SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg SOC-Word.jpg
P-Point الحلقة كـ PDF الحلقة كـ word الحلقة كـ

SOC-WindosMedia-Logo.jpg SOC-pdf-logo.jpg
MP3 الحلقة كـ WMV الحلقة كـ Iphone الحلقة كـ

عند اختيار شريك الحياة يجب أن نتأكد أننا قد بلغنا القدر المناسب من النضوج النفسي والروحي
ومن نتائج النضوج الانساني
هو معرفة نفسي على حقيقتها
عدم الانسياق وراء العاطفة وحدها
بناء علاقة ناجحة بناءة

اختيار شريك الحياة – حلقة 5 – النضوج الإنساني

في قسم “اختيار شريك الحياة”، نناقش (7) موضوعات هي:

  • مفهوم الزواج

  • المبدأ الكتابي

  • النضوج الإنساني

  • الصداقة

  • العلاقات العاطفية المبكرة

  • المواصفات الروحية والنفسية والإجتماعية

  • دور الله ودوري في اختيار شريك الحياة

في هذه الحلقة، نناقش الموضوع الثالث وهو:

النضوج الإنساني

يرتبط النضوج بجميع مكونات الإنسان وهي:

الروح – النفس- الجسد

هناك من نضجت أجسامهم ولكن نفوسهم لم تنضج بعد. وهناك من نضجت نفوسهم، أما أرواحهم فلم تنضج بعد في معرفة الله. والنضوج ليس أمراً بسيطاً، فهو مثلث الأبعاد؛ نضوج روحي ونفسي وجسدي.

وما نراه- عملياً- أن بعض كبار السن، لم ينضجوا نفسياً بعد، بينما نضجت أجسادهم بطريقة تلقائية عن طريق الأكل والشرب.

وربما يكون الزمن كافٍ لإنضاج الجسم، ولكن النفس والروح لا يكفي الزمن لإنضاجهما. صحيح أن الزمن أحد العوامل للنضوج، ولكنه ليس العامل الأساسي لذلك.

والنضوج الروحي أسرع- من حيث الزمن- من النضوج النفسي، والنضوج النفسي أسرع من نضوج الجسد.

 معنى النضوج

من عالم الفواكة نأخذ مثال “ثمرة المانجو”… في البداية تكون الثمرة صغيرة، ثم تكبر وتكبر إلى أن تنضج ويمكن تميز نوعها؛ مانجو عويس أو مانجو تيمور من شكلها ورائحتها.

أحياناً، يكون شكلها الخارجي جيد ولكنها غير ناضجة، وربما تكون خضراء اللون ولكنها ناضجة. والناس تتذوق الثمرة وتستمتع بها وهي ناضجة كما ترفضها في حالة عدم نضجها. لأجل هذا، إذا تركنا الثمرة فوق الشجرة إلى أن تنضج سوف نتمتع بطعهما.

عند تطبيق هذا المثل على الإنسان يتضح الآتي:

عندما يتم قطف الثمرة (الإنسان) قبل الأوان، يظهر عدم نضجه بوضوح عند تعامله مع الناس، والثمرة غير الناضجة لا طعم لها ولا رائحة ولا ملمس، والنتيجة خسارة في العلاقات، فلا يستمتع الناس مع الشخص غير الناضج.

نتائج النضوج النفسي

  • معرفة نفسي على حقيقتها

  • عدم الإنسياق وراء العاطفة

  • بناء علاقات ناجحة وبناءة

أول نتيجة للنضوج النفسي أن أعرف نفسي على حقيقتها. الكثيرون لا يرون أنفسهم على حقيقتها مثل الذي يلبس قميصاً أكبر من مقاسه أو يحاول وضع صورة صغير في برواز كبير! فالنضوج يجعلني أرى نفسي في حجمها الحقيقي.

 النتيجة الثانية هي عدم الإنسياق وراء مشاعري، فضبط النفس أحد علامات النضوج. فمثلاً عند دراسة شخصية الزعيم “هتلر” نجد أنه لم يكن لديه أي نوع من ضبط النفس. كان ينساق وراء عواطفه وأهوائه بشكل خيالي. لأجل ذلك يقول الكتاب: “…. وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً” (أم16: 32). أيضاً، في اختيار شريك الحياة أو في علاقتي مع شريكي، لا يجب أن أنساق وراء عواطفي أو أن تتحكم مشاعري في قراراتي، بل يجب أن أتصرف كشخص ناضج يقدر أن يضبط نفسه في كل شيء.

 والنتيجة الثالث المترتبة على النتيجتين السابقتين، أن تصير كل علاقات الإنسان ناجحة.

كثيراً ما نرى اثنين- في أثناء فترة الخطوبة- غير متوافقين… بينهما خلافات ومشاكل كثيرة. ثم بعد الزواج خلافات ومشاكل كثيرة أيضاً، والسؤال هنا: هل المشكلة في الزواج؟ بالطبع لا، المشكلة في عدم النضوج. المشكلة أن (طعمي مش حلو… طعمي مش حلو المذاق) سواء في علاقتي بشريك الحياة أو بالأصدقاء أو بالعائلة أو بمن أخدمهم …. الخ. النضوج يجعلني حلو المذاق مع الجميع، ويجعل علاقاتي كلها حلوة المذاق وبناءة ومشبعة سواء بالنسبة لي أو بالنسبة للناس الذين أعيش في وسطهم.

ملامح النضوج

ملامح النضوج الروحي

ثلاثة أمور تؤكد النضوج الروحي:

الثبات في العلاقة مع الله، وعدم التذبذب أو التأرجح في هذه العلاقة.

الاستمتاع بالعلاقة مع الله.

الإثمار أن أكون بركة للآخرين، بحيث يعرف البعض المسيح عن طريقي.

ملامح النضوج النفسي

أيضاً، ثلاثة أمور تؤكد ذلك:

معرفتي بنفسي علامة من علامات النضوج. ومعنى هذا أن أهدافي وقيمي أصبحت واضحة، وأصبحت أعرف ما أريد. عندما كنت صغيراً، لم أكن أعرف- على سبيل المثال- المهنة التي أفضلها عندما أكبر، هل هي مهندس أم طبيب أم ضابط أم لاعب كرة أم راقصة بالية…. ليس هناك وضوح، فالأحلام تتغير خلال مراحل التعليم.

لكن عندما أكبر وأنضج، يتضح الأمر أمامي وأعرف ما أريد. وعندما يأتي أوان اختيار شريك الحياة، لابد أن أعبر عن حلم مستقبلي أمام شريكي الذي سوف يشاركني فيه.

وضوح القيم والأهداف من علامات النضوج النفسي. أن أعرف أهدافي ورؤيتي المستقبلية. أيضاً، تتضح قيمي التي تكونت على مر الأيام؛ هل أهتم بالنفوس أم الفلوس؟ هل تعمقت قيمةالصدق في حياتي، فأظل صادقاً مهما كانت النتائج؟ أم أتنازل أمام الضغوط أو الاغراءات؟ هل أظل وفياً ومخلصاً أم أترك العنان لأهوائي؟

النضوج يعني أنني عرفت نفسي، وأن قيمي قد تكونت، وأحلامي ورؤيتي أصبحت واضحة.

ضبط النفس من أهم علامات النضوج النفسي. وتظهر هذه الصفة بعد الزواج، وبعد الإنجاب. كيف أتعامل مع زوجتي… على سبيل المثال هل أضربها؟ وكيف أتواصل مع أطفالي… أهتم بهم أم أهملهم وأغيظهم؟ عندما تكون الإجابة سلبية، هذا يعني أنني لم أتعلم بعد ضبط النفس.

قطارات الحياة

تكلمنا عن هذا الموضوع ونحن ندرس قسم “شفاء النفس”. وقطارات الحياة توضح في أي نقطة أنا أقف، وهل أعرف نفسي وأضبطها أم لا؟

هذا، ويمكننا أن نميز ثلاثة أنواع من القطارات:

  • قطار العاطفة

  • قطار العقل

  • قطار الروح

 قطار العاطفة

وفيها تكون “العاطفة” هي القاطرة التي تتحكم في الإرادة، وتجر وراءها العقل والحياة الروحية. أي أن ما أريده هو ما أشعر به، والعقل يتبع العاطفة، والروح في المؤخرة.

 قطار العقل

العقل هو القاطرة، فكل أموري وقرارتي منطقية عقلية (احسبها بالورقة والقلم). أما العاطفة ففي المؤخرة. وهذا يجعل من الشخص إنساناً عاقلاً قدام الناس، ولكن من الصعب التعامل معه فهو مثل الكمبيوتر.

 قطار الروح

الروح القدس مع روحي في المقدمة، فهناك قيادة روحية تعطي: دفء- أمان- حب- شبع- قيم وأهداف وأحلام صحيحة. هذا أفضل القطارات، فالروح يجر مشاعري وعقلي، فأبدو أمام الناس لين (طري). الإرادة الإلهية هي التي تقودني وروح الله الذي فيّ يملئني بالحب والحكمة.

والسؤال الهام هنا: في أي قطار أنت أو أنتِ؟

ستكون نافعاً جداً عندما تنضج؛ حلو المذاق، لكنك ستكون بلا طعم في حالة عدم النضج.

ضع نفسك بين يدي الله… تعلق في الكرمة الحقيقية… تعلم الحق.. ابذل وقتاً وجهداً لتصير تلميذاً للمسيح. والنتيجة: “تعرف تختار صح وتعيش صح وتربي عيالك صح وتصير مع شريكة حياتك وعيالك سعداء،.”.