حياة الخادم – حلقة 1 – ابعاد حياة الخادم .. علاقات الخادم

أبعاد حياة الخادم
حلقة – 1
علاقات الخادم

اختار الرب يسوع تلاميذ وصنع من هؤلاء التلاميذ خداماً وائتمنهم على الملكوت، وأعطاهم ليس فقط الحق لكن أعطاهم أيضاً السلطان أن يحققوا الدعوة والقصد،
الهدف الحقيقي من التلميذ ليس فقط أن يعيش حياه المسيح لكن أن يخدم كما خدم المسيح، فالمسيح كان خادماً، خادماً لم يأت ليُخدم، بل ليخدم ويبذل نفسه فدية عن كثيرين
فالتلميذ الحقيقي في مدرسة المسيح يظل تلميذاً مدى الحياة، وبالإضافة الى كونه تلميذ يصير خادم أمين يصنع ويحقق دعوة الله لحياته.
وسنبدأ هذه الدراسة بالمقدمة التي ستساعدنا في هذه المسيرة،

كلمة (أبعاد) مهمة جداً، لأننا أحياناً نسطح الأمور ونحاول تبسيطها أكثر من المعتاد، بينما الحقائق الروحية والعلمية وحقائق الحياة ليست مسطحة، فالصورة المُجسمة توضح لنا الأمور كما رسمها المسيح ليصنع التلاميذ ليكونوا خداماً أمناء في ملكوت الله، فالإنسان المؤمن يعيش في علاقات متعددة وهي: –

أولاً: – العلاقة مع الله

هي أول هذه العلاقات، فعندما يبدأ الإنسان حياة جديدة بقبول المسيح رب ومٌخلص يدخل في علاقة مع الله،
“وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ (يو 17: 3)
فهي أيضا التصالح مع الله.

ثانياً: – العلاقة مع الحق

كيف يكون لنا علاقة مع الحق وهو ليس بشخص؟ وللإجابة على هذا السؤال علينا أن نتعرف على من هو الحق، الذي هو بالحقيقة شخص المسيح كما درسنا سابقاً في مدرسة المسيح،
“……، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا.” (يو 1: 17)
“قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. …..” (يوحنا٦:١٤)
فمعرفة الحق مهم جداً في حياة الخادم، فمعرفة الحق يُوجد علاقة بيني وبين الحق الذي يشهد عن الله، ويعرفني طرقه

ثالثاً: – العلاقة مع الآخرين

الإنسان منذ ميلاده يعيش في العديد من دوائر العلاقات مع الآخرين مثل الأهل، الأخوة، والأصدقاء، الزوجة، الأولاد، زملائي في العمل……إلخ فلابد أن أعيش في علاقة مع الآخرين.

رابعاً: – العلاقة مع النفس

أحيانا تكون العلاقة مع النفس علاقة مفقودة، وفي الحقيقة العلاقة مع النفس هي نقطة التواصل والتلاقي مع العلاقات الثلاثة السابقة،
فنحن نعيش في أربع علاقات ينبغي أن تكون هذه العلاقات. علاقات سوية وصحيحة. فبالتالي أكون إنسان سوي، فالعلاقات هي الحياة، والخادم لابد أن يبني هذه العلاقات الأربعة بناءً صحيحاً، فهذه العلاقات بينهما ترابط وتداخل قوي،
فالعلاقة مع الله والعلاقة مع النفس مرتبطين ببعضهم البعض، فإذا كانت العلاقة مع الله علاقة صحيحة، فهذا سيؤدي إلى علاقة صحيحة مع النفس.
والعكس صحيح كلما كانت العلاقة مع النفس صحيحة كلما كانت العلاقة مع الله صحيحة فالله هو الذي يُصلح العلاقة مع النفس
فحينما يكون الله أب، ويقبلني كما أنا أبدأ أنا في حب نفسي، ففي واقع الأمر هاتان العلاقتان بينهما سهمين، كل منهم يصب على الآخر.
فإن العلاقة مع الله تؤثر على العلاقة مع النفس وبالتالي تؤدي إلى الشفاء، نفس المبدأ في العلاقة مع الحق، وهو كلمة الله، فالعلاقة مع الحق تؤثر في العلاقة مع النفس، لأن معرفة الحق يؤدي إلى التصالح مع النفس “وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ».” (يوحنا٣٢:٨)
بكل أسف العلاقة المشوهة والغير سوية مع النفس تؤثر عند قراءة الكتاب المُقدس، فعند سماع عظة، فهذا يؤدي إلى عدم فهم المعنى الصحيح بموضوعية، ولكن يتم الفهم بناء على الاستحسان الشخصي، حيث يتم القراءة أو الاستماع بمشاعر مجروحة وبغير اتزان، فلا بد أن أسمع بدون سابق عقدة تجعلني أرفض الحقيقة، وأعوجها
فيجب عند قراءة الكتاب المقدس فهمه بشكل صحيح كما هو، فهذا ليس مرتبط فقط بالذي قيل، ولكنه مرتبط بالأذن يقول “فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْمَعُونَ….».” (لوقا 18 :8) فالذي يؤثر في فهم كلمة الله وللواعظ هو المصالحة مع النفس
نفس الفكرة في العلاقة مع الآخرين، فكلما كان الشخص يعيش في راحة مع نفسه سيساعده ذلك في العيش في علاقات سعيدة وسوية مع الأخرين، وبالتالي كلما كان الشخص يعيش في علاقة اضطراب مع نفسه سيؤدي ذلك لحدوث اضطرابات في العلاقة مع الأخرين
أغلب المشاكل الزوجية تحدث نتيجة وجود عقد بالزوجين فيبدأ كلا منها بتفريغ هذه العقد على الأخر وهو ما يسمى بالإسقاط بدلاً من محاولة إيجاد حلول لهذه المشكلة فالمسيح قال “لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَا أَخِي، دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِكَ، وَأَنْتَ لاَ تَنْظُرُ الْخَشَبَةَ الَّتِي فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلًا الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ” (لوقا 6: 41 و42) فيجب أن يعالج كل زوج مشكلته أولاً حينها يقدر أن يساعد غيره،
صعب جداً ان يحاول الزوج أن يُسعد زوجته أو أولاده وهو تعيس مع نفسه،
فهذه مشكلة كبيرة في حياة الخدام، لأن الخادم يخدم حياة الناس، فعندما يقوم الخادم بخدمة الناس، فالعقد التي بداخله، تظهر، ويشعر بالنقص. فيحاول أن يعوض هذا النقص بأن يسيطر وأن يظهر في الصورة
أذن فكيف يعرف الخادم أن المشكلة في علاقته مع نفسه وليست في علاقته مع الآخرين؟
الإجابة هي: إنك تراقب نفسك هل أنت حساس للناس أم لنفسك، فإذا كان الشخص في راحة مع نفسه فسيجد نفسه حساس للآخرين ومشاعرهم في التعامل
على العكس عندما يكون الشخص غير متصالح مع نفسه سيكون حساس لنفسه وهذا يظهر حتى في الأشياء التافهة حيث يُجرح بنفخة الهواء بالتالي هذا يوثر في العلاقة مع الآخرين، ولهذا السبب موضوع شفاء النفس قضية في غاية الأهمية في حياة الخادم،
إذا كنت ترغب عزيزي القارئ في دراسة موضوع شفاء النفس يمكن الدخول على الرابط التالي
https://shorturl.at/ipqu3

SOC-pdf-logo.jpg SOC-Word.jpg
PDF الحلقة كـ word الحلقة كـ

Pin It on Pinterest

Share This