في هذه الحلقة، سوف نتناول صفة الحق كصفة من صفات الله الأدبية
MP3 الحلقة كـ | WMV الحلقة كـ | P-Point الحلقة كـ | PDF الحلقة كـ | أسئلة الحلقة | word الحلقة كـ |
شخصية الله – حلقة 20- صفات الله الأدبية – الحق |
تناولنا في الحلقة الماضية البر وهو الصفة الرابعة من صفات الله الأدبية والتي تتعلق بالمبادئ والقيم التي يتعامل بها الله مع الخليقة، ورأينا الفرق بين البر والعدل والعلاقة بين البر وبين المحبة والقداسة، ودرسنا معاً مظاهر هذا البر والذي يتمثل في أن الله يتفاعل مع الانسان بحسب مواقف الانسان دون محاباة وهو يبرر من يؤمن بيسوع المسيح، كما أن هناك الانفصال الأبدي بين الأبرار والأشرار ويوماً للحساب فيه نقدم حساب وزناتنا أمامه. في هذه الحلقة، سوف نتناول صفة الحق كصفة من صفات الله الأدبية. – “كُلُّ سُبُلِ الرَّبِّ رَحْمَةٌ وَحَقٌّ لِحَافِظِي عَهْدِهِ وَشَهَادَاتِهِ”.(مز25: 10) – “فَالَّذِي يَتَبَرَّكُ فِي الأَرْضِ يَتَبَرَّكُ بِإِلَهِ الْحَقِّ وَالَّذِي يَحْلِفُ فِي الأَرْضِ يَحْلِفُ بِإِلَهِ الْحَقِّ لأَنَّ الضِّيقَاتِ الأُولَى قَدْ نُسِيَتْ وَلأَنَّهَا اسْتَتَرَتْ عَنْ عَيْنَيَّ”. (إش65: 16 ) تعريف الحقللحق معنيين: أولهما ينطبق على الله فهو الحقيقة المطلقة أي هو الاله الغير المزيف وهذه لا تعتبر صفة أدبية بل هي من صميم كينونة الله، وثانيهما وهي الصفة الادبية التي تظهر في معاملات الله معنا التي هي قول الصدق وعدم إخفاء الامور – “ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَم َهَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي”(عدد23: 19) وهنا قد يظهر معنى الحق بوضوح عند تناولنا التعريف العكسي وهو أن الله لايكذب فهو يقول الصدق، والسبب هو أنه ليس إنسان، وكأن الله من معرفته للانسان يجزم أن صفة رئيسية من صفات الانسان هي الكذب وعدم قول الحق. – “وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ”. (يو17 :3) في هذا الشاهد، نرى المعنى الاول لكلمة الحق وهو أن الله هو الاله الحقيقي وليس اله مزيف فهو الاله الخالق للسماء والأرض وليس هو صنعة أيدي الناس كما يقول إشعياء النبي: “وَدَفَعُوا آلِهَتَهُمْ إِلَى النَّارِ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا آلِهَةً بَلْ صَنْعَةُ أَيْدِي النَّاسِ خَشَبٌ وَحَجَرٌ. فَأَبَادُوهُمْ” (إش37: 19) وهذا ما نراه في العالم من حولنا من أفكار ومعتقدات وديانات صنعها الناس وصدقوها وعاشوا لها قروناً وقرون فضلوا وراء كذبهم. – “قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي” (يو14: 6) – “قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ “(يو17: 17) – “هَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ”. (1يو1: 5-7) النور هنا معناه الصدق وعدم إخفاء الامور والسلوك في النور، فلا يوجد عند الله ما يخفيه عنا فليس فيه عيب أو ضعف ولايخاف من إظهار ما يفكر فيه وهو يعلن لنا أعماق قلبه، لأن كل ما يملأ قلب الله هو الحب والرحمة والبر والقداسة أي كل ما هو صالح لحياتنا. فإذا سلكنا مثل ذاك أي في النور أو بمعنى أخر أن نقول الصدق ولا نخفي الأمور، نستطيع أن نتعامل بعضنا مع بعض لاننا صرنا على حقيقتنا خالعين أقنعتنا، وعندما تظهر عيوبنا للنور يتمكن دم الرب يسوع من تطهيرها. هذه الصفة في مجتمعاتنا ليست بالقيمة العليا ولا هي عادة أصيلة فينا فنحافظ عليها، فمن النادر أن تجد شخص يجيبك بصدق عما تسأل عنه، ولكن دعونا نفهم كيف ينظر الله لهذه الصفة التي يتصف بها وذلك بحسب ما جاء في الآيتين التاليتين: – “مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلَهاً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً.وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي”. (رؤ21: 7, 8) – “طُوبَى لِلَّذِينَ يَصْنَعُونَ وَصَايَاهُ لِكَيْ يَكُونَ سُلْطَانُهُمْ عَلَى شَجَرَةِ الْحَيَاةِ وَيَدْخُلُوا مِنَ الأَبْوَابِ إِلَى الْمَدِينَةِ،لأَنَّ خَارِجاً الْكِلاَبَ وَالسَّحَرَةَ وَالزُّنَاةَ وَالْقَتَلَةَ وَعَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَكُلَّ مَنْ يُحِبُّ وَيَصْنَعُ كَذِبا”ً.(رؤ22: 14, 15) من هاتين الآيتين نجد أن الله لا يفرق بين غير المؤمن والزاني والقاتل وعابد الاوثان وبين الكاذب الذي يحب ويصنع الكذب، فجميعهم لهم نفس المصير الأبدي الذي هو البحيرة المتقدة بنار وكبريت, فالكذب ليس من الخطايا الصغرى (على الرغم من أن الله ليس لديه خطايا صغرى وكبرى) أو بلون أبيض أو أسود (على الرغم أيضاً من أن الله ليس لديه الوان للكذب) الكذب وإخفاء الحقائق وتزيفها هو ضد طبيعة الله، لذلك نرى وبوضوح أن الله يقاومه ويرفضه لأنه يسبب أعظم الضرر للإنسان، فالكذب فيه خداع للنفس وضلال للعقل، لأننا كذبنا على أنفسنا فأذيناها وكذبنا على الآخرين فأعميناهم. هذا، وأحد ألقاب إبليس: الكذاب وأبو الكذاب، كما سجلها لنا الوحي في إنجيل يوحنا: «أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ».(يو 8: 44). وذلك لأنه يستخدم الكذب والضلال في تجربتنا، فهو عادة يخلط الحق بالباطل ليضلل الإنسان عن معرفة الله الحقيقية. لقد أعطى الله كل هذه القيمة للحق لأن في معرفة وفهم الحق إنقاذاً للإنسان وللإنسانية، أما في الضلال وإخفاء الحقيقة فالخراب للبشرية، فعندما يدرك الانسان ويتواجه مع حقيقة فساده وعجزه فهذا يدفعه نحو إله محب رحيم وقدوس أما إخفاء الحقيقة وعدم الاعتراف بها فيجعلنا نظن أننا صالحين وكاملين في نفوسنا وهذا يأخذنا بعيداً عن مصدر النعمة الغني: “إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ”.(1يو1: 8, 9)
قيمة الحقأن نسلك بالصدق مع بعضنا– “لِذَلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ “(أف 4 : 25) – “لا تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، اذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أعْمَالِهِ” (كو 3 : 9) وإلى اللقاء في الحلقة القادمة لندرس معاً صفة أخرى من صفات الله الرائعة. |
أسئلة للمناقشة
فكر قبل أن تجاوب هل تقول الصدق ولا تكذب؟ أذكر أخر موقف أضطررت فيه للكذب أو موقف قررت فيه أن تقول الصدق مهما تكن النتائج.
|