الصلاة في حياة الرب يسوع

نستطيع أن نري بكل وضوح في الأناجيل مكانة الصلاة في حياة الرب يسوع، ومقدار اهتمامه بها كجزء أساسي من حياته فان كان رب المجد أعطي للصلاة هذه المكانة في حياته، فكم نحتاج نحن للصلاة والشركة مع الأب السماوي؟

وهذه بعض الملاحظات في هذا الموضوع:

1- حرص المسيح علي قضاء فترة الصلاة الفردية

(مر 1: 35) «وَفِي الصُّبْحِ بَاكِراً جِدّاً قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ»

قبل أن يفعل أي شئ… قبل أن يذهب للجموع مضي ليختلي بأبيه السماوي.

(لو 5: 16) «وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي الْبَرَارِي وَيُصَلِّي.»

لم يدع الخدمة والجموع يشغلانه عن الصلاة والشركة مع الأب.

2 – الصلاة بتركيز خاص قبل القيام بأي خطوة هامة

صلاة يسوع بعد المعمودية وحلول الروح القدس عليه

(لو 3: 21)«وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ»

وكان ينقاد بالروح في البرية أربعين يوما قبل بدء خدمته العلنية.

قضاء يسوع الليل كله في الصلاة قبل اختياره لتلاميذه الإثنى عشر

(لو 6: 12) «وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.»

صلاة يسوع في جثسيماني قبل المضي للصلب

(متي 26: 39)«ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».

(لو 22: 44) “وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ”.

صلاة الجهاد واللجاجة مع الله خاصة في هذه المرة (جثسيماني).

 3– صلاة يسوع بعد الخدمة

(مر 6: 46 )«وَبَعْدَمَا وَدَّعَهُمْ مَضَى إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ»

(متي 14: 23)«وَبَعْدَمَا صَرَفَ الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ مُنْفَرِداً لِيُصَلِّيَ. وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَ هُنَاكَ وَحْدَهُ.»

بعد ما قضي اليوم مع الجموع وكسر الخمس خبزات والسمكتين، كان محتاجا أن يذهب وحده للصلاة.

 4 – صلاة يسوع من أجل تلاميذه

صلاة يسوع في إنجيل يوحنا (17) مثال رائع يعبر لنا عما في قلبه تجاه تلاميذه. وهذا يوضح أهمية أن يصلي الخادم من أجل الذين يخدمهم تلاميذه وأولاده في الإيمان

(لوقا 22 : 31 ، 32)« وَقَالَ الرَّبُّ: «سِمْعَانُ سِمْعَانُ هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ».

 5 – اهتمام المسيح بأن يتعلم تلاميذه حياة الصلاة

تحدث المسيح عن الصلاة في الموعظة علي الجبل

(متي 6: 5، 8)

أوصي المسيح التلاميذ أن يصلوا

(لوقا 18: 1، 8) «وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ»..«أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعاً! وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟».

 كما أخذهم إلى موضع خلاء معه ليصلي، وذلك ليعطهم مثال عن أهمية أن يفعلوا هم أيضاً كذلك:

(لو9: 18) «وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي عَلَى انْفِرَادٍ كَانَ التَّلاَمِيذُ مَعَهُ. »

أيضاً، الصلاة الربانية التي علمها المسيح للتلاميذ مثال متكامل للصلاة في أبعادها المختلفة

(لو 11: 1، 4) «وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعٍ لَمَّا فَرَغَ قَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا رَبُّ عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا أَيْضاً تَلاَمِيذَهُ». فَقَالَ لَهُمْ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ».

والى اللقاء في الحلقة القادمة..