SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg SOC-Q.jpg SOC-Word.jpg
P-Point الحلقة كـ PDF الحلقة كـ أسئلة الحلقة word الحلقة كـ

SOC-WindosMedia-Logo.jpg SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg
MP3 الحلقة كـ WMV الحلقة كـ Ipod الحلقة كـ Iphone الحلقة كـ

الكنيسة – حلقة 1 – مكانة الكنيسة عند المسيح

 تبدو مكانة الكنيسة واضحة عند السيد الرب، خاصة في حياة المسيح وخدمته على الأرض من النقاط التالية:

1- إنه أعطى أولوية في وقته لهذه المجموعة الصغيرة من البشر (التلاميذ) بالرغم من الاحتياجات العظيمة والهائلة التي كانت من حوله. فبجانب خدمته للجموع التي كان يعظها ويعلمها ويشفي مرضاها ويحرر أَسراها، بجانب كل هذا أعطى المسيح الكثير من وقته لمجموعته الصغيرة، بل وربما أكثر مما أعطى للجموع نفسها.

فمجموعة التلاميذ (الـ 12 والـ 70 والـ 120) كانت هي نواة الكنيسة التي وثق فيها المسيح وائتمنها على نشر النور والإنجيل في كل العالم من بعد صعوده.

2- كما نرى هذه المكانة في جلسته الأخيرة معهم (يوحنا 13-17) وهو يوصيهم ويصلي لأجلهم:

– بأن يحبوا بعضهم بعضاً كما أحبهم هو (13: 34 و15: 12، 17)

– ليكونوا واحداً كما أن الآب والابن واحد (17: 22)

– وليتجسد المسيح بحبه فيهم (17: 26)

– ومن خلال وحدتهم بعضهم ببعض يؤمن العالم برسالتهم ورسالته (17: 21، 23)

3- كما نرى حبه للكنيسة مميزاً عن حبه الفردي لكل واحد منا، فهي العروس المزينة لعريسها.

• فنحن مثلاً نسمع بولس يتحدث عن حب المسيح له شخصياً فيقول «الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي» (غلاطية 2: 20).

• لكنه للجماعة (للعروس) يقول:

+ «… كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضاً الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا» (أف 5: 25)

+ «اِحْتَرِزُوا اِذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ» (أع 20: 28).

وهذا ما نسمعه من يوحنا في بداية الجلسة الختامية قبل الصليب (يو 13: 1) فيقول: «إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى».

وعلى لسان السيد نفسه (يو 15: 9): «كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا».

الكنيسة، موضوع محبة المسيح.

هذه هي الدراسة التي نود أن نتوقف أمامها لنراها ونسمعها..لنتعلمها، فنحياها.فنُشبع قلب السيد ونحقق إرادته

أولاً: معنى الكنيسة وتشبيهاتها الكتابية

ما هي الكنيسة، أو من هي الكنيسة؟

(أ‌) السؤال الذي نحاول أن نجيب عليه هنا:

– هل هي المكان أو المبنى الذي فيه يجتمع شعب الرب للصلاة والعبادة؟ بالتاكيد لا

– هل هي الجماعة المتعبدة نفسها؟

– هل هي المؤمنون الحقيقيون أنفسهم؟

أم أن الكنيسة أعمق من هذا الوصف، إذ لها أبعاد أكثر من مجرد هذا التسطيح للمعنى والتعريف.

إذا رجعنا إلى صلاة السيد المسيح في يوحنا 17 نكتشف الكنيسة كما هي في قلبه وعقله بأبعادها الحقيقية، وهذا ما سنراه بوضوح أيضاً في التشبيهات والصور الكتابية التي سنقوم بدراستها.

(يو 17: 20-26):

«وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هَؤُلاَءِ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكلاَمِهِمْ، لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا.لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌأَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ. أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».

هنا يحدد المسيح أنه يصلي:

(1) لأجل المؤمنين

(2) ليكونوا واحداً كوحدة الآب بالابن

(3) وأن يكونوا واحداً في الآب والابن

من هذه المنظومة نرى ثلاثة أبعاد للكنيسة:

المؤمنين وحدة واحدة في الرب

أي (وحدة المؤمنين في الرب)

فهي ليست مجرد المؤمنين متفرقين أو حتى مجتمعين للصلاة وإلا فهذا اجتماع وليس كنيسة.

لكن الكنيسة هي وحدة المؤمنين (الوحدة التي لا تعرف الانقسام كوحدة الآب بالابن) وحدتهم بالرأس المسيح.

ليكون هو «رَأْساً فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ، الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ» (أف 1: 22، 23).

وسنرى في الصور الكتابية أبعاد وشكل هذه الوحدة التي صلى المسيح من أجلها.

(ب‌) الصور والتشبيهات الكتابية للكنيسة:

جاءت كلمة Ekklesia في اللغة اليونانية 108 مرة في العهد الجديد بمعنى كنيسة، وفي ثلاثة مواضع أخرى بمعنى «محفل، تجمع» بالإضافة إلى مرات أخرى تكلم فيها الكتاب عن الكنيسة بتشبيهات ومسمَّيات أخرى مثل: (الجسد– الجماعة– شعب الله– الرعية). وهذه التشبيهات والصور الكتابية المتنوعة تعبِّر عن غنى وعُمق معنى الكنيسة، فكل تشبيه أو صورة كتابية تركز على معنى هام في مفهوم الكنيسة. وعندما نرى هذه الصور الكتابية كل واحدة بجانب الأخرى نستطيع أن ندرك الأبعاد المتنوعة والعميقة لمعنى ومفهوم الكنيسة.

(1) الجماعة المدعوَّة:

وهذا هو التعريف الحرفي لكلمة Ekklesia ونرى هنا ثلاث صور تحت هذا التعريف من الأوسع إلى الأضيق، لكنها تحمل ذات السمات المشتركة.

أ‌- شعب الرب:

(تي 2: 14) «الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.

(1بط 2: 9) «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ».

(2كو 6: 16) «وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً».

# وهنا نرى أن الكنيسة هي شعب الله:

– هو ملكها

– كلمته دستورها

– يحملون الجنسية السماوية

ب‌- الراعي والرعية

ويكتب عنها داود في الماضي بصيغة الفرد فيقول: «الرب راعيَّ» (مزمور 23)

وبصيغة الجماعة نرى هذه الصورة خاصة في يو 10

(يو 10: 2) «وَأَمَّا الَّذِي يَدْخُلُ مِنَ الْبَابِ فَهُوَ رَاعِي الْخِرَافِ».

(يو 10: 3) «لِهَذَا يَفْتَحُ الْبَوَّابُ، وَالْخِرَافُ تَسْمَعُ صَوْتَهُ، فَيَدْعُو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ وَيُخْرِجُهَا.

(يو 10: 9) «أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى»

(يو 10: 14) «أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي»

(يو 10: 16) «وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هَذِهِ الْحَظِيرَةِ، يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضاً فَتَسْمَعُ صَوْتِي، وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ».

(يو 10: 27، 28) «خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي، وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي».

(الصورة هنا أضيق من التي قبلها).

هنا يتكلم المسيح عن حظيرة لها باب، من يدخل منه يخلص ويصير واحداً من هذا القطيع. ثم يقول إنه هو الباب بل هو أيضاً الراعي، ويتحدث عن خرافه فيقول إنه يعرف خاصته وخاصته تعرفه كما أنه يعرف الآب والآب يعرفه. فعلاقة المسيح بالآب هي نفس العلاقة التي بينه وبين خاصته «أدعوها فتسمع صوتي وتتبعني» (وتكون رعية واحدة لراعٍ واحد) فهي دائماً:

– ملتصقة معاً وتعيش في حظيرة واحدة

– تشرب من ذات النبع

– وتأكل من ذات المرعى

– وتدخل وتخرج معاً. تدخل لتبيت في حمايته وتخرج معه للعالم لتشهد عنه.

ج- أهل بيت الله – عائلة الله

(أف 2: 19) «فَلَسْتُمْ إِذاً بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ».

(رو 8: 29) «لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ».

(عب 12: 23)«وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ»

(1يو 3: 1) «أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ».

(1يو 3: 14) «نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ».

(1يو 5: 1) «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضاً».

# يقول الرسول يوحنا هنا إننا عندما نولد من الله نحب الله الذي ولدنا وننتمي له كأبناء، والروح القدس يصرخ فينا: «يَا أَبَا الآبُ» (رومية 8: 15 وغلاطية 4: 6) فهو الأب الأبدي. هذه هي الأبوة الكاملة والباقية. لكننا في أحيان كثيرة نود أن ننتمي له دون أن ننتمي إلى عائلته، فنحبه دون أن نحب الإخوة، مع أنهم أبناؤه الآخرون الذين ولدهم هو أيضاً.

وهنا يصرخ يوحنا في وجهنا: مستحيل! مستحيل!

من لا يحب أخاه يبقَ في الظلمة في الموت

كل من يحب الوالد يحب المولود منه أيضاً.

# نحن أسرة واحدة، وأهل بيت واحد، نعيش معاً تحت سقف واحد

– ننتمي كلنا إلى أبوة واحدة،

– تجري في عروقنا دماء واحدة،

– نأكل من مائدة واحدة ونشرب من كأس واحدة.

قال السيد للمجدلية: «اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إ

ِ

لَى أَبِي وَأَبِيكُمْ» (يو 20: 17).

(وهنا الصورة تزداد ضيقاً وعمقاً).

والى اللقاء في الحلقة القادمة…