تكلمنا في الحلقات السابقة عن الأبعاد الثلاثة لفهم الآخر. في هذه الحلقة نكمل ما بدأناه في البعد الأول (الاختلافات بين الرجل والمرأة)، ونتكلم عن إختلاف دور الرجل عن دور المرأة أو قضية الخضوع والسلطة.
ويتضح هذا في النص الكتابي الآتي :
“أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ، وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ، أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا…… وَأَمَّا أَنْتُمُ الأَفْرَادُ، فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا” (أف5: 22- 25، 33)
الرجل يحب امرأته، ورد فعل المرأة هو الاحترام.. هذا، لأن احتياج الرجل هو الاحترام، واحتياج المرأة الحب والمشاعر والتشجيع والمديح، هذا أولاً. ثانياً: على الزوجة أن تخضع لرجلها، وذلك يعني أن يقود الرجل زوجته.
وهذا ما يمكن تلخيصه كالآتي:
يحب الرجــل المـرأة تحترم
يقود الرجــل المـرأة تخضع
أيضاً، وقود الأنوثة هو الحب، أما الرجولة فوقودها الاحترام والثقة، هذا أولاً، ثانياً: يجب أن يعمل الرجل والمراة المتزوجين كفريق واحد. فليس مطلوباً من الشريكين أن تكون العلاقة بينهما هي حب واحترام فقط، بل هناك مسئوليات وقرارات يجب اتخاذها لأنهما أسرة واحدة.
كذلك،الفريق الواحد لابد أن يكون له قائد. وعليه مطلوب من الرجل أن يقود بمحبة وليس أن يسود (قيادة وليست سيادة)، ومطلوب من المرأة أن تخضع باحترام. وهذا يجعل الأمور- في الأسرة- تسير بكل سلاسة، فليس هناك صراع على السلطة.
الفرق بين القائد المحب و (سي السيد)
المحبة “… لاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا….” (1كو13: 5)
أنا كقائد محب، سوف أطلب ما لبيتي.. ومالامرأتي… وما لأولادي. ولن تكون قراراتي لصالحي فقط. وهذا عكس (سي السيد) الذي يطلب أولاً ما لنفسه.. وما يريحه… وما ينسجم مع مزاجه.
وعليه، امتيازات القائد المحب أقل من جميع أفراد الأسرة.
“…كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا” (أف 5: 25)
مفهوم القيادة هنا تعني القائد المضحي بحقوقه وراحته، على عكس (سي السيد) الذي يطلب راحته. (سي السيد) الذي يملك من يحب، فزوجته جزء من ممتلكاته، ويتحكم في من يحب، ويضحي بمن يحب وليس لأجل من يحب.
دور الزوج أن يحب ويقود (عطاء)، ودور الزوجة تحترم وتخضع (عطاء). أي أن هنالك نوعين من العطاء مختلفين؛ أحدهما عطاء يشبع الاحتياجات والآخر عطاء يجعلنا فريق واحد بدون صراع على القيادة.
القيادة مسئولية
مثالنا العظيم في ذلك الرب يسوع الذي أحب الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها. وقد علمنا من هو القائد، حيث قال “….مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا”(مت20 : 26)، فالقائد هو الخادم … الذي يبذل نفسه، وليس من يتسلط أو يسود.
هذا هو فكر الله من جهة دور الرجل ودور المرأة في إطار الزواج. والسؤال: لماذا رتب الله دوري الرجل والمراة هكذا؟ يقول الكتاب إن المراة أُغويت (1تي 2: 14)، ولأنها عاطفية وعواطفها تقودها، ولأن الرجل عقلاني اكثر بالمقارنة بالمرأة. إذاً، سوف يُترك القرار النهائي للعقل وليس للعاطفة. وهذا يعني أن الأدوار المختلفة للنساء والرجال، قد تمت بناءً على إمكانياتهم المختلفة.
الأدوار المختلفة للرجل والمرأة
اختلاف الأدوار، يعطي إمتيازاً للمرأة أكثر من الرجل – والسبب أنها الإناء الأضعف جسدياً (وليس نفسياً أو روحياً).
دور الرجل داخل أسرته
توفير الأمان والحماية للمرأة، فالرجل كقائد يجب أن يتمتع بالقوة الجسمانية كي يوفر الحماية للمرأة.
أيضاً، التعبير الصادق المستمر عن الحب، وعن المشاعر.
كما يجب أن يصغي بصورة جيدة لشريكته.
ويكون مسئولاً عن القيادة- سواء كانت إنسانية أو روحية- للأسرة. ويسدد كلا الاحتياجات المختلفة؛ للعائلة من ناحية ولزوجته من ناحية أخرى.
دور المراة داخل أسرتها
المرأة معين نظير للرجل.. تحاول بكل جهد أن تساعده ليكون أفضل إنسان، مثلما جاء في (أم 31: 23) “زَوْجُهَا مَعْرُوفٌ فِي الأَبْوَابِ حِينَ يَجْلِسُ بَيْنَ مَشَايخِ الأَرْضِ”. إن تشجيعها له واحترامها وتعضيدها ومعونتها له، تجعله رجلاً ناجحاً. وكونها معين للرجل لا ينقص من شأنها، فهي (تاج مش صندل!!) كما قال الكتاب: “اَلْمَرْأَةُ الْفَاضِلَةُ تَاجٌ لِبَعْلِهَا…” (أم 12: 4) ويمكن تلخيص دورها في النقاط الآتية:
أن تحترمه وهذا يعني أن تفتخر به وتشجعه وتثق فيه.
أن تُشبع احتياجه الجنسي، ولا تستخدم العلاقة الجنيسة كوسيلة للعقاب أو المكافأة. فالعلاقة الحميمية بين الرجل والمراة ليست سلاحاً في يد المرأة بل هي علاقة محبة. فالجنس جزء من مفهوم الرجولة عند الرجل.
أن تكون له الرفيق والمشير والمريح.
أن تجعل البيت مكان راحة وهدوء له، فالبيت هو القلعة الحصينة للرجل.