P-Point الحلقة كـ | PDF الحلقة كـ | أسئلة الحلقة | word الحلقة كـ |
MP3 الحلقة كـ | WMV الحلقة كـ | Ipod الحلقة كـ | Iphone الحلقة كـ |
لا أنا بل المسيح – حلقة 6 – كيفية الموت مع المسيح – تابع ان نسلك
في اختبار الموت مع المسيح، رأينا ثلاث خطوات محددة: 1- أن نعلم 2- أن نقبل 3- أن نسلك في الخطوة الثالثة (أن نسلك) هناك أمرين: 1 – أن نموت عن كل ما نريد تحقيقه لأنفسنا (روحياً ومادياً). 2 – أن نموت عن كل ما نريد تحقيقه بأنفسنا (لله و للآخرين). 1 – أن نموت عن كل ما نريد تحقيقه لأنفسنا (روحياً ومادياً).
كثيراً ما عشنا لأنفسنا روحياً، وظننا أننا بذلك نُرضي الله باهتمامنا بحياتنا الروحية، وكل ما نرجوه هو مستوى أفضل ودرجة روحية أعلى، وأن نحقق الوصية. وهكذا صرنا نحيا داخل مشاكلنا واحتياجاتنا الروحية.. ندور من جديد حول أنفسنا لكن في صورة روحية، بينما يقول الكتاب المقدس: «وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ» (2كو 15:5). وهناك فارق كبير بين أن نعيش من أجله هو وأن نعيش لحياتنا الروحية. هناك فارق كبير بين الاهتمام بالله والاهتمام بطموحنا الروحي .بين أن نحيا فيه وأن نحيا في أنفسنا. يقول الكتاب: «قَدْ مُتُّمْ لِلنَّامُوسِ.. لِنُثْمِرَ لِلَّه» (رومية 4:7، غل 19:2). نعم إني متُّ للناموس، أي لم أعد أعيش للوصية وتحقيقها، فلم تعد علاقتي بها فقط، بل لأحيا لله، وتكون علاقتي معه هو.. حياتي فيه وليس في نفسي ولا في تحقيق الوصية. كثيراً ما كانت حياتنا الروحية مركز اهتمامنا، ومحل رعايتنا، ومحور صلاتنا وجهادنا الروحي، فتحولت حياتنا إلى هدف نعيش من أجله.. إلى إله نعبده ونحيا فيه. نحن مدعوّون لا أن نعيش للناموس (الوصية) بل أن نحب الرب ونحقق مشيئته، فهذه هي الوصية أن نحبه هو.. أن نهتم به هو .. أن نعيش فيه هو، كما قال الكتاب: – «لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهاً بِمَوْتِهِ» (فيلبي 10:3). – «أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلَهِي سُرِرْتُ» (مز 40: 8)
كم من المرات اعتبرنا طموحنا المادي في الحياة وإثباتنا لأنفسنا وتحقيقنا لذواتنا أمراً لا يتناقض مع علاقتنا الروحية مع الرب. وظننا أن اهتمامنا بأن يكون لنا شأن ومكانة.. اهتمامنا بصنع مستقبلنا وضمانه أمر منفصل عن شركتنا مع الرب. لكن بولس يتكلم عن صليب ربنا يسوع فيقول: «الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ» (غل 14:6). يتكلم عن موت العالم بالنسبة له وموته هو عن العالم، فلم تعد الأمور المادية أشياء تستحق أن يعيش من أجلها لأنها سقطت من عينيه بل ماتت في قلبه. ونحن كذلك متنا في عيون أنفسنا من نحوها، ولم يعد لنا الحق أن نسعى نحوها أو نحيا لها. ولا يعني هذا ألا نستخدم ما يعطينا الرب من هذه الأشياء لخدمته وإعلان مجده، بل يعني أن تصبح كل هذه الأمور وسائل وأدوات يستخدمها الله في حياتنا. لتكن منه.. تستخدم به.. ولمجده. نعم «لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ» (1يو 15:2-17). وهذا ليس ذبحاً للطموح في الحياة، ولكن توجيه الطموح إلى إعلان مجد الله في حياتي وليس لذاتي. 2 – أن نموت عن كل ما نريد تحقيقه بأنفسنا (لله و للآخرين).
كثيراً ما اشتاقت نفوسنا لتحقيق أشياء عظيمة للرب أو للآخرين من حولنا، فاندفعنا نستخدم كل إمكانياتنا لإتمام هذه الأمور، ونحن نظن أننا نستطيع أن نفعل شيئاً صالحاً للرب معتمدين على أنفسنا. لكن الرب يسوع يقول: «الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً» (يو 5:15). نعم كم حاولنا أن نثبت عكس ذلك.. أن نفعل شيئاً لله بدونه.. بأنفسنا.. تشهد اجتماعات الصلاة الخالية عن هذا الأمر. إن خدمتنا غير المثمرة تؤكد هذا الوضع. بينما عندما نصير فيه نكون مثمرين له، فنقول: «أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي» (فيلبي 4: 13). كذلك فإن حساسيتنا لكرامتنا وكبريائنا وسط إخوتنا وأمام الآخرين تشير إلى مقدار إحساسنا بأنفسنا وانتمائنا إليها واعتمادنا عليها. مكتوب عن الرب يسوع: – «مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ. رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا. مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ» (إش 3:53). – «ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً وَيُرْفَضَ» (مر 31:8). – «لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ» ( يو 16:13). نحتاج أن نحسب أنفسنا أمواتاً. فنحن لا نستطيع أن نفعل شيئاً من أنفسنا، ولسنا بالقيمة التي تستحق أن ندافع عنها ونتألم لجراحها. يقول الكتاب: – «لَكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ» (2 كو 1: 9) – «حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضاً فِي جَسَدِنَا»(2كو 4 :10). والآن هل تعلم الحقيقة وتقبلها وتعيش بمقتضاها؟ ما أصعب هذا الأمر.. لكن القوة الحقيقية التي بها نستطيع أن ننكر أنفسنا هي قوة صليب ربنا يسوع المسيح. بهذه القوة أستطيع أن أعلم وأقبل وأعيش حقيقة موتي مع المسيح. «فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهالكين جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ» (1كو 18:1). عندما نجثو عند أقدام المصلوب تذوب نفوسنا في داخلنا.. وعندما نرى رب المجد معلقاً من أجلنا وقد صار لعنة وخطية، بل ذاق الموت عنا، تنكسر كبرياؤنا وتموت فينا رغباتنا الأنانية ودوافعنا الذاتية، ويبقى الله وحده مستحق الحياة – كل الحياة. فيه أرى نفسي ميتاً.. أرى حقيقة موتي معه. كم من المرات لم نستخدم هذه القوة الممنوحة من الله لحياتنا. إنها قوة الصليب. وكثيراً ما تصورنا أمر قبولنا لحقيقة موتنا مع الرب يسوع على أنها خطوة واحدة نخطوها مرة واحدة، ولن نعود بعدها للدوران حول أنفسنا، ولن نسمع بعدها صوت كبريائنا وأنانيتها.. لكن الحقيقة التي علمنا إياها الرب يسوع هي: – «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَتْبَعْنِي» (لو 9: 23). علينا أن ننكر أنفسنا، ونحسب أنفسنا أمواتاً كل يوم من حياتنا.. في كل مرة نسمع صوت أنانيتنا وكبريائنا، علينا أن نسكتهما بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به صُلب العالم لنا ونحن للعالم كما قال الكتاب: – «الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ» (غل 24:5) – «حَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ» (غل 14:6) – «فِي مَا بَعْدُ لاَ يَجْلِبُ أَحَدٌ عَلَيَّ أَتْعَاباً، لأَنِّي حَامِلٌ فِي جَسَدِي سِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ» (غل 17:6). وإلى اللقاء في الحلقة في الحلقة القادمة.
|