في هذا الموضوع الذي نبدأ في دراسته فسوف نتعرض لقضية تسبب الكثير من الحيرة والارتباك للكثير من الناس. هذه القضية رغم أنها معقدة جداً إلا أنها تمس جانب كبير من واقعنا العملي في الحياة. وفي تناولنا لهذه القضية سوف نجيب على الكثير من الأسئلة التي تواجهنا في حياتنا مع الله. وموضوع القضية هو سلطان الله ومسئولية الانسان, فهل الانسان مسير أم مخير؟ هل الانسان مثل قطع الشطرنج التي يُحركها الله كما يشاء دون أي إرادة من الإنسان؟ هل الحياة عبارة عن فيلم قد سبق الله بكتابة السيناريو الخاص به ويستخدمنا لكي نلعب أدواره المختلفة؟ هل الزواج هو قسمة ونصيب وعلى الانسان الرضا بما قسم الله لكل شخص منا أم أنه يتركنا نختار شريك الحياة؟ هل الله قضى بالأمور أن تحدث وقَدّرها للإنسان بغض النظر عن إرادة الإنسان؟ أو بمعنى أخر كيف يتوافق سلطان الله مع مسئولية الإنسان؟
هل السلطان الإلهي كامل وحرية الإنسان محدودة؟
أم هل السلطان الإلهي محدود وحرية الإنسان كاملة؟
أم هل السلطان الإلهي كامل وحرية الإنسان كاملة؟
الأسئلة السابقة هي مجموعة من الاسئلة الفلسفية التي نجاوب عنها دائما بفكر المقدر والمكتوب أو القضاء والقدر وغيرها من الأفكار الخاطئة الفاسدة التي تُضللنا وتعصِف بنا في طريق الحياة مع الله، لأن طرق تفكيرنا وإجابتنا على الأسئلة السابقة تدين الله وتُشوه صورته أمام عيوننا, فعدم التوازن بين سلطان الله وبين مسئولية الانسان سوف ينشئ عنه الكثير من السلوكيات المريضة والعقائد المشوهه عن الله.