(6) وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ الله
أف 6: 17ب (راجع دراسة الكلمة في الخلوة الشخصية).
(كو 3: 16) «لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً»
(مز 119: 11) «خَبَّأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ».
(يش 1: 8) «لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَاراً وَلَيْلاً، لِتَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ».
تحدثنا في بداية هذا الجزء عن كلمة الله كواحدة من أربع معطيات رئيسية للحياة والنصرة.
ونستطيع أن نرى علاقة قوية بين كلمة الله وباقي الأسلحة جميعها.
فمعرفتنا للحق مرتبطة بالكلمة، وهي تشرح لنا سبل الله المستقيمة.
لنعيش بالبر، وهو مضمون الرسالة في إنجيل السلام ودستور إيماننا هو كلمة الله .. إلخ.
لكن بولس هنا يصف كيف نستخدم الكلمة نفسها كسلاح في حد ذاته في يد الروح القدس للدفاع وقت التجربة، وللهجوم وقت الكرازة والشهادة.
أ- كلمة الله للدفاع وقت التجربة:
المثال الواضح والذي يعبر عن هذا المضمون هو مثل الرب يسوع وقت التجربة التي كانت في البرية والتي تحدثت عنها من قبل في كيف يجربنا العدو.
نرى الآن كيف انتصر هو على التجربة (بالمكتوب) بالكلمة المقدسة.
«فَأَجَابَ: مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ..» (مت 4: 4)
«مكتوب لا تجرب الرب إلهك..» (مت 4: 7)
«مكتوب للرب إلهك تسجد..» (مت 4: 10)
وهنا علينا أن نتعلم دروساً هامة جداً من السيد نفسه:
1- لم ينتصر على التجربة بانتهار العدو أولاً، بل بانتهار التجربة (الفكر) أولاً. ولا نبد أن نميز بين التجربة وبين المجرب.
2- لم يدخل في حوار ومناقشة مع التجربة أو المجرب بل حسم الموقف في أقل وقت ممكن بإجابة تفسد كل ضلال وغيّ في التجربة نفسها (ما قل ودل)
3- لم يستخدم كلمات عادية للرد على التجربة، لكنه استخدم المكتوب نفسه.
لماذا؟ لأن للكلمة سلطاناً غير عادي (يختلف عن كلماتنا نحن) على أنفسنا وعلى المجرب نفسه.
4- لم يستخدم أي شاهد، لكن الشاهد المناسب والخاص بالموقف، وهذا يعطي قيمة كبيرة لمعنى «خبأت كلامك في قلبي لكي لا أخطئ إليك»، «لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى»
فهل عندنا من المخزون الكتابي في دواخلنا ما يمكن للروح القدس أن يذكرنا بما نحتاجه وقت التجربة نجيب به على أنفسنا وعلى المجرب أم أننا لا نملك هذا السلاح العظيم للنصرة؟
(ب) كلمة الله للهجوم وقت الكرازة:
– في الشهادة أنا أُخبر بما صنعه الرب معي وكيف رحمني.
– لكن في الكرازة وأنا أشير نحو الرب وعمله الفدائي ودعوته لنا أن نقبله
لابد من استخدام المكتوب.
– هذا ما فعله الرب يسوع نفسه مع بداية خدمته العلنية في الناصرة لما قرأ من إش 61 «روح الرب عليَّ لأنه مسحني..» (لو 4: 18)
– وهذا ما فعله بطرس في أول عظة يوم الخمسين لما بدأ عظته بقراءة (يوئيل 2) وذكر نبوة داود عن المسيح في (مز 16).
فالمكتوب يحمل سلطان كاتبه، والروح القدس يريد أن يستخدم الكلمة بسلطانها وسلطان عمله هو لينخس القلوب وينير العيون للتوبة والرجوع.
فهل عندنا من المخزون الكتابي ما يمكن الروح القدس أن يستخدمها عن طريقنا ونحن نكرز بإنجيل المسيح، أم أن كرازتنا هي فقط بكلماتنا الشخصية.