SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg SOC-Q.jpg SOC-Word.jpg
P-Point الحلقة كـ PDF الحلقة كـ أسئلة الحلقة word الحلقة كـ

SOC-WindosMedia-Logo.jpg SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg
MP3 الحلقة كـ WMV الحلقة كـ Ipod الحلقة كـ Iphone الحلقة كـ

الروح القدس وعلاقتنا به – حلقة 5 – تابع عمل الروح القدس في المؤمنين

تابع رابعاً: عمل الروح القدس في المؤمنين

(من خلال ألقاب الروح القدس)

تكلمنا عن لقبين للروح القدس وهما:

أ‌- الروح المعزي

ب‌- روح الحق

في هذه الحلقة، سوف نتكلم عن لقبين آخرين وهما:

ج- روح القوة

-«لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم» (أع1: 8)

– «لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح» (2تي1: 7)

وعد الرب يسوع تلاميذه بحلول الروح القدس عليهم بعد صعوده إلى السماء، ووعدهم بقوة خاصة لمهمة خاصة تحتاج بالضرورة لهذه القوة المتميزة.

إن دعوة المسيح هي دعوة لتغيير مصير العالم، ونستطيع أن نحقق هذه الدعوة لأن الروح القدس هو الذي يعطينا القوة والمحبة التي تمكننا من ذلك، فيسوع نفسه احتاج أن يعتمد بالروح القدس للإرسالية التي جاء إليها (لو 4: 4) وذلك ليكون لنا مثالاً. يعلمنا الرسول بولس أن الإنسان الباطن يحتاج إلى قوة بالروح القدس وليس للقوة الإنسانية العادية «لكي يعطيكم .. أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن» (أفسس 3: 16)، وكما قيل منذ القديم: «لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود» (زك 4: 6).

لقد اختار الله الضعفاء ليخزي الأقوياء، لأن ضعف الله أقوى بكثير من قوة الناس، وجهل الله أحكم من علم الناس!! إن لنا في الروح القدس قوة هائلة وحكمة هائلة

.1- قوة الروح القدس تعطينا الشجاعة:

يمكننا أن نلاحظ الفرق الهائل بين حياة التلاميذ قبل حلول الروح وبعده.. بين بعض الرجال الخائفين المرتعبين في العلية وبين نفس الرجال وقد خرجوا للعالم يغزونه ببشارة الإنجيل. قوة الروح القدس هي وحدها التي جعلت منهم شهوداً على هذا القدر من الشجاعة.

القوة التي يهبها الروح القدس تعطينا كمؤمنين قوة للشهادة وهذا عكس الخوف. في بعض الترجمات تُرجمت «روح الفشل» بـ «روح الخوف»، فالخوف سلاح هائل يستخدمه إبليس في حياة الناس وأحياناً في حياة المؤمنين، ويقنعنا أن الشهادة للمسيح فيها تهديد لحياتنا وأمننا. «امتلأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة» (أع 4: 31). هذه الفقرة تعطينا لمحة عن قوة الروح القدس التي تبدد الخوف وتهب الشجاعة. صعب جداً بدون الروح القدس أن نجاهر بالإيمان.

2- قوة الروح القدس تعطينا التأثير:

تأثير في الذين يسمعون: «فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم»(أع 2: 37)،

فبالرغم من بساطة الكلام وقصره إلا أنهم «نخسوا». أحسّوا أن صوت الله يتكلم إلى قلوبهم وضمائرهم، فالمؤمن حين يتكلم بالروح القدس فهو يتكلم كما بأقوال الله: «إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله. وإن كان يخدم أحد فكأنه من قوة يمنحها الله لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح الذي له المجد والسلطان إلي أبد الآبدين آمين» (1بط 4: 11).

هذا الكلام خارجاً من شفاه البشر لكنه من قوة يمنحها الله فيصل إلى القلوب مباشرة.

الروح القدس هو الوحيد القادر على إحداث هذا التأثير، فنستطيع أن نرى الثمر الحقيقي الذي يدوم.

3- قوة الروح القدس تعطينا ثمر للبر:

الروح القدس يعطينا قوة لمواجهة تحديات الخطية: «أخيراً يا إخوتي تقووا في الرب وفي شدة قوته. البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس» (أفسس 6: 10، 11)، فيظل شعارنا: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟» (تك 39: 9)، فالخطية أمامنا في كل وقت، لكن المهام الموكلة لنا لا تنجز بوجود الخطية في حياتنا، فربح النفوس لا يتفق والتهاون مع الخطية في حياتنا. فكيف نستطيع أن نقاوم كل الشر المحيط بنا، والعالم بمغرياته، وإبليس ومكائده بدون قوة الروح القدس التي تدعم دفاعياتنا؟!

د- روح المحبة

«لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا» (رو 5: 5)

1- محبة لله:

«نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً» (1يو 4: 19)

فبالروح القدس ندخل إلي بحر من محبة الله لا نهاية له. وقتها تنسكب محبة الله في قلوبنا فنعرف قدرنا في عيني الآب ومقدار ما لنا من محبة وكم نحن أحباء، وأعزاء على قلبه، فنحبه من كل قلوبنا وعقولنا ونفوسنا وقدرتنا

«16لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ، 17لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، 18وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، 19وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ.» (أفسس 3: 16-19).

2- محبة الآخرين:

بقدر ما نعرف محبة الله لنا نعرف محبة الله للآخرين، وكلما زاد سكيب حب الله في حياتنا كلما انفتحت قلوبنا بحب لمن حولنا.

« بمحبة الروح» (رو15: 30 )

«وأما ثمر الروح فهو محبة»(غلا5: 22)

ولثمر للروح القدس في حياتنا هو انسكاب المحبة التي تملأ قلبي:

•    بالغيرة:

الغيرة …. ليست من الناس بل على الناس…. غيرة مقدسة تلهب قلوبنا لنربح الناس للمسيح، وغيرة تملأ قلوبنا برغبة عميقة أن نصل بمحبة الله لكل إنسان حتى للأعداء. في (رو9: 1- 5) نرى اختبار الرسول بولس نحو أكثر من قاوموه «اليهود»، كذلك في (رو10: 1) نرى آلامه وشوقه لخلاصهم، فمن أين لنا بمثل هذا الحب الغيور على مصير الناس سوى من الروح القدس؟!

•    بالعطاء:

«أما أنا فبكل سرور أنفق وأنفق»(2كو12: 15)، هذه هي الحياة المسيحية الحقيقية- يكمل الرسول فيقول: «وإن كنت كلما أحبكم أكثر أحب أقل فليكن».

•    هذا ما تعلمه بولس من المسيح سيده الذي «بذل نفسه» (فيلبي2: 5-8). هذه المحبة تجعلنا نعطي ليس فقط من أموالنا بل من نفوسنا وراحتنا وأوقاتنا لأجل الآخرين بحب شديد وبفرح. عندما تفيض فينا محبة الروح القدس تنزعنا من أنفسنا وتضعنا بحب من أجل من حولنا، لأننا نحب الله ونحب الناس. وسعادتنا هي أن نرى الناس سعيدة بالمسيح والمسيح سعيد بهم، وأي ثمن يدفع لا يقارن أمام هذا الهدف والغاية.

•    روح القوة وروح المحبة وجهان لعملة واحدة؛ «الإله القدير المحب» و«الإله القدير الصالح». القوة والمحبة تضع داخلنا الرغبة لكي نربح الخطاة: «وكانت كلمة الله تنمو، وعدد التلاميذ يتكاثر جداً في أورشليم، وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان»(أع 6: 7)، حتى هؤلاء لم يستطيعوا مواجهة فيضان قوة ومحبة الروح القدس. ليست هذه القوة قوة خارقة تجعل منا Super men  (رجالاً فوق العادة) لكنها قوة روحية تضع في قلوبنا شجاعة محبة تغمر حتى الأعداء الذين يكرهوننا.. قوة تجعلنا نصلي من أجلهم ونضحي من أجلهم فنربحهم للمسيح. هذه هي نفسها القوة التي قلبت موازين القوى والسلطة الروحية في القرون المسيحية الأولى.

•    وقد كان الرب أميناً جداً، فجرت آيات وعجائب، ومدَّ الله يده بالشفاء ليعلن محبته ورحمته ليؤيد الكلمة ويؤيد الكنيسة: «وامنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة بمد يدك للشفاء ولتجر آيات وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع» (أع 4: 29، 30)، وهي  ليس بقصد شفاء الجسد فقط بل لخلاص النفس وشفاء الروح. فعندما يعزي الروح القدس الكنيسة ويعطيها من الإرشاد والمحبة والقوة، فإن الشهادة تؤدَّى بقوة عظيمة، ونعمة الله أيضاً تكون حينها عظيمة: «وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم» (أع 4: 33).

القوة تنتهر الخوف، والمحبة تنتهر الخوف «لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرد الخوف إلى خارج» (1يو4: 18). العدو الحقيقي داخلنا ليس الضعف. العدو الحقيقي هو الخوف. والروح القدس ينتهر الخوف إلى خارج لأنه روح القوة والمحبة والنصح.

الخلاصة:

بالروح القدس نعرف كيف نصلي وندخل إلى محضر الآب ونتحد به ونتضرع لأجل الآخرين، فهو * المعين *

وبالروح القدس نعرف كيف ندرس الكلمة ونفهمها وندركها ونلمس الحق والأسرار المعلنة لنا فيها ، فهو*روح الحق *

وبالروح نشهد عن المسيح بدوافع مقدسة هي المحبة لله وللآخرين.. وبقوة عظيمة نؤثر في حياة الآخرين، فهذه القوة هي مسحة وقوة الروح نفسه، فهو * روح القوة والمحبة والنصح *