مبادئ تفسير الكتاب المقدس : 1)ضرورة فهم الأحداث الرئيسية , 2)القرينة

SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg SOC-Q.jpg SOC-Word.jpg
P-Point الحلقة كـ PDF الحلقة كـ أسئلة الحلقة word الحلقة كـ

SOC-WindosMedia-Logo.jpg SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg
MP3 الحلقة كـ WMV الحلقة كـ Ipod الحلقة كـ Iphone الحلقة كـ

الخلوة الشخصية – دراسة الكلمة المقدسة – حلقة 45 – تابع مبادئ التفسير 

1) ضرورة فهم الأحداث الرئيسية

يجب أن يُبنى في أذهاننا ترابط وفهم للأحداث الرئيسية التي حدثت في الكتاب والحقائق التي دارت حولها و النبوات التي قيلت عنها وذلك لأنها تعبر عن خطة الله للإنسان، مثال ذلك:

حدث “الطوفان”

هذا الحدث يتكرر الإشارة إليه عبر الكتاب المقدس كله بما فيه العهد الجديد، فهو حدث تاريخي له قصد في خطة الله وله معني. إنه يعبر عن فداء الله للإنسان وبره وتدخل الله المستمر في التاريخ.

حدث ” الخروج “

يوضح صلاح الله لشعبه وتحقيقه لوعوده.. وكيف قاد الله شعبه للخروج من العبودية إلي الحرية وقد اُستخدِم في العهد الجديد فهو حدث مرتبط بالخطة الإلهية.

ومثل هذه الأحداث، تشرح بعضها البعض فهي توصلنا من نقطة إلي أخرى ومن البداية إلي النهاية.

2) القرينة Text & Context

الـ Text الآية الكتابية التي ندرسها

الـ Context سياق الحديث الذي قيل فيه النص (ما قبل وما بعد النص)

هناك ثلاث مستويات للقرينة:

a) القرينة المباشرة : المقطع الكتابي أو الاصحاح.

b) القرينة الغير المباشرة: السفر.

c) القرينة الكلية : الكتاب المقدس كله.

لذا المعني الذي نستخرجه يجب أن نراه في ضوء القرينة المباشرة وفي ضوء القرينة الغير المباشرة وفي ضوء القرينة الكلية.

– “الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضاً لاَ بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ.” (1كو2: 13)

– “اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فلاَ يُفِيدُ شَيْئاً. اَلْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ”

(يو 6: 63)

مثال:

ما هو السياق (القرينة) الذي قيل فيه مثل السامري الصالح ؟

“وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» 27فَأَجَابَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». 28فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا». 29وَأَمَّا هُوَ فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ سَأَلَ يَسُوعَ: «وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟» (لو 10: 25- 29)

الواضح من السياق (القرينة) أن المسيح قال هذا المثل رداً على سؤال الناموسي: «وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟»

هل إذا تم تفسير المثل بالطريقة السابقة (بند 8), سيكون له علاقة بالسؤال: من هو قريبي؟ بالطبع لا

القرينة هنا مختلفة تماماً عن التفسير السابق, وعليه، يجب أن نعرف ونحدد ما هي القرينة التي قيل فيها النص.

أيضا، المسيح في أخر المثل أضاف سؤالاً ليوضح لنا ما هو الدرس الذي يجب أن نفهمه من المثل:

“فَأَيُّ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيباً لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ اللُّصُوصِ؟” 37فَقَالَ: «الَّذِي صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمَةَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضاً وَاصْنَعْ هَكَذَا». (لو 10: 36, 37)

مثال أخر :

بدأ الإصحاح الخامس عشر من إنجيل يوحنا بهذه الافتتاحية:

“وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ. 2فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: «هَذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ». 3فَكَلَّمَهُمْ بِهَذَا الْمَثَلِ:….” (يو 15: 1- 3)

ثم قال المسيح بعد ذلك ثلاثة أمثال وهي الخروف الضال والدرهم المفقود ثم الابن الضال.

فمثلاً حتى نفهم مثل الابن الضال يجب أن نرجع إلي القرينة التي هي بداية الإصحاح فنجد أن العشارين والخطاة كانوا يدنون منه وهذا نفس ما فعله الابن الأصغر حينما أراد أن يرجع إلي حضن أبيه، أما الفريسيين والكتبة فقد تذمروا لأن المسيح كان يقبل الخطاة وهذا نفس ما فعله الابن الأكبر حينما تذمر على أبيه ورفض الترحيب و قبول عودة أخيه

فعندما نعظ عن الابن الضال لا يجب أن نذكر فقط الابن الأصغر (العشارون والخطاة)، لكن أيضا يجب أن نذكر الابن الأكبر (الفريسيون والكتبة) فكلاهما ضاليين ومحتاجيين إلي التوبة، والدليل هنا هو القرينة أي الأعداد الثلاثة الأولي من الإصحاح الخامس عشر من إنجيل لوقا.

مثال ثالث (أفسس 1: 1- 11):

“بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، ……. مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، ………………لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ……الَّذِي فِيهِ أَيْضاً نِلْنَا نَصِيباً، مُعَيَّنِينَ سَابِقاً حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ”

بني بعض المفسرين عقيدة تسمي عقيدة الاختيار (أن الله اختار مجموعة من البشر ليخلصهم) على الكلمات الآتية من النص السابق ( اختارنا ,سبق فعينن

ا , معينين سابقاً ) ولكنهم لم يرجعوا الي القرينة في النص، فعند قراءة النص نجد أن كلمة “فيه” تتكرر 12 مرة.

أيضاً، إذا رجعنا إلي القرينة الغير مباشرة نجد أن الموضوع الرئيسي في الرسالة إلي أهل أفسس هو الكنيسة التي في المسيح. تكونت الكنيسة هناك من اليهود والأمم فحدثهم الرسول عن الوحدة بينهما، المسيح والأمم و حدثهم أيضا عن الكنيسة كبناء الله، ثم سر المسيح أن الأمم شركاء في الميراث وأن الكنيسة هي جسد المسيح وعروسه، وبالتالي فالاختيار هنا هو اختيار الكنيسة لتكون جسد المسيح والذي ينتمي للكنيسة ينتمي للكيان المختار والذين لا ينتمون للكنيسة لا ينتمون للكيان المختار، فعقيدة الاختيار لا تتفق مع ما نعرفه عن الله من حب وعدل ورحمة لكل الناس .

لو نزعنا عبارة من النص لنفسرها دون الرجوع إلي القرينة سنخرج بمفاهيم مختلفة ومناقضة للموضوع الذي قيل فيه النص. يجب أن ننظر إلي العبارة في ضوء الإصحاح و ننظر إلي الإصحاح في ضوء السفر.

من هنا نرى أهمية القرينة المباشرة (النص) والقرينة الغير مباشرة (السفر) والقرينة الكلية (الكتاب المقدس كله).

والى اللقاء في الحلقة القادمة…