4) كيف نصير أنقياء القلب؟
(1) حرث القلب ( اكتشاف الخطية الساكنة فيّ)
أولاً علينا أن تكتشف ما بداخلنا، ليس فقط من أخطاء احتفظنا بها بل من دوافع وجذور دفعتنا إلى الخطأ والاحتفاظ به.
إن روح الله هو أفضل من يفعل هذا الأمر، ويرينا ما بداخلنا دون قسوة علينا أو محاولة لتزييف الأمور، فروح الله يفحص كل شيء، ويساعدنا من كلمة الله الخارقة إلى مفرق النفس والروح وتميز أفكار القلب ونياته.
لذلك علينا أن نأتي في خضوع حقيقي لروح الله مصلّين «اخْتَبِرْنِي يَا اللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقاً أَبَدِيّاً» (مز 139: 23، 24).
أن نتركه هو يشير إلى ما في قلوبنا من آثام، وإلى ما نحتفظ به من خطايا وجذور عميقة تدفعنا إليها، وذلك في ضوء كلمة الله.
و قد يساعدنا في ذلك ما ذكرناه من قبل عن الاحتمالات بشواهدها الكتابية
حاول أن تكتب وتتعامل مع كل خطية يشير إليها الروح القدس بأن
( 2 ) التوبة ورد المسلوب
التوبة تعني: الاعتراف بالخطية، وكذلك وصفها باسمها الحقيقي.
ورفض الخطية، وكرهيتها.
والتحول عنها وتركها بقرار إرادي ألا نعود إليها أبداً.
كذلك فإن التوبة تعني أن نعيد لكل شخص حقه الذي سلبناه منه. لا نستطيع أن نعترف بأننا قد سرقنا شيئاً معيناً ونندم على ذلك، دون أن نذهب لنعيد الشيء المسلوب إلى صاحبه.
علينا أن نعيد المسلوب في حق الله وفي حق الآخرين، ونعود فنعطي الله المكانة الحقيقية له في حياتنا – أن نعود فنترك كل ما يريدنا أن نتركه، ونطيع كل ما يأمرنا وما أوصانا به.
أيضاً هي الاعتذر لمن أخطأنا في حقهم، وأن نغفر لمن لم نغفر لهم، ونصلح ما أفسدناه في قلوبنا تجاه الآخرين
ملاحظات هامة لرد المسلوب:
عندما تذهب لتصطلح مع أخيك وتعتذر له، راعِ الآتي:
1- أن تكون أولاً قد قدمت توبتك أمام الله.
2- أن تذهب بانكسار. لا تحاول أن تبرر خطأك وأن تلقي اللوم عليه.
3- اختر الكلمات المناسبة المباشرة التي لا تثير المشاكل وتزيد الموقف تعقيداً.
4- إن كنت قد أخطأت بفكرك فقط في حق أحد الناس ولم يخرج هذا الأمر عن حدود الفكر إلى تصرف جارح نحوه، فلا ضرورة لتقديم الاعتذار له، فقط قدم توبتك أمام الله ، إلا إذا طلب الرب منك أن تعتذر له.
5- قد يكون البعض بعيدين عنك ولا تستطيع مقابلتهم. استخدم التليفون أو اكتب رسائل اعتذار لهم.
6- تعوَّد بعد ذلك أنه إن أخطأ إليك أخوك، فبدلاً من ألا تغفر له وتحمل شيئاً ضده، اذهب عاتبه بينك وبينه وحدكما. لا توبخه وتدِينْه. وبهذا يستمر النقاء بينك وبين الآخرين من حولك.
(3) الاستمرار في تنقية القلب
لا تفعل هذا الأمر مرة واحدة في حياتك.. لكن بعد أن تفعل ذلك تعوَّد دائماً أن تعطي الفرصة للرب لأن ينقي حياتك، فيبقى القلب نقياً يعاين الله كل يوم جديد في الحياة، ويزداد نقاءً واتساعاً لإعلان أعظم عن شخص الله.
والى اللقاء في الحلقة القادمة
|