خلق الله الإنسانية متمثلة في كل من الرجل والمرأة، جمعهما معاً ليمثلوا أول علاقة إنسانية في التاريخ، وفي رغبة الله أن يُسعدنا أعطانا المبادئ الإلهية التي عليها يمكننا أن نؤسس ونبني علاقات رائعة سعيدة مع بعضنا البعض، لتكون هذه العلاقة هي أساس كل العلاقات الإنسانية الأخرى، تؤثر فيها وتتأثر بها، فمنها تخرج كل أنواع العلاقات الأخرى، علاقة الوالدان بأبنائهم وعلاقة الأبناء بعائلاتهم، لذا فهي تعتبر أم كل العلاقات.
لذلك فمن الضروري جداً أن نفكر كثيراً، ونتأنى طويلاً، ونصلي ملياً في اختيارنا لهذا الشريك الذي سوف يسير معنا رحلة الحياة الطويلة. فليس أمامنا إلا أن نحسن الاختيار.
• في هذا الموضوع اختيار شريك الحياة، سوف نتناول المفهوم الصحيح للزواج وأبعاده ومعانيه المختلفة بإعتباره المحطة النهائية لاختيار ذلك الرفيق وبداية الحياة الزوجية في شركة وحب، وأيضاً سنتناول الصوره المشوة للعلاقة الزوجية التي تملأ أذهاننا من وسائل الإعلام المختلفة ومن تقاليد وأعراف المجتمعات التي نعيش في وسطها، وسوف نتعرف معاً على المبدأ الكتابي لاختيار شريك الحياة، ودور النضوج الروحي والنفسي والجسدي في هذا الاختيار، وقيمة الصداقة النقية الطاهرة بين الجنسين والتي تعتبر الطريق إلى صقل الشخصية وإكسابنا المهارات الحياتية اللازمة لنضوجنا، كما أننا سوف نتعلم كيف نتعرف على شخصياتنا وسماتها وأهمية التوافق بيننا وبين شريك الحياة، وسوف ندرس معاً واحدة من الأدوات العملية التي تساعدنا وترشدنا إلى اختيار شريك الحياة، وأيضاً ماهو دورنا ودور الله في هذا الاختيار، وسوف نتكلم عن العديد من الخبرات الحياتية و التجارب الشخصية المتعلقة بالصداقة إلى اختيار الشخص المناسب.