العلاقة مع الله
الدور النبوي
الشركة – نعمة الابن
حلقة – 6
ذكرنا في الحلقات السابقة أن الرب صنع تلاميذ من أجل أن يكونوا خداماً يحملوا الإنجيل إلى العالم، ويغيروا وجه تاريخ البشرية، وفي دراستنا هذه نحاول أن نقف عند الحقائق الأساسية التي تبني حياة التلميذ وتصنع من هذا التلميذ خادماً للرب
درسنا في الحلقات السابقة مقدمة عن الأبعاد التي يحيا فيها الخادم، كما هو موضح في الرسم التالي
في هذه الحلقة ستناول هذه الأبعاد بشكل أكثر تفصيلاً وسنبدأ بالبُعد الأول وهو العلاقة مع الله
البُعد الأول: العلاقة مع الله
دور الخادم في العلاقة مع الله هو الدور النبوي، الدور النبوي ليس مجرد رسائل للناس، ولكنه يعكس صورة الله ويقدمه على صورته الحقيقية للناس، ونأخذ ما في قلب الله ونقدمه إلى الأحباء الذين نخدمهم
كما ذكرنا في الحلقات السابقة أن لقب الخادم في العلاقة مع الله أنه ابن الله والأبن له دور نبوي ويحتوي هذا الدور على الشركة والرؤية كما هو موضح بالرسم
الدور النبوي
أولاً: – الشركة (الاختبار)
الشركة هي علاقة واختبار وليست مجرد معرفة وهذه العلاقة لها أبعاد مختلفة فلدينا ثلاث أبعاد في الشركة مع الله، وهي محبة الآب، ونعمة الابن وشركة الروح القدس
“الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابنه يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (١يو ٣:١).
“نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ.” (٢كو١٤:١٣).
فلدينا علاقة مميزة تربطنا بالآب وعلاقة مميزة تربطنا بالابن وعلاقة مميزة تربطنا بالروح القدس وسوف نبدأ بنعمة الابن.
نعمة ربنا يسوع المسيح
“بِهِ أَيْضًا قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ، إِلَى هذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ، وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ.” (رو٢:٥)
فنحن بنعمة المسيح تبررنا لكن بالمسيح دخلنا إلى نعمة وأقمنا في هذه النعمة.
لماذا نبدأ بنعمة ربنا يسوع المسيح؟
بدأ بولس الرسول في البركة الرسولية بنعمة ربنا يسوع المسيح لأننا بسبب نعمة ربنا يسوع المسيح صرنا أبناء للآب بالمسيح فنستطيع بالمسيح أن ندخل إلى محبة الآب وأن يكون لنا شركة مع الروح القدس، فلابد أن أفهم النعمة التي أقيم فيها.
“وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ، لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا.” (يو١ :١٧،١٦)
لكي أفهم النعمة لا بد أن أفهم الناموس.
ما هو الناموس: كلمة الناموس تعني القانون
وهناك فرق بين ناموس موسى وناموس روح الحياة وناموس الخطايا
أولاً: ناموس موسى: –
وهو مكون من ثلاث أجزاء
• الناموس الأدبي (الأخلاقي) – الوصايا العشر (تحب الرب إلهك وتحب قريبك كنفسك)
الناموس الأدبي الأخلاقي، وهو ما كتبه الله بإصبعه على لوحين، وكان هذان اللوحين موجودين في تابوت العهد لأنه شيء إلهي، فهذا هو الناموس الأدبي الأخلاقي، قانون الأخلاق فهو القانون الذي يحكم العلاقة مع الله والإنسان
وهذا القانون (الناموس) لم يغيره المسيح، بل أكد على الوصايا العشر، بل ارتقى ووضع وشرح في الموعظة على الجبل العشر وصايا ولم يغيرها،
• ناموس الأحكام
وهذا هو ناموس الأحكام عين بعين وسن بسن….. والأحكام تعني شريعة للقضاة كي يحكموا بها وهو قانون مؤقت لظهور خاص، لأنهم كانوا في البرية
• ناموس الوصايا في فرائض
وهو ناموس الوصايا والفرائض أفعل هذا ولا تفعل ذلك، فهو يوضح لنا ما ينبغي أن نفعله حينما نخطئ كي نصلح هذا الخطأ أمام الله وما الذي ينبغي أن نفعله في الأعياد والأحداث المختلفة
“وَلكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِها” (غلا١٢:٣)
ثانياً: – ناموس روح الحياة في المسيح يسوع وهذا هو النعمة
النعمة فهي عكس الناموس تماماً، فهي العطية المجانية لمن لا يستحق فعليّ أن أستقبل هذه النعمة بالإيمان، فنحن لا نملك هذه النعمة ولا نملك ثمنها من أجل شرائها، ولكن يسوع وهبها لنا ودفع ثمنها، فعلي أن أؤمن بذلك من أجل استقبال هذه النعمة. والاستمتاع بها.
“لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَد” (أفسس2 :8-9)،
“إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.” (غلا ١٦:٢)
فالنعمة تعطينا غفران الخطايا والخليقة الجديدة والبنوة والروح القدس فبالتالي أقدر أن أكون مشابه لصورة الابن فأعيش حياة القداسة وأعمل أعمال صالحة
فالناموس هو عكس النعمة يبدأ بأن تعمل أعمال القداسة ولا تخطئ لكي تصبح صالحاً فتستحق وتنال رضى الله والحياة الأبدية وهذا شيء لن يقدر أحد على فعله فكيف لشخص خاطئ أن يعمل أعمال صالحة قبل أن ينال غفران وخليفة جديدة،
ففي تعاملي مع الله لابد أن أدرك أني بالمسيح أنال والذي أناله يغيرني والتغير يؤدي إلى أعمال صالحة، لذلك ما أفعله ليس بفضلي، ولكن بفضل يسوع المسيح.