هناك ستة مبادئ عامة للعلاقات هي:
فهم الآخر
الغفران
رد المسلوب
عدم مقاومة الشر
العطاء
الخضوع
ناقشنا في الحلقات السابقة الثلاثة مبادئ الأولى. في هذه الحلقة – الأخيرة- نناقش باقي المبادئ.
عدم مقاومة الشر
عندما أقاوم إبليس (الشرير) يهرب مني، لكن عند مقاومة الشر… الشر يلتهمني لأن الشر نار، فلا يجب مقاومة النار بالنار لأن النتيجة أن “النار تولع فيّ”. لكن يمكنني التغلب على الشر (النار) بالحب (المياة)، لأنه بهذا الطريقة ينطفيء الشر وينغلب.
هذا ماذكره الرب يسوع في الموعظة على الجبل كما جاءت في (مت5: 38 – 48): “«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ، فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ. «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. 46لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ 47وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟ 48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.”.
هذه هي تعاليم السيد والمعلم، وهي تعاليم غير قابلة للنقاش مثل كل المبادئ العامة للعلاقات مع الآخرين.
أيضاً، ما جاء في (رومية 12: 17- 21) والذي نصه: “17لاَ تُجَازُوا أَحَداً عَنْ شَرٍّ بِشَرٍّ. مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ قُدَّامَ جَمِيعِ النَّاسِ. 18إِنْ كَانَ مُمْكِناً فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ. 19لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. 20فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ، وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ». 21لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ، بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ”
ما معنى هذا؟ أن أعمل أقصى جهد، ليكون بيني وبين الناس سلام. “لا تنتقموا لأنفسكم… بل أعطوا مكاناً للغضب” والمقصود هنا (غضب الله). عندما يخطئ أحدهم إليك… من يقضي بينكما؟ الله وليس أنت. إن كنت أنت المجني عليه، فلا ينفع أن تكون أنت- في نفس الوقت- القاضي والجلاد. الله هو القاضي: “لي النقمة أنا أجازي يقول الرب”. علىّ فقط أن أطعم عدوي إن رأيته جائعاَ، وأن أسقيه إن كان عطشاناً (عدد 20).
الشر نار تحرق، لذا عندما يسئ إلىّ أحدهم…. أذهب إليه بهدية، ومن يخدعني… أعمل معه إحساناً، ومن أهانني أسامحه. من يبغضني أحبه، ومن يلعنني أباركه، ومن يسئ إلىّ أحسن إليه- من الأقوى في هذه الحالة؟ بالطبع أنا. لكن إن صنعت معه شراً، أُصبح شريراً وليس تلميذاً للمسيح أو ابناً للملكوت. ليس لدي عذراً إن صنعت معه شراً، رداً على الشر الذي صنعه معي. أنا ابن الله، الذي لا يُجرب أحد بالشرور والذي كل عطاياه لنا صالحة، فهو الذي يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين؛ الذين يلعنونه وينكرونه ويهينوه!! أنت لست (عبيطاً) عندما لا تؤدي دور القاضي… أنت تترك القاضي الحقيقي (الله) يصنع عدلاً. موقفك لا يُفسد العدالة، لكن يترك للعدالة أن تأخذ مكانها. عندما يقرر كل واحد أن يأخذ حقه بيده، ينهار الإقتصاد ويفسد المجتمع. السيد المسيح لا يضع مبادئ أخلاقية فقط، بل يضع قوانين للحياة، التي عندما نكسرها تكون النتيجة فساد المجتمع وتدمير الحضارة الإنسانية.
قال أحد علماء الاجتماع وهو يشرح معنى القانون العام، إن القانون العام هو ما يثبت أنه صحيح عند ممارسته فيتم تعميمه، والعكس صحيح. تصوروا ماذا يكون حال المجتمع عندما يأخذ كل واحد حقه بيده!! إن قانون “عين بعين وسن بسن…” ليس خاص بالأفراد أو المجنى عليهم. إنه قانون للمحاكم… قانون ينفذه القاضي في المنازعات.
هذا القانون- عدم مقاومة الشر- يحفظ سلامة البلاد، حتى لو جاء ذلك على حساب (كرامتي). المهم في الموضوع هو الخير العام…. ومن الخير أن لا يصل الشر إلى قلبي. لكن عندما لا نستمع إلى تعاليم السيد المسيح، نحن ندمر أنفسنا وندمر مجتمعاتنا أيضاً.
العطاء
“……. مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ: مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ” (أع20: 35)
(بالحسبة العددية) هذا الكلام غير معقول، فإذا كان لديّ 100 جنية وأعطيتها لآخر تكون النتيجة صفر، أما إذا كان لدي 100 جنية وأخذت 100 جنية أخرى يكون حاصل الجمع 200 جنية- فكيف يكون العطاء أفضل من الأخذ؟!
(الحسبة) هنا مختلفة… القيمة- في قانون العطاء – هي الحب. الحب هو القيمة الكبرى لكل معاني العلاقات …. الحب هو أن تريد الخير وأن تعطي الخير. الحب يعطي، فالعطاء أفضل من الأخذ، أما الأخذ فيقوم على المصلحة. العطاء تعبير عن الحب، وهذا ما جاء في رسالة فيلبي (4: 15): “وَأَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ أَيُّهَا الْفِيلِبِّيُّونَ أَنَّهُ فِي بَدَاءةِ الإِنْجِيلِ، لَمَّا خَرَجْتُ مِنْ مَكِدُونِيَّةَ، لَمْ تُشَارِكْنِي كَنِيسَةٌ وَاحِدَةٌ فِي حِسَابِ الْعَطَاءِ وَالأَخْذِ إِلاَّ أَنْتُمْ وَحْدَكُمْ”، وكذلك كلمات السيد المسيح في (لوقا6: 38): “أَعْطُوا تُعْطَوْا كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ”، فمثلاً عندما يكون (الأخذ) أهم من (العطاء) في علاقتك بالناس- فأنت تذهب لشريكة حياتك تطلب منها أن تحبك وتهتم بك وتسعى لأسعادك…. الخ دون أن تعطيها شيئاً، فتكون النتيجة أن تصاب علاقتكما بالمرض. أما في حالة أن تهتم أنت بها وتحبها وتسعى لتكون العلاقة بينكما دافئة، فالنتيجة نمو لهذه العلاقة.
عندما يكون موقفك أن تأخذ، والطرف الأخر يعطي… سوف يأتي وقت يكف الأخر عن العطاء. أما في حالة العطاء المتبادل بين الطرفين، فالنتيجة ازدياد في العطاء. ربما لا يحدث ذلك بصورة عامة مطلقة، فلا نجد عطاءً مقابل ما نعطي، لكن المحصلة النهائية سوف تكون في مصلحتك. جموع الناس سوف تعطيك، كذلك الله- فالله دائماً يعطي الأسخياء.
تخيل أنك تطبق مبدأ العطاء في جميع علاقات الإنسانية؛ سواء في علاقتك العاطفية أو الزوجية أو مع أولادك أو في علاقات العمل… سوف تكون محبوباً من الجميع ومطلوباً من الجميع.
لماذا يكون العطاء أفضل من الأخذ؟
هنا أربعة حقائق تثبت أن العطاء أفضل من الأخذ:
العطاء تعبير عن الحب أما الأخذ فهو إنحصار في النفس.
العطاء هو تعبير إيجابي والعكس صحيح مع الأخذ الذي هو تعبير سلبي.
العطاء هو نسبة مما لديك وليس كم:
“ثُمَّ نُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ نِعْمَةَ اللهِ الْمُعْطَاةَ فِي كَنَائِسِ مَكِدُونِيَّةَ، 2أَنَّهُ فِي اخْتِبَارِ ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ فَاضَ وُفُورُ فَرَحِهِمْ وَفَقْرِهِمِ الْعَمِيقِ لِغِنَى سَخَائِهِمْ، 3لأَنَّهُمْ أَعْطَوْا حَسَبَ الطَّاقَةِ، أَنَا أَشْهَدُ، وَفَوْقَ الطَّاقَةِ، مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ، 4مُلْتَمِسِينَ مِنَّا، بِطِلْبَةٍ كَثِيرَةٍ، أَنْ نَقْبَلَ النِّعْمَةَ وَشَرِكَةَ الْخِدْمَةِ الَّتِي لِلْقِدِّيسِينَ. 5وَلَيْسَ كَمَا رَجَوْنَا، بَلْ أَعْطَوْا أَنْفُسَهُمْ أَوَّلاً لِلرَّبِّ، وَلَنَا، بِمَشِيئَةِ اللهِ.” (2كو8: 1- 5)
عظيم هذا النص… كان أهل مكدونية في ضيقة شديدة مادية واجتماعية مثل ظروفنا الحالية. لكن “فاض وفور فرحهم وفقرهم العميق…”، لماذا؟ “لغنى سخائهم” أي أنهم أعطوا كثيراً وفرحوا كثيراً مع أن هذا جعلهم فقراء جداً. هذه هي روح المسيح؛ روح العطاء.
العطاء هو التعبير عن قانون الزرع والحصاد:
“فَإِنَّهُ مِنْ جِهَةِ الْخِدْمَةِ لِلْقِدِّيسِينَ هُوَ فُضُولٌ مِنِّي أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ. 2لأَنِّي أَعْلَمُ نَشَاطَكُمُ الَّذِي أَفْتَخِرُ بِهِ مِنْ جِهَتِكُمْ لَدَى الْمَكِدُونِيِّينَ، أَنَّ أَخَائِيَةَ مُسْتَعِدَّةٌ مُنْذُ الْعَامِ الْمَاضِي. وَغَيْرَتُكُمْ قَدْ حَرَّضَتِ الأَكْثَرِينَ. 3وَلَكِنْ أَرْسَلْتُ الإِخْوَةَ لِئَلاَّ يَتَعَطَّلَ افْتِخَارُنَا مِنْ جِهَتِكُمْ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ، كَيْ تَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ كَمَا قُلْتُ. 4حَتَّى إِذَا جَاءَ مَعِي مَكِدُونِيُّونَ وَوَجَدُوكُمْ غَيْرَ مُسْتَعِدِّينَ لاَ نُخْجَلُ نَحْنُ – حَتَّى لاَ أَقُولُ أَنْتُمْ – فِي جَسَارَةِ الاِفْتِخَارِ هَذِهِ. 5فَرَأَيْتُ لاَزِماً أَنْ أَطْلُبَ إِلَى الإِخْوَةِ أَنْ يَسْبِقُوا إِلَيْكُمْ، وَيُهَيِّئُوا قَبْلاً بَرَكَتَكُمُ الَّتِي سَبَقَ التَّخْبِيرُ بِهَا، لِتَكُونَ هِيَ مُعَدَّةً هَكَذَا كَأَنَّهَا بَرَكَةٌ، لاَ كَأَنَّهَا بُخْلٌ. 6هَذَا وَإِنَّ مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضاً يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضاً يَحْصُدُ” (2كو9: 1- 6)
تعتمد كمية الحصاد على ماتم زرعه؛ قليلاً كان أم كثيراً، فكلما زادت أعداد الحبوب المزروعة زاد الحصاد والعكس صحيح. ذلك لأن الحبة الواحدة تنتج سنبلة بها من 30- 60 حبة، فإذا تم زراعة 100 حبة يكون الناتج 100 سنبلة، وإن زادت أعداد الحبوب إلى 1000 يكون الناتج 1000 سنبلة. وإيماني أن الحصاد ينتج أضعاف ما تم زرعه… وهذا يجعلني أعطي.
والسؤال هنا: ماذا نعطي؟
“النَّفْسُ السَّخِيَّةُ تُسَمَّنُ، وَالْمُرْوِي هُوَ أَيْضاً يُرْوَى.” (أم11: 25)
هناك ثلاثة أبعاد للعطاء سواء في علاقتي بالناس أم علاقتي بالله، وهي:
عطاء الوقت
حياة الإنسان هي وقته وليست نيته. العطاء هو أن أعطي وقتي الذي فيه أُعطي نفسي. الوقت هو رأس المال الحقيقي للإنسان الذي فيه يعطي نفسه ومشاعره واهتمامه، سواء لأولاده أو شريك الحياة… الخ. هذا وقد إنهارت علاقات زوجية كثيرة بسبب عدم إعطاء وقت لها.
العطاء المادي
“….. وَأَنْ يَكُونُوا أَسْخِيَاءَ فِي الْعَطَاءِ، كُرَمَاءَ فِي التَّوْزِيعِ” (1تي6: 18)
العطاء المادي هو تعبير الإيمان، والسخاء- وليس البخل بالطبع- له قيمه عظيمة في الملكوت.
عطاء المشاعر
الخضوع
ناقشنا مبدأ الخضوع ونحن نتكلم عن “الكنيسة”.
هناك علاقة بين الخضوع والتواضع، فالخضوع يتعامل مع قلبي… إنه يغير قلبي ويصيرني إنساناً متضعاً. إن أكبر مشكلة في الغفران والشكر والإعتذار هو الكبرياء. لأجل ذلك يبقى الخضوع هاماً جداً مثلما الحب. الحب+ الكبرياء= معادلة غير سليمة، أما إذا صاحب التواضع الحب، فالمعادلة متكاملة في جميع العلاقات سواء الزوجية أو العلاقات في الكنيسة أو المجتمع.
الخضوع هو أداة الله للتعامل مع كبرياء النفس البشرية، لأجل هذا يقول الكتاب: “خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ” (أف5: 21)، فبكل تواضع، أخضع لله وللآخرين.
س: إلى أي مدى يجب أن أخضع طبقاً لما جاء في (رو13: 1)؟
” لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِين الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ،” (رو 13: 1). يكون الخضوع في حدود السلطة المعطاة للشخص، فكل سلطان له حدود، والله فقط هو صاحب السلطان المطلق. فمثلاً، ليس من حق الحاكم أن يزور الإنتخابات. وعندما يثور الشعب عليه فلا يُعتبر ذلك تمرداً، لأنه بتزوير الإنتخابات قد تجاوز سلطته التي أعطاها له الشعب. أيضاً، ليس من حق الحاكم أن يمنعني كمسيحي أن اكرز بالإنجيل. ذلك لأن لديّ تعليمات عليا تأمرني بالمناداة بالإنجيل. من حقوقي المشروعة أن يكون لي حرية دينية.
إن مبدأ الخضوع- الخضوع في حدود السلطان المُعطى لصاحب السلطان- يحفظ العلاقة بين الناس. يحفظ صاحب السلطان من الكبرياء والتشامخ، كما يجعل الخاضع له متواضعاً وليس خانعاً.
الخضوع قوة هائلة مثل الحب والعطاء والغفران، لا يستطيع الإنسان ممارسته إلا إذا كان تلميذاً حقيقياً للمسيح.