بالفشل والألم فيعود من جديد أكثر قوة وأشد غضباً ويحاول من جديد.
وقد نجح البعض في الوصول إلى الحلم المنشود بالوصول إلى الشهرة والسلطة والنجاح، وهناك اكتشفوا فراغ هذا الحلم وعدم جدواه.
فراغه من الحب الحقيقي الذي يعطي الأمان والشبع والقيمة.
فالناس يحترمونك ويقدرونك بسبب أحوالك أو شهرتك وليس لذاتك.
لذا، قرر البعض الانتحار من فوق قمة النجاح لهذا السبب مثل داليدا ومارلين مونرو وأغنى رجل في العالم من بضع سنوات مضت.
ولأن نفس الإنسان عبارة عن المشاعر والفكر والارادة، فهو يتأرجح علي ثلاث مستويات:
1- التأرجح على مستوي المشاعر
من فرط الاحساس والشعور بالألم يظل الإنسان يبحث عما يسكن به هذا الألم الرهيب الذي يجتاحه, فيبحث عن اللذة والنشوة لكي يسكن هذا الألم فينغمس في شهوة الجنس وشهوة الطعام ونتيجة لهذا يشعر بالخوف والذنب (مرجيحة الشهوة).
2- التأرجح على مستوى العقل
أما على مستوى العقل فيسيطر على الانسان العديد من الافكار الخاطئة، فتارة تسيطر عليه فكرة أنه أقل من جميع الناس ويميل إلى الاحساس بالدونية والنقص، وتارة أخرى يميل إلى الفكر المتعالي الذي يجعله يرتفع بنفسه فوق جميع المحيطين ليرى نفسه الأحسن والأفضل وهنا يمتلئ غضب وكبرياء (مرجيحة الكبرياء).
3- التأرجح على مستوى الإرادة
نتيجة لتأرجحه على مرجيحة المشاعر والعقل عدة مرات يصاب الانسان بالتخبط، وعندما يبدأ الإنسان يتأرجح على مستوى الإرادة يحدث التشويش بسبب الاحساس بالرفض والمتمرد. وعندما يتلامس هذا التشويش مع الإرداة يحدث انفصام في الشخصية وبالتالي انهيار تام لنفس الإنسان.
والى اللقاء في الحلقة القادمة