(2) وحدة التنوع Unity & Diversity
كثيراً ما نتصور أن الوحدة في المسيح معناها أن نكون كلنا متشابهين مثل بعضنا البعض،أي وحدة التطابق أو القوالب.ونرى أن التنوع أو التميز عكس الوحدة، لكن العكس هو الصحيح، فإن التطابق يصنع نوعاً من الوحدة، إلا أنها وحدة فقيرة ومحدودة جداً فإن «الطيور على أشكالها تقع» فكما يقول بولس الرسول:
(1كو 12: 14، 17، 19) «فَإِنَّ الْجَسَدَ أَيْضاً لَيْسَ عُضْواً وَاحِداً بَلْ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ. لَوْ كَانَ كُلُّ الْجَسَدِ عَيْناً، فَأَيْنَ السَّمْعُ؟ لَوْ كَانَ الْكُلُّ سَمْعاً، فَأَيْنَ الشَّمُّ؟. وَلَكِنْ لَوْ كَانَ جَمِيعُهَا عُضْواً وَاحِداً، أَيْنَ الْجَسَدُ؟»
إن التنوع في جسد المسيح متعدد الزوايا، فالكنيسة تتكون من أعضاء متنوعين في شخصياتهم وخلفياتهم، وفي مواهبهم وإمكانياتهم، وفي طريقة حياتهم، وتختلف من مكان إلى آخر.
إن الفهم الخاطئ للوحدة يجعلنا ننزعج من هذا التنوع الواسع، لكن في الكتاب المقدس يوضح لنا أن هذا هو مفهوم الوحدة الحقيقي للوحدة. إنها الوحدة الغنية المملوءة بالثراء. فلو تفهمنا هذا المنطق لفرحنا بالاختلاف والتميز بيننا، بل وسنحتفل به، سأفرح أنك لست مثلي… أنك تجد حلولاً للمشاكل بطريقة مختلفة عني. أنك تخدم الله بطريقة لا أستطيع أنا أن أخدمه بها… إن الآخر المختلف عني يكملني بل ويساعدني لكي أنمو بطريقة أفضل في المسيح.فبقدر التنوع الذي في الجسد بقدر الثراء في هذا الجسد.
كما أن حديث بولس الرسول عن المواهب الروحية المتنوعة في الجسد مثال واضح على قيمة ومعنى هذا التنوع.
بالنظر لهذا الجدول سنرى تقسيم للمواهب والخِدَم وكيف أنها تكمل بعضها البعض، وبدون أي منها يكون هناك فراغ واحتياج.
المواهب الخِدَم
الوزنات الطبيعية فوق الطبيعية خدمة
الكلمة خدمة المساعدة خدمة
السلطان
رو12: 7، 8 1كو 12: 8-10 الرسول المدبر القوات
– التعليم – كلام حكمة النبي أعوان الشفاء
– الوعظ – كلام علم المعلم المعطي الألسنة
– المال – إيمان الراعي الراحم المترجمة
– التدبير – شفاء الواعظ الخادم
– الرحمة
– الخدمة بأنواعها
وتخصصاتها المختلفة – عمل قوات
– نبوة
– تمييز أرواح
– أنواع ألسنة
– ترجمة ألسنة المبشر (بأنواعها المختلفة)
إذا قمنا بدراسة هذه المواهب والخِدم المتعددة التي تحتاجها الكنيسة ندرك أكثر فأكثر أهمية التنوع، وندرك أيضاً أن لكل واحد في جسد المسيح أهمية ودوراً خاصاً، وأنه لا مكان للمتفرجين، وإذا قام كل شخص بدوره حسب موهبته بهدف تكميل القديسين (أي الآخرين معه في الجسد) لعمل الخدمة (أي ليقوم كل واحد أيضاً بدوره في الخدمة) سيؤدي حتماً إلى نمو الجسد لبنيانه في المحبة.
(أف 4: 16) «الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ مُرَكَّباً مَعاً، وَمُقْتَرِناً بِمُؤَازَرَةِ كُلِّ مَفْصِلٍ، حَسَبَ عَمَلٍ، عَلَى قِيَاسِ كُلِّ جُزْءٍ، يُحَصِّلُ نُمُوَّ الْجَسَدِ لِبُنْيَانِهِ فِي الْمَحَبَّةِ».
(راجع دراسة الوزنات والمواهب والخدم.)
# المثل هنا فريق كرة قدم مثلاً: اختلاف مواهبهم ضرورة لتنوع أدوارهم في الفريق بين حارسي مرمى ومدافع ومهاجم وجناح، وخلافهم. فالتنوع مطلوب ووحدتهم ضرورة لتحقيق الفوز، وبدون التنوع أو الوحدة لا أمل في الفوز، بل ستكون هزيمة أكيدة!
(3) وحدة الخضوع: submissions & unity
– كما أن الجسم البشري المكون من أجهزة مختلفة (الجهاز التنفسي– الهضمي– الدوري– التناسلي– البولي .. الخ) وكل جهاز منهم مركب من أعضاء متعددة، وكل هذا التنوع في الجسم يحتاج إلى جهاز تحكم وتنسيق مركزي ليحفظ له وحدته وانسجامه وتوافق عمله معاً ويسمى بالجهاز العصبي المركزي (C.N.S).
فهو مسؤول عن تلقي الرسائل وإرسال التعليمات لكل عضو في الجسد. وإن أصيب هذا الجهاز العصبي بخلل ولم يعد يعمل بكفاءته، فإن كل الجسد يصاب إما بالشلل أو الفوضى.
– كذلك أيضاً في الكنيسة (جسد المسيح) كل هذا التنوع يحتاج إلى نظام وتحكم لتوجيه الجسد وقيادته ليعمل معاً في انسجام وتناسق لبناء الجسد وخير أعضاءه ومجد الملكوت «لِكَيْ لاَ يَكُونَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَسَدِ، بَلْ تَهْتَمُّ الأَعْضَاءُ اهْتِمَاماً وَاحِداً بَعْضُهَا لِبَعْضٍ» (1كو 12: 25).
– لهذا وضع الرب نظام (مبدأ) الخضوع في الجسد بترتيبه المتسلسل الذي يشبه إلى حد بعيد الجهاز العصبي المركزي. وإذا تعطل هذا النظام وكُسر هذا المبدأ فإن الشيء الوحيد المتوقع هو الفوضى أو الانقسام وهذا ما نراه كثيراً هنا وهناك.
اسمع ما يقوله الكتاب المقدس:
(أف 5: 21) «خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ».
(1بط 5: 5) «كَذَلِكَ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ اخْضَعُوا لِلشُّيُوخِ، وَكُونُوا جَمِيعاً خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ، لأَنَّ اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً».
(عب 13: 17) «أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ».
كما أننا نرى
وصية الخضوع للرب وللآخرين أشمل وأعم في الكلمة المقدسة فهي تتعلق بكل أنواع العلاقات الأخرى:
(أ) مثلاً: الخضوع للرب مبدأ أكيد ومنطقي ولا حاجة لنا أن نتحدث فيه كثيراً لأنه:
(1) صاحب السلطان، وفي نفس الوقت
(2) هو كلي الحب، يريد لنا الخير، والحكمة يعرف الخير، والقدرة قادر على تحقيق الخير لنا وهو رأس الجسد ومخلصه.
(يع 4: 7) «فَاخْضَعُوا لِلَّهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ».
(عب 12: 9) «ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدّاً لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟
(ب) ونرى دعوة عامة للخضوع لكل السلطات الفائقة (أي لكل صاحب سلطة):
(رو 13: 1) «لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِين الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ»
(1بط 2: 13) «فَاخْضَعُوا لِكُلِّ تَرْتِيبٍ بَشَرِيٍّ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ. إِنْ كَانَ لِلْمَلِكِ فَكَمَنْ هُوَ فَوْقَ الْكُلِّ»
والى اللقاء في الحلقة القادمة…
|