حلقة 62 – العلاقة مع الآخرين .. التجسد
تكلمنا في الحلقة السابقة عن الرتب الكنسية وأنها لا تغير شيء في أن الشخص خادم كما ذكرنا أن مفتاح الخدمة هو التجسد وبولس يدعونا أن يكون لنا هذا الفكر الذي في المسيح يسوع وذكرنا أيضاً أن منطق الإخلاء عباره عن التخلي عن الحقوق لأجل الآخر والإتحاد بالآخر.
وسنتابع في هذه الحلفة أمثلة أخرى عن التجسد
2- العذراء القديسة مريم: –
نعلم جيداً قصه العذراء مريم التي كانت مخطوبة ليوسف النجار ثم جاءها الملاك فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».
“فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.” (لو 1: 30 و38)
رغم أن مريم كان من حقها الرفض إلا أنها كانت على استعداد تام أن تتنازل عن حقها الشرعي في الكرامة والزواج من أجل مجد الرب.
2- بولس الرسول: –
فَقَالَ لَهُمْ بُولُسُ: «ضَرَبُونَا جَهْرًا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ رَجُلاَنِ رُومَانِيَّانِ، وَأَلْقَوْنَا فِي السِّجْنِ. فالآن يَطْرُدُونَنَا سِرًّا؟ كَلاَّ! بَلْ لِيَأْتُوا هُمْ أَنْفُسُهُمْ وَيُخْرِجُونَا». فَأَخْبَرَ الْجَّلاَدُونَ الْوُلاَةَ بِهذَا الْكَلاَمِ، فَاخْتَشَوْا لَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُمَا رُومَانِيَّانِ. (أعمال الرسل ١٦: ٣٧، ٣٨)
بولس كان يملك الجنسية الرومانية ومن حقه ألا يسجن دون محاكمة عادلة ورغم هذا الحق لم يستخدمه أثناء القبض عليه وتركهم يقبضوا عليه ويسجنوه أيضاً حتى يجد فرصة لتوصيل رسالة المسيح داخل السجن لعله يربح أناساً منهم هذا مثل واضح لما قاله
“فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ، اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ.” (1 كو 9: 19)
تنازل بولس عن حقه من أجل الوصول لأشخاص من ثم طالب بحقه لكي يعلمنا أنه قد تنازل عن حقه من أجل أخرين.
مثل أخر من حياة بولس: –
“أَلَعَلَّنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ نَجُولَ بِأُخْتٍ زَوْجَةً كَبَاقِي الرُّسُلِ وَإِخْوَةِ الرَّبِّ وَصَفَا؟” (1 كو 9: 5)
كان من حق بولس أن يتزوج له لكنه اختار ألا يتزوج من أجل أن يعيش الخدمة التي دعاه لها الرب.
الإخلاء هو التنازل عن حق مكتسب لي حتى أستطيع ان أفعل شيء لن يحدث دون أن أتنازل عما هو حقي.
هذا هو الفكر الذي يريدنا بولس أن نفكر فيه أن نتنازل عن حقوقنا إن كان هذا التنازل في خير الآخرين.
ولكن التنازل عن الحقوق لمجرد التنازل عن الحقوق دون أن يكون لخير الأخر فهذا يسمي؟؟؟
هل يوجد مجازاه على التخلي لخير الأخر بكل تأكيد نعم يوجد مجازاه هنا على الأرض وهناك أيضاً في السماء
أحياناَ كثيرة نأخذ المكافئة من نفس نوع التضحية
فالقديسة العذراء مريم حتى هذا اليوم تذكر بأنها العذراء مريم ولم ينتزع لقبها منها وجميع الأجيال تطوبها ولم تفقد كرامتها مطلقاً،
وأيضاً إذا نظرت لحياة بولس ورحلاته فستجد كم من الأبناء الذين ولدهم في الإيمان، لم يكن يملك بيت، ولكن كانت جميع بيوت المؤمنين مفتوحة له، تخلي على أن يكون له أسرة فأصبح جميع المؤمنين أسرة له
لا يوجد شخص يضحي من أجل المسيح ويكون المسيح مديوناً له فهو يعوض كل من تخلي عن شيء من أجله بمئة ضعف في هذا العالم غير مكافئته في الحياة الأبدية.
التخلي عن الحقوق هو ما يمكنني من الخطوة الثانية وهي الإتحاد بالآخر
لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. (فيلبي ٢: ٧، ٨)
المسيح وضع نفسه مكاني ووضع نفسه في إنسانيتي حتى يكون بمقدوره الوصول لنا ويجعلنا نحن أيضا أن نصل له
وايضاً بولس فعل هذا وضع نفسه مكان الجميع لكي يربحهم
فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ. وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ – مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ ِللهِ، بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ – لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا. (١ كورنثوس ٩: ٢٠-٢٢)
معني أن اضع نفسي مكان الأخر هو أن أعرف كيف يفكر وبماذا يشعر وبماذا يؤمن وليس ما أفكر أنا فيه إن لم أضع نفسي مكان الأخر لن أشعر به وباحتياجه وهذا هو التجسد
وسنتابع في هذه الحلفة أمثلة أخرى عن التجسد
2- العذراء القديسة مريم: –
نعلم جيداً قصه العذراء مريم التي كانت مخطوبة ليوسف النجار ثم جاءها الملاك فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».
“فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.” (لو 1: 30 و38)
رغم أن مريم كان من حقها الرفض إلا أنها كانت على استعداد تام أن تتنازل عن حقها الشرعي في الكرامة والزواج من أجل مجد الرب.
2- بولس الرسول: –
فَقَالَ لَهُمْ بُولُسُ: «ضَرَبُونَا جَهْرًا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ رَجُلاَنِ رُومَانِيَّانِ، وَأَلْقَوْنَا فِي السِّجْنِ. فالآن يَطْرُدُونَنَا سِرًّا؟ كَلاَّ! بَلْ لِيَأْتُوا هُمْ أَنْفُسُهُمْ وَيُخْرِجُونَا». فَأَخْبَرَ الْجَّلاَدُونَ الْوُلاَةَ بِهذَا الْكَلاَمِ، فَاخْتَشَوْا لَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُمَا رُومَانِيَّانِ. (أعمال الرسل ١٦: ٣٧، ٣٨)
بولس كان يملك الجنسية الرومانية ومن حقه ألا يسجن دون محاكمة عادلة ورغم هذا الحق لم يستخدمه أثناء القبض عليه وتركهم يقبضوا عليه ويسجنوه أيضاً حتى يجد فرصة لتوصيل رسالة المسيح داخل السجن لعله يربح أناساً منهم هذا مثل واضح لما قاله
“فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ، اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ.” (1 كو 9: 19)
تنازل بولس عن حقه من أجل الوصول لأشخاص من ثم طالب بحقه لكي يعلمنا أنه قد تنازل عن حقه من أجل أخرين.
مثل أخر من حياة بولس: –
“أَلَعَلَّنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ نَجُولَ بِأُخْتٍ زَوْجَةً كَبَاقِي الرُّسُلِ وَإِخْوَةِ الرَّبِّ وَصَفَا؟” (1 كو 9: 5)
كان من حق بولس أن يتزوج له لكنه اختار ألا يتزوج من أجل أن يعيش الخدمة التي دعاه لها الرب.
الإخلاء هو التنازل عن حق مكتسب لي حتى أستطيع ان أفعل شيء لن يحدث دون أن أتنازل عما هو حقي.
هذا هو الفكر الذي يريدنا بولس أن نفكر فيه أن نتنازل عن حقوقنا إن كان هذا التنازل في خير الآخرين.
ولكن التنازل عن الحقوق لمجرد التنازل عن الحقوق دون أن يكون لخير الأخر فهذا يسمي؟؟؟
هل يوجد مجازاه على التخلي لخير الأخر بكل تأكيد نعم يوجد مجازاه هنا على الأرض وهناك أيضاً في السماء
أحياناَ كثيرة نأخذ المكافئة من نفس نوع التضحية
فالقديسة العذراء مريم حتى هذا اليوم تذكر بأنها العذراء مريم ولم ينتزع لقبها منها وجميع الأجيال تطوبها ولم تفقد كرامتها مطلقاً،
وأيضاً إذا نظرت لحياة بولس ورحلاته فستجد كم من الأبناء الذين ولدهم في الإيمان، لم يكن يملك بيت، ولكن كانت جميع بيوت المؤمنين مفتوحة له، تخلي على أن يكون له أسرة فأصبح جميع المؤمنين أسرة له
لا يوجد شخص يضحي من أجل المسيح ويكون المسيح مديوناً له فهو يعوض كل من تخلي عن شيء من أجله بمئة ضعف في هذا العالم غير مكافئته في الحياة الأبدية.
التخلي عن الحقوق هو ما يمكنني من الخطوة الثانية وهي الإتحاد بالآخر
لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. (فيلبي ٢: ٧، ٨)
المسيح وضع نفسه مكاني ووضع نفسه في إنسانيتي حتى يكون بمقدوره الوصول لنا ويجعلنا نحن أيضا أن نصل له
وايضاً بولس فعل هذا وضع نفسه مكان الجميع لكي يربحهم
فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ. وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ – مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ ِللهِ، بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ – لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا. (١ كورنثوس ٩: ٢٠-٢٢)
معني أن اضع نفسي مكان الأخر هو أن أعرف كيف يفكر وبماذا يشعر وبماذا يؤمن وليس ما أفكر أنا فيه إن لم أضع نفسي مكان الأخر لن أشعر به وباحتياجه وهذا هو التجسد
