العلاقة بين الضمير والبديهة الروحية هي أن الضمير يصدر أحكامه بناءً على المعرفة والإدراك الذي يأتيه من البديهة الروحية, ومن خلال البديهة الروحية يستعلن الله لنا، ويعلن عن إرادته، فنستطيع أن نعبده ونتصل به، وتكون لنا شركة معه.
|
|
|
|
P-Point الحلقة كـ |
PDF الحلقة كـ |
أسئلة الحلقة |
word الحلقة كـ |
|
|
|
|
MP3 الحلقة كـ |
WMV الحلقة كـ |
Ipod الحلقة كـ |
Iphone الحلقة كـ |
شخصية الانسان – حلقة 3- الإنسان في تكوينه – تابع الروح |
في الحلقة السابقة تناولنا معاً مكونات الروح ورأينا أنها تحوي البديهة الروحية، والضمير، والشركة الروحية. وانتهينا من شرح ماهية البديهة الروحية ووظيفتها ودورها في الحياة مع الله. في هذه الحلقة سوف نتناول العنصرين الآخرين من الروح وهما الضمير والشركة الروحية، وكذلك النفس. الضميرهو ذلك العضو الروحي الذي يميز بين الصواب والخطأ (الإدراك الأدبي الأخلاقي) وهذا واحد من الأمور التي تميز الانسان عن الحيوان. وهذه المعرفة للصواب والخطأ لاتأتي من المجتمع الذي نعيش فيه وليست وليدة البيئة التي تحيط بنا. – «قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ، وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي».(مز 51: 10)– «وَبَيْنَمَا بُولُسُ يَنْتَظِرُهُمَا فِي أَثِينَا احْتَدَّتْ رُوحُهُ فِيهِ إِذْ رَأَى الْمَدِينَةَ مَمْلُوءةً أَصْنَاماً».(أع 17: 16)– «أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِنْ لَمْ تَلُمْنَا قُلُوبُنَا فَلَنَا ثِقَةٌ مِنْ نَحْوِ اللهِ».(1يو 3: 21)– وعمل الضمير لا ينحني للآراء والمؤثرات الخارجية، ولا يأتي عن طريق المعرفة المختزنة في العقل، بل إننا بعقولنا نبرر ونعقل أحكام ضمائرنا. – إنه هو الصوت الذي يرتفع بالتبكيت عندما نرتكب الخطأ، وربما نحاول إسكاته أو معادلة صوته بالأصوات الأخرى.. لكن هذا لا يلغي وجوده وعمله المستقل. – وهناك فرق بين الضمير الروحي المبني على الإعلان الروحي من البديهة، والضمير النفسي الذي تشكّل من البيئة والمجتمع والذي يعتمد على المعرفة الفكرية ويتأثر بالضغوط والآراء الخارجية والذي يحاول أن يفرض نفسه على الضمير الحقيقي فينا. شواهد أخرى عن عمل الضمير في روح الإنسان :– «لَمْ تَكُنْ لِي رَاحَةٌ فِي رُوحِي، لأَنِّي لَمْ أَجِدْ تِيطُسَ أَخِي. لَكِنْ وَدَّعْتُهُمْ فَخَرَجْتُ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ». (2كو2: 13) – «فَإِنِّي أَنَا كَأَنِّي غَائِبٌ بِالْجَسَدِ وَلَكِنْ حَاضِرٌ بِالرُّوحِ، قَدْ حَكَمْتُ كَأَنِّي حَاضِرٌ فِي الَّذِي فَعَلَ هَذَا هَكَذَا».(1كو 5: 3)
الشركة الروحية (الاتصال الروحي)وهي العنصر المسئول عن التعبد لله واللقاء به، فإن أعضاء النفس لا تستطيع أن تتصل بالله وتتعبد له بصورة مباشرة لأننا لا نتلامس مع الله بعقولنا ومشاعرنا. لذلك فإن اتصال الله المباشر بنا يحدث عن طريق أرواحنا، أما نفوسنا فتتحرك وتتفاعل مع هذا الحدث وتحاول أن تفهمه وتعبر عنه. – «وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مُخَلِّصِي» (لو 1: 47) – «فَإِنَّ اللهَ الَّذِي أَعْبُدُهُ بِرُوحِي فِي إِنْجِيلِ ابْنِهِ شَاهِدٌ لِي كَيْفَ بِلاَ انْقِطَاعٍ أَذْكُرُكُمْ»(رو 1: 9) – «إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: يَا أَبَا الآبُ!».( رو 8: 15) – «وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ».(1كو 6: 17 ) -«وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ».(يو 4: 23) – ونستطيع أن نرى أن تلك العناصر الثلاثة (البديهة الروحية – الضمير – الشركة) مترابطة، وتعمل في توافق وتكامل وليس كل منها يعمل بمفرده. – العلاقة بين الضمير والبديهة الروحية هي أن الضمير يصدر أحكامه بناءً على المعرفة والإدراك الذي يأتيه من البديهة الروحية, ومن خلال البديهة الروحية يستعلن الله لنا، ويعلن عن إرادته، فنستطيع أن نعبده ونتصل به، وتكون لنا شركة معه.
2) النفسالنفس هي المكون الثاني للإنسان، وهي من أكثر المناطق في الإنسان تعقيداً. ربما الروح على الرغم من أهميتها في العلاقة مع الله تبدو من البساطة للدرجة التي تجعلنا نشك في هذه البساطة وذلك لأن طرق الله مستقيمة، ولكن النفس تأخذ من الإنسان الكثير والكثير لكي يستطيع أن يسبر غورها ويدركها ويحيط بها. وكما ذكرنا نقول إن نفس الإنسان هي مكان وعيه وإدراكه لوجوده وذاته. وهي مكان الشخصية المتميزة التي تستطيع أن تحدد طريقها وأسلوبها والتي يتفرد بها كل إنسان عن غيره على الرغم من كون الانسان نوع واحد فقط One man kind, وأيضاً هي مكان التقاء الروح بالجسد. لهذا كثيراً ما دعا الكتابُ المقدس الإنسانَ بأنه «نفس» وكأن الإنسان هو نفسه.
وعناصر النفس الثلاثة هي الإرادة والفكر والعاطفة:أ- الإرادةوهي قدرة الإنسان أو النفس على اتخاذ القرار.. والقدرة على الاختيار بين الطرق المتعددة.. والقدرة على القبول أو الرفض. وهي أهم ما يميز الإنسان عن باقي الخليقة التي تحيط به، والتي تجعل منه كائناً أدبياً مسئولاً عن حياته واختياراته، فقرارات الإرادة هي التي تحدد طريق الإنسان (ملامح هويته) لأن قدرة الإنسان على اتخاذ القرار هو الذي يمسح ويضيف الصفات التي سبق الانسان وأكتسبها طوال حياته. – «فَالآنَ اجْعَلُوا قُلُوبَكُمْ وَأَنْفُسَكُمْ لِطَلَبِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ، وَقُومُوا وَابْنُوا مَقْدِسَ الرَّبِّ الإِلَهِ، لِيُؤْتَى بِتَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَبِآنِيَةِ قُدْسِ اللَّهِ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي يُبْنَى لاِسْمِ الرَّبِّ». (1أخ 22: 19) ;وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ، وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا». (تث 21: 14) – «عَافَتْ نَفْسِي أَنْ تَمَسَّهَا، فَصَارَتْ خُبْزِيَ الْكَرِيهِ!» (أي 6: 7) – «وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».( لو 10: 42) وإلى اللقاء في الحلقة القادمة لنكمل معاً دراسة النفس ومكوناتها . |
أسئلة للمناقشة
|