وقفنا في الحلقة السابقة عن قيمة محبة الآب في حياتنا، وقلنا إن المحبة هي الشيء الوحيد الذي يحقق الشبع الحقيقي للنفس البشرية، والأبوة هي التي تعطينا هويتنا، لنعرف من نحن، ومن أين أتينا، وإلى أين نذهب، فالشبع والهوية يعطونا الإحساس بالأمان وذلك يولد لدينا الشعور بالقيمة، ولا نشعر بالدونية، ولا نقارن أنفسنا بالآخرين، وأخيراً يتولد لدي القدرة على الحب والأبوة.
وإليك عزيزي القارئ بعض الأسئلة التي تطرحها الحضور أثناء الحلقة
أسئلة
س1: كيف أُشبَع بمحبة الله لي؟
جـ: نحن نحتاج إلى إعلان لأبوة الله ومحبتنا وقيمتنا، فيعلن لنا الله هذه الأمور عندما نكون أمامه أو عند قراءة الكتاب المقدس فنتذوق محبته وأبوته، وإذا لم نتذوق فهذا يدل على أننا لم نعط الله فرصة، نحن لا نشبع بمحبة الآب لأننا لم نراها ولم نعطيه فرصة أن نُغمر بها، فإذا أعطيناه هذه الفرصة سنشعر بمحبة الآب وأبوته، ونختبرها أيضاً، لأن هذا ليس مجرد كلام أو مشاعر، ولكنه إدراك روحي عميق يخترقنا، فلا بد من أن نذهب إلى الآب وأطلب هذا أُزيل كل عائق أمامي من الأبوة الأرضية المشوهة.
الله السماوي هو من يعلمنا الحب الحقيقي غير المحدود والغير مشروط..
س2: هل من الممكن أن يحرمنا أبونا السماوي من الميراث كما يفعل الآباء الأرضيين؟
جـ: للإجابة على هذا السؤال نرجع إلى مثل الابن الضال حينما أخطأ ورجع إلى أبوه فما زال يقول أبوه هذا ابني، فالله لا ينكرني لا يقول هذا ليس ابني ولكن نحن من نفعل ذلك ونقول له أنت لست أبي، فنحن من نحرم أنفسنا من أبوته ونحرم أنفسنا من ميراثه، فالله ثابت لا يتغير لكننا نحن من نتغير لذلك نظن أن الله هو الذي يتغير.
س3: “لا خوف في المحبة، المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج….” هل المقصود هنا بالمحبة الكاملة هي محبة الله لي أم محبتي لله؟
جـ: الله يحبنا لكن نحن الذين لم نرتم في حضنه، فهل نحن قادرون إذاً على استقبال هذا الحب؟ بالطبع لا، فالمحبة الكاملة ليس فقط أن الله يحبني، بل نستقبل هذا الحب، فنمتلأ بحبه فنحبه، فنحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا، فكمال المحبة ليست أن الله يكثر من محبته لي، ولكن بامتلائي بهذا الحب.
س4: كيف أفصل مشاعري في الضيق والأزمات التي تجعلني ابتعد عن الله؟
جـ: المشاعر هي وليدة الفكر ورد فعل للأفعال التي تحدث أو رد فعل لفكرة، فإذا جاء في ذهني وقلت لنفسي لماذا يفعل بي الله هكذا سأتضايق، ولكن إن جاء بذهني أن إبليس العدو هو من يفعل بي هذا وأن الله وعدني بأنه سيبقى معي في الضيق سأطمئن، فما يدور في ذهني وما يحدث خارجي هو ما يولد المشاعر فنقدر أن نتحكم في مشاعرنا ليس عن طريق تغير ما يحدث بخارجنا، ولكن عن طريق تغير ما يدور في فكرنا وأذهاننا.
س5: محبة الله الآب هل هي اختبار ويحتاج إلى إعلان، وهل هذا الاختبار يحدث مرة واحدة كاختبار الملء والخلاص؟
جـ: الحياة الجديدة هي عطية من الله والملء بالروح القدس عطية لا يحدث تدريجياً، ولكن ما نتحدث عنه هو علاقة وشركة فعندما نقترب من الله نمتلئ وعندما نبتعد عن الله نبقى فارغين، فمحبة الله هي ما تملئنا بالمحبة والأبوة والشبع والأمان فكل ما اقترب تزداد هذه الأشياء، فهذه هي علاقة وليس اختبار.
س6: هل الله السماوي يشفينا مما يحدث لنا من آبائنا الأرضيين؟
جـ: نعم يشفينا الآب السماوي من كل ما يحدث لنا من قساوة وضيق ومذلة من آبائنا الأرضيين، فنحن نستمد جميع الحب والعطاء والاهتمام والتربية من الآب السماوي لأننا وجدنا أبونا الأصيل فهو وحده من يقدر أن يعيننا ويمدنا بالمحبة الكاملة التي تجعلنا نكرم هؤلاء الآباء الأرضيين.