حلقة 41 – العلاقة مع الحق .. منهاج التلمذة – ما هي المجموعات الصغيرة

مقدمة:
تحدثنا سابقاً عن رحلة صناعة الخدام والتي تشمل أربع أبعاد أساسية:
1. أن يكون الشخص ابنًا يعيش البنوة ويعكس صورة الله، وهي رسالة العهد الجديد أن الله أبونا.
2. أن يعيش الشخص كتلميذ ليصنع تلاميذ آخرين، حيث تكمن الخدمة الحقيقية في صناعة التلاميذ.
تناولنا في الحلقات السابقة المنهج والمنهاج والوسائل الثلاثة التي تحقق الحقائق وتحولها إلى حياة عملية:
• العلاقة الشخصية مع الرب.
• العبادة الجماعية.
• المجموعة الصغيرة (موضوع الحلقة الحالية).
ما هي المجموعات الصغيرة؟
المجموعات الصغيرة ليست مفهومًا جديدًا؛ بل ظهر في:
• العهد القديم: عندما قسم موسى الشعب ” رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ وَرُؤَسَاءَ مِئَاتٍ وَرُؤَسَاءَ خَمَاسِينَ وَرُؤَسَاءَ عَشَرَاتٍ”
• العهد الجديد: عندما اختار المسيح اثني عشر تلميذًا ليكونوا مجموعة صغيرة معه.
• الكنيسة الأولى: حيث كانوا يجتمعون في البيوت ليواظبوا على تعليم الرسل كسر الخبز والصلاة معًا.

أنواع المجموعات الصغيرة:
1. مجموعات كرازية: تضم أشخاصًا هدفها الأساسي تعريفهم بالمسيح، وغالبًا لا يكون جميع أعضائها مؤمنين.
2. مجموعات متابعة: تهدف إلى تثبيت المؤمنين الجدد في الإيمان وتعليمهم.
3. مجموعات صلاة: تجتمع بهدف الصلاة الجماعية.
4. مجموعات دراسة الكتاب المقدس: تهدف إلى دراسة الكتاب المقدس بعمق.
5. مجموعات التعافي: تضم أفرادًا متعافين من الإدمان لتشجيعهم ومساعدتهم على الاستمرار في التعافي.
6. مجموعات مشاركة المشاعر: تساعد الأشخاص الذين يواجهون مشاكل نفسية على مشاركة مشاعرهم ومخاوفهم والعمل على التخلص منها.
مجموعات التلمذة:
ليست كل مجموعة صغيرة هي مجموعة تلمذة.
• تتشابه مجموعات التلمذة مع المجموعات الأخرى في: الصلاة، المشاركة، دراسة الكتاب، والخروج إلى النور.
• لكن هدفها الأساسي هو صناعة التلاميذ.
معنى التلمذة:
• “يَكْفِي التِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ” (مت 10: 25).
هدف التلميذ هو أن يصبح مثل المسيح.
• “لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ” (رو 8: 29).
التلمذة تعني إعادة تشكيل القلب ليصبح شبيهًا بالمسيح.

أبعاد التغيير في التلمذة:
1. الأهداف: أن تكون أهدافنا مثل أهداف المسيح.
أهداف حياة المسيح:
– تمجيد الآب:
“أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ.” (يو 17: 4).
عاش المسيح ليُظهر مجد الله.
– طلب وخلاص المفقود:
“لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَك.” (لو 19: 10).
2. الدوافع: أن تكون دوافعنا متوافقة مع دوافع المسيح.
– الحب هو الدافع لكل ما صنع
“أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ، وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى.” (يو 13: 1)
“فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ رَأَى جَمْعًا كَثِيرًا فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ إِذْ كَانُوا كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا فَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيرًا.”(مر6: 34)
3. المبادئ: القيم والأساليب التي نستخدمها لتحقيق الأهداف.
– الوداعة والتواضع
“اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.” (مت11: 29)
4. السلوك: أن تنعكس هذه المبادئ في أفعالنا وردود أفعالنا.
السلوك هو نتاج الأهداف والدوافع
“مَنْ قَالَ: إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا.” (1 يو 2: 6).

الخلاصة:
عندما نتشبه بالمسيح في أهدافه، سنعيش لنُمجد الله ونبحث عن المفقود ليخلُص. سنتناول في الحلقات القادمة شرحًا مفصلًا لبقية أبعاد التغيير.