1 من 2

حياة الخادم – حلقة 23 – العلاقة مع الله.. شركة الروح القدس – تابع شروط سماع صوت الله

العلاقة مع الله

الدور النبوي
الشركة – شركة الروح القدس – تابع شروط سماع صوت الله

حلقة – 23

توقفنا في الحلقة السابقة عند شروط سماع صوت الله وتكلمنا عن اربع شروط حتى الان وسوف نستكمل باقي الشروط في هذه الحلقة

5- عدم فرض طريقة معينة على الله
لسنا نحن من نحدد الطريقة التي يكلمنا بها الله، لان الله هو وحده يعلم انسب طريقه يكلم بها كل شخص فينا فهو وحده الذي يعلم الطريقة التي تصل الرسالة من خلالها فالله هو المسؤول عن توصيل الرسالة إلينا، ومثالا على ذلك إيليا
“وَدَخَلَ هُنَاكَ الْمُغَارَةَ وَبَاتَ فِيهَا. وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ يَقُولُ: «مَا لَكَ ههُنَا يَا إِيلِيَّا؟» فَقَالَ: «قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ، وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ، وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي، وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا». فَقَالَ: «اخْرُجْ وَقِفْ عَلَى الْجَبَلِ أَمَامَ الرَّبِّ». وَإِذَا بِالرَّبِّ عَابِرٌ وَرِيحٌ عَظِيمَةٌ وَشَدِيدَةٌ قَدْ شَقَّتِ الْجِبَالَ وَكَسَّرَتِ الصُّخُورَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي الرِّيحِ. وَبَعْدَ الرِّيحِ زَلْزَلَةٌ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي الزَّلْزَلَةِ. وَبَعْدَ الزَّلْزَلَةِ نَارٌ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي النَّارِ. وَبَعْدَ النَّارِ صَوْتٌ مُنْخَفِضٌ خَفِيفٌ. فَلَمَّا سَمِعَ إِيلِيَّا لَفَّ وَجْهَهُ بِرِدَائِهِ وَخَرَجَ وَوَقَفَ فِي بَابِ الْمُغَارَةِ، وَإِذَا بِصَوْتٍ إِلَيْهِ يَقُولُ: «مَا لَكَ ههُنَا يَا إِيلِيَّا؟» (١مل ١٩: ٩-١٣)،
عندما وقف إيليا على الجبل لأن الله سوف يكلمه لاقته ريح عابره شقت الجبال وكسرت الصخور ولم يكن الرب في الريح، زلزلة ولم يكن الرب في الزلزلة، نار ولم يكن الرب في النار وإذا بصوت منخفض رقيق خفيف يقول له مالك ها هنا يا إيليا، لماذا تركت أرض المعركة وهربت، فقال له الله ارجع وافعل كذا وكذا، وأعطاه التكليف، فلسنا نحن من نختار طريقة كلام الله إلينا، اترك الله يكلمك بالطريقة التي تناسبك

6- ليس عيبا، بل حكمة طلب التأكيد مرة واثنين
ليس شك في الله عندما نريد أن نتأكد منه، ولكن شك في أنفسنا، فعدم الثقة في أنفسنا مقبولة، ولكن عدم الثقة في الله غير مقبولة، لأن الله ليس عنده أسباب للكذب
“فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الرَّبُّ وَقَالَ: «اذْهَبْ بِقُوَّتِكَ هذِهِ وَخَلِّصْ إِسْرَائِيلَ مِنْ كَفِّ مِدْيَانَ. أَمَا أَرْسَلْتُكَ؟» فَقَالَ لَهُ: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، بِمَاذَا أُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ؟ هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى، وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي». فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَسَتَضْرِبُ الْمِدْيَانِيِّينَ كَرَجُل وَاحِدٍ». فَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَاصْنَعْ لِي عَلاَمَةً أَنَّكَ أَنْتَ تُكَلِّمُنِي.” (قض6: ١٤-١٧)
فالله أعطاه علامة وأكد له بحلم، فطلب التأكيد ليس شكاً في الله لكن هو إدراك قد نكون مخطئين، أو قد نكون قد خدعنا أنفسنا أو قد يكون سمعنا لأصواتنا نحن، خصوصاً إذا كان القرار قرار مصيري ويأثر على حياة الأخرين كما في قصة جدعون، فلا تستهينوا بذلك الأمر، ليس بعيب أن نطلب علامة من الله.

7- مراجعة ما سمعت في ضوء
• كلمة الله
عندما نسمع كلمة من الله لابد أن نراجعها هل هي تتماشي وتتلاءم مع روح الكتاب وفكر الكتاب وتعاليم الكتاب ومع حقائق الكتاب، الكتاب هو الحق هو المرجع فالله لا يقول شيء يتعارض مع ما قاله قبل ذلك، فإذا هذا الصوت لابد أن يراجع في ضوء تعليم كلمة الله وطرقه
• جسد المسيح “خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالخدمة”
لابد أن يكون هناك مرجعية الكلمة والكنيسة خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالخدمة ويتعلق بأناس نخدمهم فالذي نسمعه لابد أن تأكده لي الكنيسة بأنه من الله
“وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ، قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ»، فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا ” (أع ١٣: ٢-٣)
هذه كنيسة أنطاكية، الكنيسة التي خرجت منها هذه الإرسالية الكبيرة بينما هم يخدمون قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه، فلم يقل الله هذا الكلام لبرنابا وشاول فقط، بل قاله للكنيسة جميعها لأن هذا أمر يخصهم جميعاً، فالكنيسة جميعها صامت وصلت وأطلقوهما، فهذه هي مرجعية الجسد نحتاج دائماً أن نسأل أنفسنا، هل الكنيسة سامعه ما اسمعه والدعوة التي دُعيت إليها أم لا؟
نحن من حقنا أن نطلب تأكيد لكلمة الله وأن نرجع للمرجعية وهي كلمة الله الحق وجسد المسيح أي الكنيسة التي تنتمي إليها
هناك ارتباط بين ما يدعون إليه الرب أن نفعله وبين الجسد الذي تنتمي إليه خصوصاً إذا كان هذا الجسد هو من يُصلي من أجلنا وهو من يعضدن، حتى لو نحن القادة لابد أن نرجع للجسد الذي تنتمي إليه،
“أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ.”، (عب١٧:١٣)
لم يقل هنا نافع لهم، بل قال نافع لكم، فلابد من الخضوع للقيادة والخضوع للمرشدين والخضوع للجسد الذي نعيش فيه للحماية فمن فوائد الخضوع الحماية، حماية من القرارات الخاطئة التي نأخذها بأنفسنا دون الرجوع للمرشدين
ملحوظة هامة
التدرّب مطلوب فهو الذي يجعلك تميز الصوت الإلهي المنخفض الخفيف
“وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.” (عب١٤:٥)
التمييز هنا بين الصواب والخطأ، وبين الخير والشر، تحتاج منا التدرب،
مرات كثيرة نحتاج إلى أن يكلمنا الله عند اختيار شريك الحياة، وهذا أمر مصيري جداً ونحن لم نتدرب من قبل على أمور صغيرة الخطأ بها ليس كبير، على عكس موضوع اختيار شريك الحياة فهو أمر الخطأ به أمر خطير للغاية،
فبكل أسف نحن نريد أن نسمع صوت الله في قرارات واختيارات ولا نريد أن نسمع صوت الله في إعلان عن نفسه وأن تستنير عيون أذهاننا ويعلمنا طرقه ويشرح لما فكره ويكلمنا عن أنفسنا وعن خبايا قلوبنا ويفحصها،
حينما نعتاد أن نسمع صوت الله في الأمور الصغيرة الواضحة كمن هو وماهي طرقه حينئذ نبدأ أن نميز صوت الله الخفيف الرقيق، فنحن نحتاج أن نتمرن لكي نعرف من هو الله ثم بعد ذلك نبدأ أن نسمع صوت الله في اتخاذ قرارات الحياة،
ففي البداية لا نضع أسئلة نريد لها إجابات، ولكن نصلي بأن نتعلم ومميز صوت الله

Pin It on Pinterest

Share This