هل مدرسة المسيح في شكلها وطبيعتها ومضمونها لها نفس شكل وطبيعة ومضمون المدرسة في وقتنا المعاصر؟

SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg SOC-Q.jpg SOC-Word.jpg
P-Point الحلقة كـ PDF الحلقة كـ أسئلة الحلقة word الحلقة كـ

SOC-WindosMedia-Logo.jpg SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg
MP3 الحلقة كـ WMV الحلقة كـ Ipod الحلقة كـ Iphone الحلقة كـ

 

التلمذة – حلقة 2 – طبيعة مدرسة المسيح

هل مدرسة المسيح في شكلها وطبيعتها ومضمونها لها نفس شكل وطبيعة ومضمون المدرسة في وقتنا المعاصر؟

في زمن حياة الرب يسوع على الأرض كان يوجد طريقتان للتعلم: الطريقة الأولى جسّدها لنا أفلاطون وأرسطو وسقراط وكبار الفلاسفة اليونانيين وهي عبارة عن مجموعة من التابعين والتلاميذ الذين يجلسون عند أقدام الفيلسوف ويسمعون منه محاضراته وأفكاره لوقت محدد قد يطول أو يقصر ثم ينصرفون عائدين من حيث أتوا، وهكذا كل يوم إلى أن يستوعبوا أفكار هذا المعلم.

أما الطريقة الثانية فهي الطريقة اليهودية والتي اتبعها الرب يسوع المسيح في حياته على الأرض ليعلم بها تلاميذه، ولكن بعد أن أدخل عليها الكثير من التعديلات لتصبح طريقة الله في تلمذة وصياغة الأفراد في حياتهم مع الله.

وفيما يلي سنقارن بين هاتين الطريقتين من حيث نطاق وطرق وأهداف التعَُلم والعلاقة بين المعلم والمنهاج:

talmza-2-1

دعى الرب يسوع تلاميذه ليتبعوه فتركوا كل شيء وذهبوا وراءه ليرافقوه ويسيروا خلفه طوال الوقت؛ في الصباح والمساء، في وقت الجوع ووقت الشبع، في وقت الفرح ووقت الحزن، في وقت الألم ووقت الراحة، فنطاق مدرسة المسيح هي رفقة للمعلم طوال اليوم.. كل يوم.

يغلب علينا نحن المؤمنين التعَُلم بمفهوم المدرسة اليونانية، فنحضر اجتماعاتنا ومجموعاتنا ونكتب العظات والمحاضرات ونصلي في اجتماعات الصلاة ثم ننصرف عائدين إلي منازلنا، وكأن العلاقة بيننا وبين الله  قاصرة على هذا الوقت فقط.

لكن عندما نتعلم في مدرسة المسيح فنحن نتعلم من المواقف اليومية التي يرافقنا فيها المعلم الحقيقي الوحيد، فنتعلم أن نكون أبناء صالحين وأزواج وزوجات لطفاء ومخلصين وموظفين أمناء في أعمالنا. فنطاق مدرسة المسيح هي حياتي كلها وليس عدد معين من الساعات الاسبوعية التي أعطيها للمعلم.

في حياتنا كمؤمنين هناك انفصال هائل ببن ما أعيشه في العالم وبين ما أعيشه في الكنيسة، وذلك لأننا نتبع المدرسة اليونانية في التعَُلم و نرفض أن نتبع مدرسة المسيح .

talmaza-2-2

الْكَلاَمُ الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ (أع1:1)

عندما أراد لوقا الطبيب أن يتكلم ويشرح ويؤرخ لصديقه ثاوفيلس ما كان يسوع ينادي به، وصفه بأنه ما كان يسوع يفعله أولاً ويعلم به ثانياً، وهذا هو الفرق الثاني في مدرسة المسيح، فطريقة الرب يسوع في التعليم مبنية أولاً على الرؤية والمشاهدة القريبة.

ففي كل مرة علّم الرب يسوع تلاميذه وتابعيه، بدأ بأن يُريهم ما سوف يتكلم عنه

عندما تكلم عن العطاء أخذهم إلى حيث الأرملة التي أعطت الفلسين أمام الخزانة، وعندما تكلم عن التواضع وعن أنه ينبغي أن نغسل بعضنا أرجل بعض، قام هو وغسل أرجلهم، وعندما أراد أن يُعلم تلاميذه أن يحبوا الخطاة والعشارين أراهم هو بنفسه كيف يدخل إلى بيوتهم ويأكل معهم.

 أهمية أن يكون التعليم مبني على الرؤية:

  • عندما أرى ما أتعلمه أصدق وأثق أنه حقيقي وقابل للتطبيق
  • يصير التعليم أكثر وضوحاً
  • أعرف كيف أعيشه وأطبقه كما عاشه المسيح

قوة وتأثير وفعالية مدرسة المسيح هي أن أرى وأشاهد ما يصنعه المسيح وليس فقط أن أسمعه.

أما الخطوة الثالثة في كيفية التعَلم في مدرسة المسيح فهي التعلم بالخبرة أي التجربة والخطأ.

في مدرسة المسيح يستخدم الرب يسوع هذه الطريقة لكي يُعلمنا ويشكلنا وهذا ما فعله مع تلاميذه عندما ألزمهم أن يذهبوا إلى العبر كما جاء في إنجيل مرقس الإصحاح الرابع:

“وَقَالَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ: «لِنَجْتَزْ إِلَى الْعَبْرِ». 36فَصَرَفُوا الْجَمْعَ وَأَخَذُوهُ كَمَا كَانَ فِي السَّفِينَةِ. وَكَانَتْ مَعَهُ أَيْضاً سُفُنٌ أُخْرَى صَغِيرَةٌ. 37فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ فَكَانَتِ الأَمْوَاجُ تَضْرِبُ إِلَى السَّفِينَةِ حَتَّى صَارَتْ تَمْتَلِئُ. 38وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِماً. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟» 39فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «ﭐسْكُتْ. ابْكَمْ». فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. 40وَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هَكَذَا؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ؟» 41فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَنْ هُوَ هَذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضاً وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ!”.

لقد وضعهم المسيح في هذا الموقف لكي يظهر ما في قلوبهم من إيمان وثقة أو خوف ورهبة. التعلم بالخبرة ينقش الحق ويحفره في قلوبنا وأذهاننا.

إليك موقف آخر قام المسيح فيه بتطبيق هذه الخطوة :

“قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا. فَجَاءَ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ. فَقَالَ لَهُ ذَاكَ: «يَا سَيِّدُ أَنْتَ تَغْسِلُ رِجْلَيَّ!» أَجَابَ يَسُوعُ: «لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ وَلَكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ». قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَداً!» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ». قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً يَدَيَّ وَرَأْسِي». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ». لأَنَّهُ عَرَفَ مُسَلِّمَهُ لِذَلِكَ قَالَ: «لَسْتُمْ كُلُّكُمْ طَاهِرِينَ».

فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَرْجُلَهُمْ وَأَخَذَ ثِيَابَهُ وَاتَّكَأَ أَيْضاً قَالَ لَهُمْ: «أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ؟ أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً وَحَسَناً تَقُولُونَ لأَنِّي أَنَا كَذَلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ”. (يو13: 4- 17)

هناك فرق كبير عندما يعلم المسيح عن التواضع وعن ضرورة أن نغسل بعضنا أرجل بعض، وبين أن يأخذنا معه لنجتاز هذه الخبرة فيغسل هو أرجلنا وهو السيد والمعلم.. فكم ينبغي نحن أن نفعل لبعضنا البعض. هنا حجم التأثير أعمق ووضوح المعني وجلائه أكثر

مدرسة المسيح مختلفة تماماً في طريقة التعلم التي يجب أن نتعلم بها.

الرب يسوع المسيح يدعوك أن تنضم له في هذه المدرسة لكي يعلمك ويعيد تشكيل حياتك بالطريقة الإلهية التي صممها خصيصاً لكي تتناسب مع كل واحد منا.

أسئلة للمناقشة 

1- اشرح ما هي الطريقة التي كنت تتعلم بها لتعيش مع الله في الماضي؟

 2- ماهو الفرق بين الطريقة التي كنت تتعلم بها وبين طريقة مدرسة المسيح؟

 3- ما هي أهمية أن ترى ما تتعلمه قبل أن تفعله؟

 4- كيف يمكن لك أن تتعلم بإجتياز الخبرة مع المسيح وأنت في زمن غير زمن الرب يسوع؟

 5- شارك خبرتك الشخصية عن شخص أثر في حياتك ورأيت فيه المسيح لأنه تلميذ حقيقي للمسيح