مبادئ التفسير: فهم الفرق بين العهد القديم والعهد الجديد

SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg SOC-Q.jpg SOC-Word.jpg
P-Point الحلقة كـ PDF الحلقة كـ أسئلة الحلقة word الحلقة كـ

SOC-WindosMedia-Logo.jpg SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg
MP3 الحلقة كـ WMV الحلقة كـ Ipod الحلقة كـ Iphone الحلقة كـ

الخلوة الشخصية – دراسة الكلمة المقدسة – حلقة 47 – الفرق بين العهد القديم والعهد الجديد

1) فهم الفرق بين العهد القديم والعهد الجديد

دائماً هناك الكثير من التساؤلات في هذا الموضوع مثل :

هل الله في العهد القديم هو الله في العهد الجديد ؟

لماذا الاختلاف بينهما في طرق تعامل الله والاختلاف في المبادئ والقيم المختلفة ؟

يعتبر كثير من المؤمنين العهد القديم عهد مادي أو جسدي، والعهد الجديد هو عهد روحي، ويعتبر البعض الأخر أن الكتاب المقدس هو العهد الجديد فقط. ولكننا نقرأ في الكتاب: “كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ،…………” (2تي 3: 16). هذه الآيه كُتبت عن العهد القديم، وليس المقصود بها الكتاب الذي بين أيدينا الآن وذلك لأنه حتي وقت كتابة هذه الرسالة لم يكن العهد الجديد قد أكمل.

قال أحدهم معبراً عن أهمية العهد القديم، إن العهد القديم يعتبر هو المرجع الرئيسي (النص) والعهد الجديد هو تفسير لهذا النص.

إذاً، كيف نفسر الاختلاف بين طبيعة العهد القديم الممتلئة بالرموز والممارسات الطقسية، وطبيعة العهد الجديد التي لا يوجد فيها أي رموز أو ممارسات طقسية ؟

أو كيف نفسر الاختلاف بين طبيعة العهد القديم الممتلئة بالدم والقتل والانتقام والحروب والموت، وبين طبيعة العهد الجديد الممتلئة بالحب والنعمة ؟

لنستطيع أن نفسر الفرق بين العهد القديم والجديد نوضح النقاط الآتية:

أ. تدرج الإعلان

الإعلان مرتبط بالتاريخ، والتاريخ مرتبط بالحضارات التي ظهر فيها الاعلان

مثال: في قضية الزواج

آدم كان له زوجة واحدة

نوح كان له زوجة واحدة

ابراهيم كان له زوجة واحدة

اسحق كان له زوجة واحدة

تزوج يعقوب اثنتين (راحيل و ليئة ) وجاريتين (بلهة وزلفة)

من ذلك الوقت، بدأ الانسان يتأثر بالثقافات والحضارات المحيطة ونسى القانون الأدبي الذي وضعه الله منذ آدم و ذلك بسبب التشوه الذي صنعته الخطية، فقد تزوج داود بـ300 زوجة وسليمان بـ700 زوجة و300 جارية، حتي جاء المسيح ليعلن مرة أخري عن قصد الله في الزواج وأنه لم يكن هكذا من البدء:

“قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلَكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا”. (مت 19: 8)، وانما القانون الذي كان من البدء هو: ” لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَداً وَاحِداً”.(تك2: 24)- فالإنسان لأجل التشويه الذي حدث في طبيعته لم يستطع أن يستقبل ويستوعب الاعلان بوضوح، وكلما ازدادت العلاقة بين الإنسان والله نضوجاً ازداد الإعلان وضوحاً، وكلما ابتعد الإنسان عن الله ازداد الإعلان غموضاً.

مثال أخر: طبيعة العهد القديم الممتلئة بالدم والقتل والانتقام

نجد داود يرغب في الانتقام من أعدائه ويصلي أن ينتقم الله من أعدائه، فهل هذا يتوافق مع العهد الجديد الممتلئ حب ورحمة للأعداء والصلاة لأجلهم. بالطبع لا.

يجب أن نلاحظ أن هذه صلاة داود، وقد تكون صلاة ليست بحسب فكر الله وطرقه.

يجب علينا أن نحدد من هو المتكلم في النص؛ ربما هو الله، وربما يكون إبليس، فالمكتوب هو عبارة عن حوار بين أطراف متعددة (الله , الخطاة , المؤمنين , إبليس ,…..)

‌ب. يتعامل الله في العهد القديم مع شعب أما في العهد الجديد فيتعامل مع الكنيسة

هناك فرق بين الشعب والكنيسة، فالشعب هو عبارة عن مزيج بين المؤمنين وغير المؤمنين أما الكنيسة فهي من المؤمنين فقط.

أيضاً، في الاحتياجات، فاحتياجات الشعب تختلف تماماً عن احتياجات الكنيسة التي صارت جامعة لكل قبيلة وأمة وشعب ولسان.

‌ج. يوجد في العهد القديم رموز أما في العهد الجديد فتحقيق لهذه الرموز

العهد القديم إعداد للشعب والتاريخ لمجئ، المسيح، لذلك وضعت الرموز التي تُكون معنى، وعندما تتحقق الرموز أفهم معني الحدث مثل :

أجرة الخطية هي موت وأن الخطية لها ثمن ينبغي أن يُدفع، فكانت الذبيحة (الرمز) التي يضع عليها الخاطئ يده ويعترف بخطاياه ثم تُذبح (تموت) هذه الذبيحة بعد ذلك. يحاول الكتاب هنا أن يشرح للناس الحق باستخدام الرمز.

لكن في بعض الأحيان يقول الله في الكتاب أنه لا يرضي بذبائح وتقدمات، وفي نفس الوقت يشدد على إقامة نظام الذبائح. ماذا يريد ؟!!! يحاول أن يشير الي ما ينبغي أن يكون كما يجب أن يدفع أحد ثمن الخطية، فلا توجد مغفرة إلا بسفك الدم- ليس لأن الله اله دموي بل لأن نفس الإنسان في دمه، أي أن الخطية لا تغفر إلا بموت الشخص

والى اللقاء في الحلقة القادمة…