تحدثنا في الحلقة السابقة عن الفرق بين الناموس والنعمة وقلنا إن الناموس هو عبارة عن أعمال تفعلها فتحيا، لكن النعمة تقبلها فتتغير فتعملها، وهي متاحة من قبل الناموس بفداء المسيح الذي قدم نفسه بروح أزلية فأعطى هذا الحق من أول آدم حتى وقتنا هذا، وكان لا بد أن يأتي ويفعلها وتكلمنا لماذا الناموس وقلنا لأنه أدان الخطية، وعجزنا البشري وكان رمز يشير للخلاص. وهذه بعض من أسئلة الحاضرين التي أثيرت في الحلقة.
أسئلة
س1: كانت علاقة إبراهيم بالله قوية وكان بينهما صداقة فدُعيَ إبراهيم خليل الله ونال نعمة وقبلها فتبرر، فلماذا لم تكمّل هذه النعمة إلى باقي الأجيال وينالوا نعمة بالإيمان أيضا؟
جـ: الناس هم من فعلوا ذلك بأنفسهم وظنوا أنهم بالأعمال سيحيون ويتبررون وهذا لا يمنع وجود أناس بعد إبراهيم تبرروا بالإيمان كموسى ويشوع وغيرهم، ولكن كان لابد من وجود الناموس ليدين الخطية ويوضح عجز البشرية ويرمز للخلاص.
س2: هل الناموس أدان الخطية فقط أم الخاطئ أيضا؟
جـ: الناموس أدان الخطية فبالتالي يدين فاعلها (الخاطئ) يدينه بناءً على القانون الأدبي الأخلاقي.
س3: لماذا جاء المسيح في ملئ الزمان؟
جـ: لو كان المسيح جاء وقت نوح مثلا لم يخلص أكثر من الثمانية الذين خلصوا، إذا لمن كان يأتي المسيح فلو أنه كان جاء في وقت إبراهيم مثلاً لم يكن مجيئه كُتب ووصل إلينا لأن أخبار السابقين لم تصل إلينا إلا بعد وفاتهم بسنين فكيف كنا نعرف عن المسيح، إذن فملئ الزمان الذي جاء فيها هي بؤرة الزمن التي كان مجيئه فيها يستطيع إن يصل إلى العالم كله وللبشرية بأكملها، فملئ الزمان هو أفضل وقت لوصول المسيح للبشرية كلها بعد ذلك.
س4: هل النعمة كافية أم غير كافية؟
جـ: بولس يتحدث عن نفسه، فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ.”(٢كو٩:١٢)
جُرب بولس من إبليس فصلى من أجل أن يرفع الله شوكته التي في الجسد فقال له الله تكفيك نعمتي وفي ضعفك تكتمل قوتي، فأنت لم تحتاج قوة جسدك فالنعمة تكفيك فاقتنع بولس بهذا فقال افتخر بالحري في ضعفي لكي تحل عليّ قوة المسيح، فهذه شهادة لمجد الله بأن النعمة كافية لم تحتاج معها أشياء أخرى ولا حتى قوتك البشرية، ولكننا بكل أسف غير مقتنعين أن النعمة تكفينا فنبحث عن مصادر أخرى، ولكن إن أخذنا ما تعطيه النعمة سنكتفى
يقول بولس ” وَلكِنْ لَنَا ثِقَةٌ مِثْلُ هذِهِ بِالْمَسِيحِ لَدَى الله لَيْسَ أَنَّنَا كفاه مِنْ أَنْفُسِنَا أَنْ نَفْتَكِرَ شَيْئًا كَأَنَّهُ مِنْ أَنْفُسِنَا، بَلْ كِفَايَتُنَا مِنَ اللهِ، الَّذِي جَعَلَنَا كُفَاةً لأَنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ. لاَ الْحَرْفِ، بَلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ، وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي.” (٢كو٣: 4-6)، يعترف بولس بأن ما يفعله ليس منه، بل كفايته من الله لأنه اعتمد على نعمة الله له.