حياة الخادم – حلقة 2 – ابعاد حياة الخادم .. هوية وأدوار الخادم

أبعاد حياة الخادم
حلقة – 2
هوية وأدوار الخادم

تحدثنا في الحلقة الماضية عن أبعاد حياة الخادم وهي أربع علاقات وذكرنا أن الخادم يعيش في أربع علاقات وهي العلاقة مع الله، العلاقة مع الحق، العلاقة مع الآخرين، العلاقة مع النفس وتحدثنا أيضاً أن هذه العلاقات تؤثر وتتأثر ببعضها البعض
في هذه الحلقة سنتحدث عن ألقاب وأدوار الخادم التي تتكون لدى الخادم بناء على العيش من خلال هذه العلاقات
ففي العلاقة مع الله يكون لقب الخادم أنه ابن لله وفي العلاقة مع الحق يكون لقب الخادم تلميذاً وفي العلاقة مع الآخرين يكون لقب الخادم خادماً وعند وجود الخادم في قدس الأقداس يكون لقب الخام كاهناً.
فالخادم هو شخص واحد لكنه يمتلك أربع ألقاب بحسب العلاقة، كمن يمتلك أربع بطاقات على سبيل المثال البطاقة الشخصية وهي تستخدم في المصالح الحكومية وبطاقة النادي وهي تستخدم في النادي والڤيزا وهي تستخدم في الصراف الآلي وبطاقة العمل وهي تستخدم في مكان العمل
فلكل مكان بطاقته الخاصة، فعند استخدام بطاقة في مكان غير المخصص لاستخدامها نجد أنها لا تعمل، فمثلاً لا أستطيع استخدام بطاقة النادي في المصالح الحكومية أو استخدام البطاقة الشخصية في ماكينة الصرف الآلي، فهذا ما يحدث تماماً في العلاقات الأربعة عند استخدام البطاقة الخطأ وفيما يلي سنشرح بشكل أكثر تفصيلاً الألقاب التي يعيش بها الخادم في هذه العلاقات.
أولاً: – لقب الخادم في العلاقة مع الله أنه ابن الله
لقب الخادم في العلاقة مع الله أنه ابن لله، في العلاقة مع الله لابد أن نستخدم البطاقة الصحيحة الخاصة بهذه الهوية وهي بطاقة البنوة، فعند الذهاب إلى الله لا نقول له يا سيدي أو أنا عبدك وخادمك، ولكن علينا أن نقول يا أبانا، يا أبي من منطلق أني ابن لله حينئذ تفتح لي أبوب الدخول إلى الله،
فَقَالَ لَهُمْ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، …..” (لو٢:١١) فهذا هو اللقب الوحيد الذي يساعدني أن أدخل به أمام الله والاستمتاع بالعلاقة مع الأب

ثانياً: – لقب الخادم في العلاقة مع الحق أنه تلميذ
لقب الخادم في العلاقة مع الحق أنه تلميذ فعند قراءة الكتاب المُقدس وليس من منطلق البنوة أو ابن الملك، بل يريد أن يعرف ويتعلم الحق ويريد أن يتغير، فالخادم يظل تلميذ مدى الحياة
ثالثاً: – لقب الخادم في العلاقة مع الأخرين أنه خادم لهم
لقب الخادم في العلاقة مع الآخرين أنه خادماً لهم بولس الرسول يقول “فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا، وَلكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ.” (٢كورنثوس ٥:٤(
يحتاج الخادم دائماً أن يدرك أنه ابن لله لكن عند تعامل مع الآخرين يجب ان يتعامل معهم من منطلق أنه خادماً لهم.
معظم العلاقات وخاصة في العلاقة بين الزوجين تنقصها هذه الهوية، وهي أن يكون كلا منهما خادماً للآخر، كلا منهما يفعل ما يحبه الآخر، وليس ما يحبه هو.
وهذا يعني أن الخادم يجب أن يخدم الآخرين بما يحتاجونه وليس بحسب الاستحسان الشخصي، بولس الرسول يقول “وَأَمَّا أَنَا فَبِكُلِّ سُرُورٍ أُنْفِقُ وَأُنْفَقُ لأَجْلِ أَنْفُسِكُمْ، وَإِنْ كُنْتُ كُلَّمَا أُحِبُّكُمْ أَكْثَرَ أُحَبُّ أَقَلَّ!” (٢كورونثوس١٥:١٢)
الخادم الحقيقي هو من يخدم الأخرين كما خدم المسيح وبولس الرسول كان كلا منهما يخدم الأخرين بما يحتاجونه، حينها تفتح أبواب العلاقة مع الآخرين وتستريح وتستوي باقي العلاقات
“وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ، بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ” (١بطرس ٣:٥)
رابعاً: – لقب الخادم في قدس الأقداس أنه كاهناً
لقب الخادم في قدس الأقداس أن يكون كاهناً لقد فتح لنا قدس الأقداس جميعا “فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ،” (عبرانيين ١٩:١٠)
فعند الدخول إلى عرش النعمة نكهن أي نتحول إلى كهنة نقف أمام الله عن الشعب
كل هوية أو لقب من الألقاب الأربعة التي تم ذكرها لها دور خاص تعمل من أجله وهي كلاتي:
1- ابن الله يقوم بدور نبوي وليس نبي أي يكون له صوت نبوي ويخبر الأخرين عن الله
2- التلميذ يقوم بدور تعليمي أي يتعلم ويُعلم أخرين فيخرج جدداً وعتقاء فالتلميذ يتَعلَّم ليُعلِّم
3- الخادم يقوم بدور الراعي فيرعى ويهتم بالآخرين لكي يسد احتياجاتهم
4- الكاهن يقوم بدور كهنوتي يكهن لله يوجد في محضر الله فيقدم ذبائح روحية مقبولة لله.
فلا يمكننا أنا نفصل هذه البطاقات عن بعضها البعض فهو يجعلنا أبناء وتلاميذ وخداماً وكهنة فجميعنا لابد أن يمتلك هذه الهويات الأربعة ويستخدم لكل هوية البطاقة المناسبة لها في مكانها الصحيح لكي تفتح لي أبواب هذه العلاقة.

Pin It on Pinterest

Share This