(2) الكرمة والأغصان:
• في (يو 15) يصور لنا السيد المسيح هذه الصورة الرائعة:
(يو 15: 1) «أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ».
(يو 15: 5) «أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً».
(يو 15: 12) «هَذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ»
(يو 15: 16) «لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي».
(يو 15: 17) «بِهَذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً».
نلاحظ هنا:
الربط بين الثبات فيه والثمر
والربط بين الثمر ومحبتنا بعضنا لبعض
# الكرمة صورة عظيمة للتعبير عن علاقتنا به، وببعضنا البعض وهذا ما أكده هو في الحديث هنا. فعلاقة الغصن بالكرمة علاقة حياة أو موت. والمطلوب هنا «اثبتوا فيّ وأنا فيكم حتى تأتوا بثمر كثير». لكن الكرمة ليست مجرد غصن واحد لكنها أغصان كثيرة، يخرج الواحد من الآخر في تشابك هائل، وتمتد بلا حدود هنا وهناك.
لذلك ربط المسيح في الحديث هنا عن الثبات فيه بالوصية بأن نحب بعضنا بعضاً مرتين 12، 17.
وكرر في الجزء الأول الثمر وكذلك في الجزء الثاني الثمر، فثباتنا فيه وفي بعضنا البعض يجعلنا نأتي بثمر كثير ويدوم ثمرنا.
# هنا نرى صورة الكرمة الواحدة التي تجمعنا كلنا.
– كلنا أغصان فيها ثابتة في الكرمة ومتفرعة من بعضها البعض.
– كلنا ملكٌ للكرام الواحد الذي ينتظر الثمر الكثير الذي يدوم.
– تجري فينا عصارة الحياة الواحدة:
الروح الواحد الذي سُقينا به، وكلمة الحياة الواحدة التي تشبع قلوبنا.
– الهدف الواحد أن نثمر لمجد الله الآب.
(3) هيكل الله:
(أف 2: 20-22) «مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ، الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّباً مَعاً يَنْمُو هَيْكَلاً مُقَدَّساً فِي الرَّبِّ. الَّذِي فِيهِ أَنْتُمْ أَيْضاً مَبْنِيُّونَ مَعاً، مَسْكَناً لِلَّهِ فِي الرُّوحِ».
(1بط 2: 5) «كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ، بَيْتاً رُوحِيّاً، كَهَنُوتاً مُقَدَّساً، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ».
(2كو 6: 16) «وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً».
لاحظ هذه العبارات:
في المسيح «كل البناء مركباً معاً ينمو هيكلاً للرب».. «مبنيين معاً مسكناً لله».. «مبنيين كحجارة حية بيتاً روحياً». فحين نُركَّب معاً ونُبنَى معاً نصير هيكلاً مقدساً للرب، مسكناً لله في العالم الروحي.
• في هذه الصورة نرى مدى الالتصاق بين الحجارة بعضها ببعض.
• وكيف تتحول عناصر البناء المختلفة من أسمنت ورمل وحديد وخشب وحجارة وأسلاك كهربائية وأدوات صحية وخلافه إلى مبنى واحد يصلح للسكن، اندمجت فيه جميع العناصر بصورة لا تحتمل إعادة تفكيكها مرة أخرى إلى عناصرها الأولية.. وبدون هذا الاندماج لا يوجد بيت ولا سكن لله في وسطنا، ولا ذبائح روحية مقبولة نقدمها لله.
(4) الجسد والرأس:
ذُكرت الكنيسة بمعنى جسد المسيح أو الجسد في رسالة أفسس 9 مرات، بخلاف باقي الرسائل….
وهنا نرى أهمية وخطورة هذا التشبيه أو المعنى:
(أف 1: 22، 23) «وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْساً فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ، الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ».
(أف 4: 12) «لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ، لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ»
(أف 4: 15، 16) «بَلْ صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ، الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ مُرَكَّباً مَعاً، وَمُقْتَرِناً بِمُؤَازَرَةِ كُلِّ مَفْصِلٍ، حَسَبَ عَمَلٍ، عَلَى قِيَاسِ كُلِّ جُزْءٍ، يُحَصِّلُ نُمُوَّ الْجَسَدِ لِبُنْيَانِهِ فِي الْمَحَبَّةِ».
(أف 5: 21) «خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ».
(أف 5: 29، 30) «فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضاً لِلْكَنِيسَةِ. لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ».
(رو 12: 5) «هَكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاءٌ بَعْضاً لِبَعْضٍ، كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ».
والى اللقاء في الحلقة القادمة …