1 من 2

أمثال ومعجزات المسيح – حلقه 1 – مبادئ اساسية لفهم الكلمة المقدسة

مبادئ اساسية لفهم الكلمة المقدسة

أولا:- ليس كل ما كُتب كُتب على لسان الله
المكتوب في الكتاب المقدس هو عبارة عن حوار بين أطراف متعددة (الله , الخطاة , المؤمنين , ابليس ,…..)
ثانيا:- المعنى اللغوي الأصيل للكلمة
كُتب الكتاب المقدس بلغات متعددة (العبرية والآرامية واليونانية )، ونفس العبارات أو الكلمات المتعددة لها معاني مختلفة سواء في نفس الزمن أو عبر الأزمنة المختلفة.
مثال:
……… قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هَذَا. (يو20: 17)
من النظرة الأولي للنص نفهم أن المسيح لم يسمح لمريم أن تلمسه، وعلى النقيض من ذلك ما قاله المسيح لتوما في الأعداد التالية :
ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً». أَجَابَ تُومَا: «رَبِّي وَإِلَهِي». (يو20: 27 , 28)
عند الرجوع الي المعني اللغوي الأصلي للفعل الأول في عدد (17) نجد أن زمن الفعل في اليوناني يفيد الإمساك والتعلق وليس مجرد اللمس وبالتالي يصبح معني الآية هكذا ” لا تتعلقي بي (لا تظلي ممسكة بي ) لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي………….
و إذا لم أكن من الدارسين للغات الأصلية يجب أن استعين بترجمات أخري بلغات مختلفة, وكذلك تفاسير مختلفة للكلمة المقدسة. ولنأخذ مثال الآية السابقة، فعند قراءاتها باللغة الانجليزية في ترجمة ALT نجدها هكذا:
Joh 20:17 Jesus says to her, “Stop holding Me, for I have not yet ascended to My Father. But be going to My brothers and say to them, ‘I am ascending to My Father and your* Father, and [to] My God and your* God.’” [ALT]
مثال أخر :
“لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ.” (أف 2: 8)
من النظرة الأولي للنص نفهم أن كلمة ذلك تعود على النعمة والإيمان وبالتالي يصبح المعني هكذا أن كلا من النعمة والإيمان ليسوا منا أي أن الإنسان ليس له دور في الخلاص. ولكن عند الرجوع إلي اللغات الأصلية نجد أن كلمة ذلك لا تعود على النعمة والإيمان والسبب الاختلاف في التذكير والتأنيث بين كلمة ذلك و بين الإيمان، وإنما تعود على الخلاص الذي ليس منا.
من غير فهم المعني اللغوي للنص فهماً صحيحاً، يحدث أن نبني نظريات لاهوتية خاطئة مثل أن الإنسان ليس له دور في الخلاص وهو لا يستطيع أن يؤمن إلا إذا أراد الله ذلك، ولكن المعني الصحيح هو أن الإنسان له دور في الخلاص وهو الإيمان ولكن الخلاص نفسه ليس من الإنسان
Eph 2:8 For by grace you* have been saved, through faith, and this [is] not from you*; [it is] the gift of God, [ALT]
يجب أن يكون عندنا فهم واضح لمعاني الكلمات المفتاحية الموجودة في الكتاب المقدس مثل :   العهد ،  الناموس  ،الخلاص ،  النبوة 
ثالثاً:- الخلفية التاريخية والجغرافية للنص
‌أ. أماكن جعرافية: جبال – أنهار- وديان….. الخ.
‌ب. اسماء أعلام: أشخاص- بلاد.
‌ج. أحزاب أو جماعات : دينية – سياسية.
‌د. عادات وممارسات: احتفال- فرح- حزن- ولائم- تطهير- عبادة.. الخ.
هـ. عملات- أوزان- مكاييل- مقاييس…. الخ.
كُتبت النصوص الكتابية في ظل ظروف تاريخية وجغرافية مختلفة عن عصرنا الحاضر، لذلك عندما نريد أن نفهم النص يجب أن نفهم تلك الظروف التي كُتب فيها النص والعمل على فصل الجزء الخاص بالتاريخ و الجغرافيا عن المعني الذي نريد أن نستخرجه.
مثال : السامري الصالح
“فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ وَمَضَوْا وَتركُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ. 31فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِناً نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. 32وَكَذَلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضاً إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. 33وَلَكِنَّ سَامِرِيّاً مُسَافِراً جَاءَ إِلَيْهِ وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ 34فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً وَخَمْراً وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَاعْتَنَى بِهِ. 35وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ وَقَالَ لَهُ: اعْتَنِ بِهِ وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ.” (لوقا 10: 30- 35)
لكن عند الرجوع الي النص و فهم الظروف التاريخية والجغرافية التي تحيط بالنص نجد أن :
جغرافياً: أورشليم تقع في منطقة مرتفعة والمعني ليس له قيمة روحية ، وأريحا من الناحية الجغرافية تقع في منطقة منخفضة وهذا بالطبع لا يعني أنها عالم الخطية.
وعليه، كلمة “نازلاًً” معناها النزول من المنطقة المرتفعة جعرافياُ إلي منطقة منخفضة جغرافياً ولا تعني الانحدار الروحي.
رابعاً:- القرينة – سياق الحديث
الـ Text الآية الكتابية التي ندرسها الـ Context سياق الحديث الذي قيل فيه النص (ما قبل وما بعد النص)
هناك ثلاث مستويات للقرينة:
 القرينة المباشرة : المقطع الكتابي أو الاصحاح.
القرينة الغير المباشرة: السفر.
 القرينة الكلية : الكتاب المقدس كله.
لذا المعني الذي نستخرجه يجب أن نراه في ضوء القرينة المباشرة وفي ضوء القرينة الغير المباشرة وفي ضوء القرينة الكلية.
ما هو السياق (القرينة) الذي قيل فيه مثل السامري الصالح ؟
“وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» 27فَأَجَابَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». 28فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا». 29وَأَمَّا هُوَ فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ سَأَلَ يَسُوعَ: «وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟» (لو 10: 25- 29)
الواضح من السياق (القرينة) أن المسيح قال هذا المثل رداً على سؤال الناموسي: «وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟»
خامساً:- وحدة الكتاب ومنطقية الحق
الحقائق الكتابية منطقية ولكنها ليست متناقضة مع بعضها البعض.
سادساً:-  طبيعة الإعلان
ارتبطت طبيعة الاعلان بأنه :
 إعلان تاريخي: يرتبط الإعلان بالأحداث التاريخية وقدرة الشعب على الفهم, فالله عندما يتكلم مع شعب يتكلم بالطريقة التي يفهمها هذا الشعب، ولا نجد في كل الكتاب إعلان لم يرتبط بقصة أو مناسبة أو حادثة تاريخية.
 إعلان ديناميكي:  فالإعلان مثل الكائن الحي ينطبق عليه كل مواصفات الكائن الحي وليس الأشياء الجامدة فهو ينمو و يتطور و يمرض و يعطي و يأخذ
 الوحدة والتنوع: لكن هذه الطرق المتعددة للإعلان تعلن عن موضوع واحد فقط وهو إعلان الله عن نفسه فادياً واستجابة الإنسان له وطاعته إياه. التنوع هنا هو في شكل الإعلان وليس في مضمون الإعلان ,فالله أعلن عن نفسه في الكتاب المقدس مرات في قطع شعرية ومرات في نبوات وأحياناً في نثر، وعندما نضع كل هذه القطع بجانب بعضها البعض، نجد أنفسنا أمام إعلان واحد وهو: من هو الله؟
الإعلان الكامل هو في المسيح
المسيح هو كلمة الله المتجسدة ( المطلق الكامل) والكتاب هو كلمة الله المكتوبة (عن الله وعن ابنه)
الكتاب وسيلة للإعلان بالروح القدس، ولكن المسيح هو الإعلان نفسه الذي نعبده ونقدم حياتنا له.
سابعاً:- فرق بين العهد القديم والعهد الجديد
‌أ. تدرج الإعلان
الإعلان مرتبط بالتاريخ، والتاريخ مرتبط بالحضارات التي ظهر فيها الاعلان
‌ب. يتعامل الله في العهد القديم مع شعب أما في العهد الجديد فيتعامل مع الكنيسة
هناك فرق بين الشعب والكنيسة، فالشعب هو عبارة عن مزيج بين المؤمنين وغير المؤمنين أما الكنيسة فهي من المؤمنين فقط.
أيضاً، في الاحتياجات، فاحتياجات الشعب تختلف تماماً عن احتياجات الكنيسة التي صارت جامعة لكل قبيلة وأمة وشعب ولسان.
‌ج. يوجد في العهد القديم رموز أما في العهد الجديد فتحقيق لهذه الرموز
العهد القديم إعداد للشعب والتاريخ لمجئ، المسيح، لذلك وضعت الرموز التي تُكون معنى، وعندما تتحقق الرموز أفهم معني الحدث مثل :
أجرة الخطية هي موت وأن الخطية لها ثمن ينبغي أن يُدفع، فكانت الذبيحة (الرمز) التي يضع عليها الخاطئ يده ويعترف بخطاياه ثم تُذبح (تموت) هذه الذبيحة بعد ذلك. يحاول الكتاب هنا أن يشرح للناس الحق باستخدام الرمز.
لكن في بعض الأحيان يقول الله في الكتاب أنه لا يرضي بذبائح وتقدمات، وفي نفس الوقت يشدد على إقامة نظام الذبائح. ماذا يريد ؟!!! يحاول أن يشير الي ما ينبغي أن يكون كما يجب أن يدفع أحد ثمن الخطية، فلا توجد مغفرة إلا بسفك الدم- ليس لأن الله اله دموي بل لأن نفس الإنسان في دمه، أي أن الخطية لا تغفر إلا بموت الشخص
والى اللقاء في الحلقة القادمة

Pin It on Pinterest

Share This