في الحديث عن العالم كسلاح استراتيجي للعدو هناك عبارتان استخدمهما الكتاب المقدس في غاية الأهمية لتوضيح المعنى وربط الحقائق بعضها ببعض.
أ- الطمع ب- محبة المال
الذي هو عبادة الأوثان التي هي أصل لكل الشرور
(محبة وعبادة الأشياء)
أ- الطمع:
لو 12: 15 «وَقَالَ لَهُمُ: انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ، فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ».
أف 4: 17، 19«فَأَقُولُ هَذَا وَأَشْهَدُ فِي الرَّبِّ، أَنْ لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضاً بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ، اَلَّذِينَ إِذْ هُمْ قَدْ فَقَدُوا الْحِسَّ، أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدَّعَارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَعِ».
أف 5: 3 «وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ»
أف 5: 5 «فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاللهِ».
يبدو لأول وهلة أنه لا توجد علاقة بين الطمع وعبادة الأوثان، لكن عبادة الأوثان هي:
• عبادة الآلهة صنعة أيدي الناس
• أي مصنوعات مادية
هي عبادة الأشياء
وهذه هي نفسها محبة العالم ومحبة الأشياء التي في العالم. كما يقول بولس في رو 1: 25 «الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ، وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ، الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ».
ب- محبة المال
(1تي 6: 9، 10) «وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ، لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ».
(مت 6: 24) «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللَّهَ وَالْمَالَ».
وهنا نرى الوحي يضع محبة المال أصل لكل الشرور، أو الإله الآخر الذي يمكن للإنسان أن يعبده غير الله، لأن محبة المال تعني محبة الأشياء التي في العالم، أي محبة العالم التي هي عداوة لله لأن محبة الله تحب البشر وتضع نفسها عنهم وتستخدم الأشياء لإسعادهم.
أما محبة المال فهي العكس تماماً، فهي محبة الأشياء واستخدام البشر لجلب الاشياء فيكون المخلوق المادي أهم من الخالق الأصيل هذا تماماً مبدأ الشهوة والأنانية الرغبة في الحصول على الأشياء بدل من الرغبة في عطاء الذات.
والى اللقاء في الحلقة القادمة