3) احتمالات الخطية المُحتفَظ بها
ثانياً: تجاه الآخرين
ونحن نعلم أن كل خطية تجاه الآخرين هي أيضا تجاه الله.
أ ـ هل أخطأت في حق أحد من الناس ولم تعتذر له، ولا طلبت الغفران منه؟ ربما جرحته، أو تكلمت عليه بالسوء فسببت له إيذاءً معيناً
«فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ» (مت 5: 23، 24)،
هل لأخيك شيئاً عليك لم ترجعه إليه بعد؟ كم من الناس لهم عليك أشياء وأشياء؟
ب ـ هل أخطأ أحد في حقك وأنت لم تغفر له بعد؟
ربما هو المخطئ لكنك لم تغفر له، فصار في قلبك عدم غفران.
يقول الكتاب «فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلاتِكُمْ» (مت 6: 14، 15)، وأيضاً «فَهَكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلاتِهِ» (مت 18: 35).
الغفران ليس كلمة ننطق بها، بل يجب أن نترك من قلوبنا لإخوتنا زلاتهم، ونعود نتعامل معهم بنفس صافية.
ج – كم من الناس نرفضهم لأننا لا نقبل شخصياتهم؟
كم من الناس نحكم عليهم وتدينهم قلوبنا.
يقول الكتاب المقدس: «لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا» ( مت 7: 1)،
«مَنْ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ عَبْدَ غَيْرِكَ؟ هُوَ لِمَوْلاَهُ يَثْبُتُ أَوْ يَسْقُطُ. وَلَكِنَّهُ سَيُثَبَّتُ لأَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُثَبِّتَه» (رو 14: 4).
كم من المرات حكمنا في أنفسنا على الآخرين بالرفض وعدم القبول ووضعنا حواجز بيننا وبينهم، فصارت حواجز بيننا وبين الله!
والى اللقاء في الحلقة القادمة