-
قبول الآخر قبولاً غير مشروط يعني قبول كل صفات الآخر التي تناسبك وأيضاً التي لاتحوز اعجابك، هو قبول كل نقاط ضعف وقوة شريك حياتك، هو قبول كل عيوبه ومميزاته، دون محاولة تغييره أو حتى ضبطه لكي يتوافق مع صفاتك وشخصيتك.
-
العلاقة الزوجية هي إرتباط كامل بين شخصين، ارتباط كامل بين مميزاتك وعيوبك مع مميزات وعيوب شريك حياتك، ارتباط كامل بين نقاط قوتك ومواطن ضعفك، مع نقاط قوته ومواطن ضعفه، لن يمكننا تجزئه شريك الحياة وفصل عيوبه عن مميزاته، إما أن أحبه وأقبله بكامله أو أكرهه وأرفضه كل.
-
إن قبول الآخر قبولاً غير مشروط، هو قمة الاحساس بالأمان في العلاقة الزوجية، وفي أي علاقة إنسانية أخرى، فهو القدرة على محبة الآخر حتى و إن لم يفعل شيئاً يستحق بموجبه هذا القبول. قبولي لشريك الحياة هو بمثابة رسالة حب عظيمة تساعده أن يُخرج أفضل ما فيه، أما عدم القبول فهو رسالة رفض قاسية جداً سوف تُخرج أسوأ ما عنده.
تدريب عملي:
كل زوج وزوجة له نقاط قوة ونقاط ضعف. حاول أن تكتب قائمة بنقاط ضعفك وقوتك، وكذلك نقاط الضعف والقوة التي لشريكك. ثم خاطب نفسك قائلاً: سوف أقبل شريكي كما هو، بعيوبه ومميزاته.
ولمزيد من التوضيح نعطي بعض الأمثلة من الحياة العملية فيها نرى عدم قبول ضعف الآخر قبولاً غير مشروط:
مثال: بعد إتمام الزواج والبدء في الحياة الزوجية، مايحدث مع أغلب الزوجات هو زيادة في وزنها، فيُخبرها زوجها بالآتي:
إن كنتِ حقاً تُحبينني، فلتتبعي نظاماً غذائياً حتى يقل وزنك فتصيرين أكثر رشاقة.
ما نلاحظه في المثال السابق هو عبارة عن رسالة رفض شديدة للزوجة، فالزوج لايقبل كون زوجته قد زاد وزنها وتغير شكلها، نتيجة هذه الرسالة على الزوجة سوف تكون المزيد من الأكل والمزيد من الوزن، وذلك لإصابتها بالحزن والضيق بسبب عدم قبول زوجها لها، أما إذا قبلها زوجها كما هي بتغيُر شكلها وزيادة وزنها، وعبّر لها عن جمالها وكونها ازدادت جمالاً في عينيه، فربما هذا يدفعها إلى عمل نظام غذائي لإنقاص وزنها. أو قد يستمتع الزوجان بحياتهما معاً رغم زيادة وزن أحدهم.
مثال آخر:
عندما يكون الزوج صاحب مزاجاً عصبياً، وتظهر هذه العصبية في سلوكه مع الآخريين، فتبدأ الزوجة تقابل هذه العصبية بالرفض قائلةً له “إتصرف في عصبيتك…” أو “شوف لك صرفة في عصبيتك…” أو “أنا مش قادرة أعيش معاك بسبب هذه العصبية…”. في واقع الخبرة العملية ستكون نتيجة هذا الرفض لهذا السلوك أسوأ بكثير مما تظن الزوجة أو تتوقع، فرفضها لسلوك زوجها ونقاط ضعفه سوف تُزيده عصبية وحدة في تعامله مع الآخريين ومعها.
إن رفض الآخر، وعدم قبول ضعفه وعيوبه، لن يُخفي أياً من هذه الضعفات أو العيوب على الاطلاق بل على العكس سوف يُزيد الأمور تعقيداً.
-
إن القبول الغير مشروط هو واحدة من مبادئ ملكوت الله، وهي واحدة من الصفات الأساسية التي تتصف بها محبة الله كما درسنا في موضوع شخصية الله فقد قَبِلنا الله قبولاً غير مشروط، أحبنا ونحن في خطايانا، مات لأجلنا ونحن غارقين في أثامنا، حتى قبل أن نُبدي ندماً، أو نُظهر توبةً، فهو الذي مد يده وأمسك بحياتنا رجوعاً له هو مصدر الحياة، هذا الحب والقبول الغير مشروط هو سبب وسر تغييرنا الحقيقي.
-
في إطار حديثنا عن الحب والقبول غير المشروط في العلاقة الزوجية، نحتاج أن نوضح الفرق بين بين الحب Love والاعجاب Like. والفرق يعد كبير جداً كما سنرى.
-
محور اهتمام وتركيز الحب هو الإنسان، فالحب ينصب عليه بكل صفاته، سواء عيوبه أو مميزاته – الحب والقبول الغير مشروط، أما الاعجاب فموضوعه واهتمامه بالأشياء والممتلكات فقط.
-
في علاقتنا معاً عندما نختار أن نحب صفات معينة ونكره أخرى، فهذا يُعد حباً وقبولاً مشروطاً، أو قد نسميه إعجاب، ويتبعه رسالة رفض قاسية، ولكن عندما نُعجب بأشياء ولا نُعجب بأخرى، فهذا لايُمثل سوى عدم قبول أشياء وهذا أمر بسيط يمكننا التعامل معه وهو غير جارح.
-
ربما لا تعجبني أشياء في شريك الحياة ولكن هذا لا ينفي أو يلغي المحبة الغير مشروطة له.
-
يمكننا أن نعبر لبعضنا البعض عن المواقف أو الأمور التي لا تعجبنا في تصرفاتنا تجاه بعضنا البعض، وهذا صحي جداً للحفاظ على علاقتنا الزوجية نقية، ولكن يجب أن نختار الوقت والطريقة التي بها نعبر عن ما يضايقنا ، مع مراعاة الأمور التالية:
-
عدم المبالغة في التعبير عن الضيق لتضخيم الحدث.
-
عدم توجيه أصابع اللوم للآخر.
-
عدم الاحتفاظ بما يضايقنا في قلوبنا، حتى لايتزايد في أعماقنا، فنجد أنفسنا وقد أنفجرنا في وجه شريك حياتنا.
-
التعبير عما يضايق بموضوعية ووضوح.
محبتنا الغير مشروطة لشريك الحياة تعني الآتي:
-
القبول
-
الرضى
-
الاحترام
-
التقدير
عزيزتي الزوجة، عزيزي الزوج، إن كنت قد أقتنعت بعدم محاولة تغيير شريك حياتك، أكتب الآن تعهداً بأنك ستتوقف عن تغييره، والبدء في توصيل رسالة الحب والقبول الغير مشروط.
|