«رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ» (إشعياء 61: 1)
«رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ، ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ». (لوقا 4 : 18)
شفاء النفس- حلقة 1- ارسالية المسيح … شفاء منكسري القلوب
تم تحميل كتاب الطالب ويمكنك تنزيله على جهازك
1- ارسالية المسيح
2 – التركيب الثلاثي للإنسان
3 – تأثير الماضي في الحاضر والحاضر في المستقبل الماضي
4 – الأسئلة البديهية
1 – إرسالية المسيح
«رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ» (إشعياء 61: 1)
«رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ، ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ». (لوقا 4 : 18)
هذه هي الكلمات التي كتبها النبي إشعياء عن السيد المسيح بروح النبوة عن مجيئه الأول، وهي نفس الجزء الذي قرأه السيد المسيح عندما دخل المجمع. وفي هذه الآيات نرى الآتي:
أ – لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ – روحياً – بشارة الغفران
ب – لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ – نفسياً – شفاء النفس
ج – لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ – من القيود التي ربما تكون أسبابها روحية أو نفسية.
هنا نري أن الرب قد جاء ليس فقط ليبشر المساكين بالروح (أي الذين يحتاجون إلي غفران خطاياهم ويشعرون بفقرهم الروحي واحتياجهم للمصالحة مع الله) ببشارة الغفران وأن لهم ملكوت السموات كما جاء في الموعظة علي الجبل:
«طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوح،ِ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. ( متي 5 : 3 )
بل جاء ايضاً ليشفي القلب المكسور، أي النفس الجريحة من أحداث الحياه الأليمة، والمحزنة
ثم يطلق المأسورين أحراراً من القيود الروحية بسبب الخطية وأعمال إبليس، والقيود النفسية بسبب هذه الجراح الدفينة في أعماق النفس.
والتعليق الذي كتبة إشعياء كان يخص أكثر هذا التأثير المدمر للجراح والأحزان فيقول :
لأعزي كل النائحين
لأعطيهم جمــال عوضاً عن الرماد
و دهن فرح عوضاً عن النوح
و رداء تسبيح عوضاً عن الروح اليائسة
فيدعون أشجار البر غرس الرب للتمجيد.
مهما كان التدمير الذي حدث لمشاعرك – مهما كان التشويه الذي حدث في نفسك وشخصيتك فإن الله يشفي ويداوي ويحول الرماد إلى جمال والنوح إلى فرح واليأس إلى تسبيح.
«أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وَأَطْلُبُ الضَّالَّ, وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ, وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ, وأعصب الْجَرِيحَ, وَأُبِيدُ السَّمِينَ وَالْقَوِيَّ, وَأَرْعَاهَا بِعَدْلٍ.»(حز 34:15 – 16)
«أَيُّهَا الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ أَنْ تَكُونَ نَاجِحاً وَصَحِيحاً، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ» (3يو 1 : 1 – 2)
وهذا يظهر اهتمام الله بالنفس وليس بالروح فقط.
2 – تركيب الإنسان الثلاثي
يوضح لنا الكتاب أن الإنسان مكون من ثلاث عناصر رئيسية:
«وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.»
(1تس 5 : 23)
«لِذَلِكَ فَرِحَ قَلْبِي وَابْتَهَجَتْ رُوحِي. جَسَدِي أَيْضاً يَسْكُنُ مُطْمَئِنّاً.» (مز 16 : 9)
النفس
يلاحظ التداخل هنا بين الروح والنفس وكذلك بين النفس و الجسد:
• من الصعب أن نحيا حياة روحية منتصرة بنفس عليلة.
• والجسد العليل المريض يجعل النفس تنحني، وكذلك النفس العليلة تجعل الجسد يمرض.
• كما تتميز النفس البشرية بالغموض ربما عكس العالم الروحي أو البيولوجي.
• والنفس هي مركز التركيب الإنساني لأنها تحوي الإرادة التي تقرر المسار والمصير الذي يسلكه الإنسان.
لهذا يهتم الرب بالنفس اهتماماً خاصاً وجاء ليشفيها من جروحها.
والى اللقاء في الحلقة القادمة