حياة الخادم – حلقة 29 – العلاقة مع الله .. الدور النبوي – الرؤية – تحقيق الرؤية

العلاقة مع الله

الدور النبوي
الرؤية – تحقيق الرؤية

حلقة – 29

تحدثنا في الحلقات السابقة عن الرؤية وقلنا أن الله يبحث عن فَعَلَه، وقال اطلبوا من رب الحصاد أن يُرسل فعله إلى حصاده، هناك أبناء كثيرين لكن هناك خدام قليلين وإذا كان هناك أبناء حقيقيين سيكونون تلاميذ وإذا كانوا تلاميذ حقيقيين سيكونون خدام حقيقيين،
البنوة الحقيقية تؤثر وتحقق قصد الله في حياتنا لذلك أدعوك عزيزي القارئ أن تترك الله يرسم هذه الملامح في حياتك.
نتكلم في هذه الدراسة عن الرؤية وما هي الرؤية وماذا يعني أن الله يعطينا رؤية عن شخصه عن قلبه ومقاصده كما يعطينا دعوه وهذا هو دورنا لكي نتشارك به مع الله لتحقيق الحلم الإلهي،
وفي هذه الحلقة سنتحدث عن كيفية تحقيق الرؤية

تحقيق الرؤية

1- معرفة الرؤية
نحن لا نستقبل الرؤية لكي نلعب أو نفتخر بها، فكما درسنا سابقاً أن الرؤية تغيرنا وتشكل حياتنا كالحَمل الذي ينمو ويكبر إلى أن يُولد لذلك يجب أن لا نأخذ الكلام من الله ونجري بل هو حوار طويل بيننا وبين الله ليس يوم أو يومين فالذي نسمعه ونراه لابد أن يملئنا ويمتزج بكياننا ويصير كالشيء الواحد كالجنين الذي في أحشاء المرأة فهو جزء لا يتجزأ منها يتغذى منها، فالخطوة الأولى في معرفه الرؤية هي الحَبَل بها.

2- الصلاة من أجلها
أكثر شيء يحقق ويثبت الحبل هو أننا نصلي من أجله، فلابد أن نُصلي ونُصلي من أجل الرؤيا ودعوتنا لتحقيق هذه الرؤية الإلهية وكلما نصلي نرى تفاصيل أكثر لم نكن رأيناها من قبل فنحن نأخذ الرؤية على المرصد لكن قبل أن نبوح بها ونتكلم عنها نصلي ونأتي على ركبنا، وأكثر مثالاً على ذلك نحميا ودانيال وصلاتهما الرائعة التي غيرت التاريخ وحولت أشواق قلب الله إلى واقع عملي، فلم يصليا عن أنفسهما، بل صلوا وبكوا من أجل الشعب وتابوا عن الشعب لذلك الرؤية والشفاعة مرتبطين ببعض

3- معرفة طرق الله
ليوصلنا الله إلى هذا العالم لابد أن يعلمنا الطريق وما هي طرق الله، فنتعلم من أين الطريق وما هي المبادئ والبرنامج الإلهي،
“عَرَّفَ مُوسَى طُرُقَهُ، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ أَفْعَالَهُ.” (مز٧:١٠٣)
فبني اسرائيل رأوا أفعاله فقط فالشعب يريد افعال الله لكن القائد والخادم يريد أن يتعلم طرق الله، فالله يعلم الودعاء، فلابد أن ننتظر الرب، ولكن ننتظره في طرقه هو وليس في طرقنا نحن
سفر الأعمال يعلمنا كيف صارت الكنيسة الأولى في الطريق الإلهي لتحقق الدعوة الإلهية التي دعاها إليها، ففتنوا المسكونة لأنهم صاروا بالطريقة والمبادئ الإلهية
“مَنْ هُوَ حَكِيمٌ حَتَّى يَفْهَمَ هذِهِ الأُمُورَ، وَفَهِيمٌ حَتَّى يَعْرِفَهَا؟ فَإِنَّ طُرُقَ الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ، وَالأَبْرَارَ يَسْلُكُونَ فِيهَا، وَأَمَّا الْمُنَافِقُونَ فَيَعْثُرُونَ فِيهَا.” (هو ٨:١٤)
“يُدَرِّبُ الْوُدَعَاءَ فِي الْحَقِّ، وَيُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُقَهُ.” (مز٩:٢٥).

4- خطة الرب
حينما نصلي من أجل الرؤية نرى تفاصيل أكثر ويبدأ الله أن يعلمنا طرقه قبل الخطوات العملية كما يعلمنا مبادئ الملكوت،
فنحن نعمل ما يطلبه الرب ونصدق ونضع ثقتنا في الله ونؤمن بالمستحيل لأن الذي يفعله الله عكس طرق العالم فأحيانا نتكلم مع الله كيف نفعلها وكيف يصدق الشعب هذا فيقول لنا بأن نفعل كذا وكذا كعصى موسى قال له الله مد يدك فتحولت العصا الى حية وقال الله لموسى اذهب إلى فرعون فقال له موسى لا أقدر على الكلام فقال له الله هارون هو من يتكلم بالنيابة عنك فكلما عَثر على موسى فعل أمر يخبره الله بطريقة فعلها ووضع له حلولا ويعطيه تفاصيل.
“فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». وَقَالَ اللهُ أَيْضًا لِمُوسَى: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. اِذْهَبْ وَاجْمَعْ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمُ: الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ظَهَرَ لِي قَائِلًا: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُكُمْ وَمَا صُنِعَ بِكُمْ فِي مِصْرَ. فَقُلْتُ أُصْعِدُكُمْ مِنْ مَذَلَّةِ مِصْرَ إِلَى أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا. «فَإِذَا سَمِعُوا لِقَوْلِكَ، تَدْخُلُ أَنْتَ وَشُيُوخُ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى مَلِكِ مِصْرَ وَتَقُولُونَ لَهُ: الرَّبُّ إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ الْتَقَانَا، فَالآنَ نَمْضِي سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا. وَلكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ مَلِكَ مِصْرَ لاَ يَدَعُكُمْ تَمْضُونَ وَلاَ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ.” (خر٣: ١٤-١٩)
فأخبر الله موسى بأن لا يذهب وحده فيأخذ الشيوخ ليكون دليل على أن الشعب أجمع يريد الخروج من أرض مصر فالله عنده خطة يعلم كيف تتم هذه الخطة فالخطط تتغير ونسير حسب الخطة التي يعطينا الله إياها، فهناك فرق بين الرؤية وطرق الرب لتحقيق الرؤية (الاستراتيجيات) وخطة الرب التنفيذية

مجال الرؤية

 

هناك فرق كبير بين الرؤية العامة، والرؤية الخاصة، والرؤية المرحلية،
فالرؤية العامة العالم كله يمتلئ من معرفه مجد الرب،
هدف المؤمن الحقيقي هو العالم كله وليس مختصر على مدينه أو بلد لأن البشرية هي قلب الله، فنحن نرى الرؤية العامة في العالم كله، فما الذي يفعله الله من أجل العالم ومن الممكن ألا يكون لدي دور في هذا وممكن أن يكون لدي دور أو دعوة فهذه هي الرؤية العامة،
كما يوجد هناك رؤية خاصة مرتبطة بزمان ومكان، فالله يكلمني عن بلد وشعب كما يكلمنا الله عن رؤية مرحلية فنصلي من أجل أمر يحدث ليحدث أمر بعده ونصلي ثانية لتحقيق أمر ثالث، وكل هذا من أجل تحقيق الرؤية الخاصة، فمن الممكن أن يكون الله يقصد بلد بعينها لأن لها دور كبير في المنطقة الأكبر وهذه المنطقة تكون لها دور في العالم كله
الله يتكلم بالحجم الإلهي فلابد أن يكون عندنا الاستراتيجية الإلهية ثم الخطوات العملية
وإليك عزيزي القارئ بعض أسئلة الحاضرين
س1: كيف نفرق بين الرغبة الشخصية والدعوة التي دعانا الله إليها؟
ج: الذي يفرق بين الرغبة والدعوة هي الرؤية من الله الواضحة التي تدور حول الله وحول الخدمة أم لا إذا كانت تدور حولي فتكون الدعوة أشواق شخصيه فالدعوة التي تولد من رحم رؤية أضمن بكثير من الرؤية التي تولد بلا رحم ولابد أن يحكم في هذه الدعوة الجسد الذي حولي وهو الكنيسة.

Pin It on Pinterest

Share This