الروح القدس وعلاقتنا به – حلقة 5 – تابع عمل الروح القدس في المؤمنين

رابعاً: عمل الروح القدس في المؤمنين (من خلال ألقاب الروح القدس) في هذه الحلقة، سوف نتكلم عن لقبين آخرين وهما: ج- روح القوة إن دعوة المسيح هي دعوة لتغيير مصير العالم، ونستطيع أن نحقق هذه الدعوة لأن الروح القدس هو الذي يعطينا القوة والمحبة التي تمكننا من ذلك، فيسوع نفسه احتاج أن يعتمد بالروح القدس للإرسالية التي جاء إليها (لو 4: 4) وذلك ليكون لنا مثالاً. يعلمنا الرسول بولس أن الإنسان الباطن يحتاج إلى قوة بالروح القدس وليس للقوة الإنسانية العادية «لكي يعطيكم .. أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن» (أفسس 3: 16)، وكما قيل منذ القديم: «لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود» (زك 4: 6). لقد اختار الله الضعفاء ليخزي الأقوياء، لأن ضعف الله أقوى بكثير من قوة الناس، وجهل الله أحكم من علم الناس!! إن لنا في الروح القدس قوة هائلة وحكمة هائلة .1- قوة الروح القدس تعطينا الشجاعة: يمكننا أن نلاحظ الفرق الهائل بين حياة التلاميذ قبل حلول الروح وبعده.. بين بعض الرجال الخائفين المرتعبين في العلية وبين نفس الرجال وقد خرجوا للعالم يغزونه ببشارة الإنجيل. قوة الروح القدس هي وحدها التي جعلت منهم شهوداً على هذا القدر من الشجاعة. القوة التي يهبها الروح القدس تعطينا كمؤمنين قوة للشهادة وهذا عكس الخوف. في بعض الترجمات تُرجمت «روح الفشل» بـ «روح الخوف»، فالخوف سلاح هائل يستخدمه إبليس في حياة الناس وأحياناً في حياة المؤمنين، ويقنعنا أن الشهادة للمسيح فيها تهديد لحياتنا وأمننا. «امتلأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة» (أع 4: 31). هذه الفقرة تعطينا لمحة عن قوة الروح القدس التي تبدد الخوف وتهب الشجاعة. صعب جداً بدون الروح القدس أن نجاهر بالإيمان. 2- قوة الروح القدس تعطينا التأثير: تأثير في الذين يسمعون: «فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم»(أع 2: 37)، فبالرغم من بساطة الكلام وقصره إلا أنهم «نخسوا». أحسّوا أن صوت الله يتكلم إلى قلوبهم وضمائرهم، فالمؤمن حين يتكلم بالروح القدس فهو يتكلم كما بأقوال الله: «إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله. وإن كان يخدم أحد فكأنه من قوة يمنحها الله لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح الذي له المجد والسلطان إلي أبد الآبدين آمين» (1بط 4: 11). هذا الكلام خارجاً من شفاه البشر لكنه من قوة يمنحها الله فيصل إلى القلوب مباشرة. الروح القدس هو الوحيد القادر على إحداث هذا التأثير، فنستطيع أن نرى الثمر الحقيقي الذي يدوم. 3- قوة الروح القدس تعطينا ثمر للبر: الروح القدس يعطينا قوة لمواجهة تحديات الخطية: «أخيراً يا إخوتي تقووا في الرب وفي شدة قوته. البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس» (أفسس 6: 10، 11)، فيظل شعارنا: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟» (تك 39: 9)، فالخطية أمامنا في كل وقت، لكن المهام الموكلة لنا لا تنجز بوجود الخطية في حياتنا، فربح النفوس لا يتفق والتهاون مع الخطية في حياتنا. فكيف نستطيع أن نقاوم كل الشر المحيط بنا، والعالم بمغرياته، وإبليس ومكائده بدون قوة الروح القدس التي تدعم دفاعياتنا؟! د- روح المحبة 1- محبة لله: «نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً» (1يو 4: 19) فبالروح القدس ندخل إلي بحر من محبة الله لا نهاية له. وقتها تنسكب محبة الله في قلوبنا فنعرف قدرنا في عيني الآب ومقدار ما لنا من محبة وكم نحن أحباء، وأعزاء على قلبه، فنحبه من كل قلوبنا وعقولنا ونفوسنا وقدرتنا 2- محبة الآخرين: بقدر ما نعرف محبة الله لنا نعرف محبة الله للآخرين، وكلما زاد سكيب حب الله في حياتنا كلما انفتحت قلوبنا بحب لمن حولنا. « بمحبة الروح» (رو15: 30 ) «وأما ثمر الروح فهو محبة»(غلا5: 22) ولثمر للروح القدس في حياتنا هو انسكاب المحبة التي تملأ قلبي: •    بالغيرة: الغيرة …. ليست من الناس بل على الناس…. غيرة مقدسة تلهب قلوبنا لنربح الناس للمسيح، وغيرة تملأ قلوبنا برغبة عميقة أن نصل بمحبة الله لكل إنسان حتى للأعداء. في (رو9: 1- 5) نرى اختبار الرسول بولس نحو أكثر من قاوموه «اليهود»، كذلك في (رو10: 1) نرى آلامه وشوقه لخلاصهم، فمن أين لنا بمثل هذا الحب الغيور على مصير الناس سوى من الروح القدس؟! •    بالعطاء: «أما أنا فبكل سرور أنفق وأنفق»(2كو12: 15)، هذه هي الحياة المسيحية الحقيقية- يكمل الرسول فيقول: «وإن كنت كلما أحبكم أكثر أحب أقل فليكن». •    هذا ما تعلمه بولس من المسيح سيده الذي «بذل نفسه» (فيلبي2: 5-8). هذه المحبة تجعلنا نعطي ليس فقط من أموالنا بل من نفوسنا وراحتنا وأوقاتنا لأجل الآخرين بحب شديد وبفرح. عندما تفيض فينا محبة الروح القدس تنزعنا من أنفسنا وتضعنا بحب من أجل من حولنا، لأننا نحب الله ونحب الناس. وسعادتنا هي أن نرى الناس سعيدة بالمسيح والمسيح سعيد بهم، وأي ثمن يدفع لا يقارن أمام هذا الهدف والغاية. الخلاصة: بالروح القدس نعرف كيف نصلي وندخل إلى محضر الآب ونتحد به ونتضرع لأجل الآخرين، فهو * المعين * وبالروح القدس نعرف كيف ندرس الكلمة ونفهمها وندركها ونلمس الحق والأسرار المعلنة لنا فيها ، فهو*روح الحق * وبالروح نشهد عن المسيح بدوافع مقدسة هي المحبة لله وللآخرين.. وبقوة عظيمة نؤثر في حياة الآخرين، فهذه القوة هي مسحة وقوة الروح نفسه، فهو * روح القوة والمحبة والنصح * www.schoolofchrist.tv https://www.youtube.com/c/SchoolofchristTv/ https://soundcloud.com/schoolofchrist https://www.facebook.com/www.SchoolOfChrist.TV https://twitter.com/sofchrist https://www.instagram.com/schoolofchrist1/?hl=en

Pin It on Pinterest

Share This