1 من 2

حياة الخادم – حلقة 10 – العلاقة مع الله .. الدور النبوي – الشركة – نعمة الابن – النعمة والجهاد

العلاقة مع الله

الدور النبوي
الشركة – نعمة الابن – النعمة والجهاد

حلقة – 10

درسنا في مدرسة المسيح كيف نصير تلاميذ للمسيح وفي هذا الجزء من الدراسة نتكلم عن كيف التلميذ يظل تلميذاً وفي نفس الوقت يصير خادم للرب مؤثر في حياة الناس الذين يخدمهم، وتكلمنا عن ألقاب الخادم، فنحن أبناء وتلاميذ وخدام وكهنة لله نخدمه في هيكله، في بيته مع جماعة الرب
وتحدثنا في البعد الأول أننا مدعوين أن نكون أبناء، وفي البنوة جزئين هامين هما الشركة والرؤية، ومحتوى الشركة هو نعمة الابن، ومحبة الأب، وشركة الروح القدس
ميز الكتاب بصورة خاصة نعمة ربنا يسوع المسيح، فتحدثنا عن نعمة المسيح التي نحن فيها مقيمون، وتكلمنا عن الفرق بين ناموس موسى ونعمة العهد الجديد المعطاة لنا بكفارة وفداء ربنا يسوع المسيح، ثم تطرقنا بعد ذلك لكفاية النعمة، وطول هذا الطريق نتساءل هل يوجد جهاد أم لا؟ وهذا هو موضوع ما سنناقشه في هذه الحلقة عن الفرق بين النعمة والجهاد.
بولس يضع في هذه الآية تحدي فيقول” وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا.”(رو٩:٥)،
وضح الناموس أنه عندما كثرت الخطية، ازداد احتياجي للنعمة، وهذه النعمة تغفر لي وتسترني من خطايا كثيرة، ولكن هنا يظن البعض أنه إذا أراد أن يزداد نعمة فعليه أن يكثر من الخطايا. ولكن هذا معتقد خاطئ،
يقول بولس ” فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟ حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟”(رو٦: ١-٢)،
يوضح لنا بولس ذلك، فنحن الذين متنا عن الخطية، فكيف نعيش بعد فيها؟ نحن دفنا مع المسيح بالمعمودية عن الموت، الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات، لنعيش لله،
إذن ما هي قضية الجهاد؟ هناك جهاد، ولكن أي نوع من الجهاد؟ وبماذا نجاهد؟ وكيف نجاهد؟ بولس يكتب لتلميذه تيموثاوس ويقول له “جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيْضًا، وَاعْتَرَفْتَ الاعْتِرَافَ الْحَسَنَ أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ.” (١تي١٢:٦)
يقول بولس لتلميذه أن يجاهد الجهاد الحسن وهذا يعني أن هناك جهاد غير حسن وهو جهاد الأعمال، ولكن المقصود هنا هو جهاد الإيمان وليس أن نحارب عن الخطية بإمساك النفس عن الشهوات والأهواء……إلخ، ولكن الجهاد في النعمة بالإيمان،
يقول بولس “فَتَقَوَّ أَنْتَ يَا ابْنِي بِالنِّعْمَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.” (٢تي ١:٢)،
فنحن نتقوى بالنعمة ونمارس الإيمان فهذا هو الجهاد وليس جهاد أعمال ولا عضلات يقول بولس عن نفسه في نهاية رحلته
“قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا” (٢تي٤: ٧-٨)،
هناك جهاد يرجعني للناموس وهناك جهاد بحسب فكر العالم والدين، وهناك الجهاد الحسن وهو جهاد الإيمان، يقوي بالنعمة التي في الإيمان بالمسيح يسوع ربنا، فينبغي أن تكون عيناي دائماً أمام المسيح لأستمد منه النعمة وأعطيه الفرصة أن يمدني بهذه النعمة، فالجهاد هنا أن أثبت وجهي وقلبي، وأذَّكر نفسي طوال الوقت بأنه علي أن أنال، فأكون لأفعل، وليس أن أحاول وبداخلي فارغاً لكي أفعل فجهاد الإيمان هو الثقة بأن أطلب حسب مشيئة الله وأن أصدق حسب نعمته الغنية نعمته ليس لها حدود، فأنال نعمة فوق نعمة، لأكون من أرادنا الله لأفعل مشيئة الله، وهذا هو الجهاد وليس لي أي فخر فيه.
الجهاد الحسن أن أضع نفسي على الطريق الإلهي. وفي طريق النعمة، وفي طريق البنوة للآب، وفي طريق هبوب الروح القدس، لأقدر أن أنال ما يعطيني الله إياه لأن أكون، لكي أفعل
“لا تسعى لكي تكون مستحق لكن أقبل النعمة لكي تصير كاملا “

Pin It on Pinterest

Share This