SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg SOC-Q.jpg SOC-Word.jpg
P-Point الحلقة كـ PDF الحلقة كـ أسئلة الحلقة word الحلقة كـ

SOC-WindosMedia-Logo.jpg SOC-PowerPoint.jpg SOC-pdf-logo.jpg
MP3 الحلقة كـ WMV الحلقة كـ Ipod الحلقة كـ Iphone الحلقة كـ

الكنيسة – حلقة 11 – دور الكنيسة

رابعاً: دور الكنيسة

في صلاة السيد المسيح لأجل التلاميذ (الكنيسة) في يو 17 نسمع حقيقتين هامتين في هذا الشأن:

(أ‌) يو 17: 10، 11

10 «…. وَأَنَا مُمَجَّدٌ فِيهِمْ».

11«وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ، وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ».

أي هم استمرار وجودي في العالم وأنا ممجد فيهم.

أي أن الكنيسة مطالبة أن تجسد المسيح لعصرها وشعبها

فكما قال عن نفسه: «أنا هو نور العالم»

(يو 8: 12) «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».

(يو 9: 5) «مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ».

(يو 12: 35)«فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «النُّورُ مَعَكُمْ زَمَاناً قَلِيلاً بَعْدُ، فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلا يُدْرِكَكُمُ الظّلاَمُ. وَالَّذِي يَسِيرُ فِي الظّلاَمِ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ».

(يو 12: 46)«أَنَا قَدْ جِئْتُ نُوراً إِلَى الْعَالَمِ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ»

قال عنا: «أنتم نور العالم»

(مت 5: 14-16) «أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ، فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ».

(ب‌) يو 17: 16، 18

16 «لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ».

18 «كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى الْعَالَمِ»

وهنا يضعنا في مكانه فكما أنه ليس من هذا العالم كذلك الكنيسة أيضاً، فهي تنتمي إلى الملكوت الإلهي، وهي من فوق مولودة من فوق، وسيرتها هي في السماويات..

كذلك

كما أرسل الآب الابن إلى العالم

أرسل الابن الكنيسة إلى العالم

لتحمل رسالته وتكمل قصده ومشيئته

فكما عمل هو تعمل هي أيضاًً ما عدا الفداء

(1) قدم الإنجيل: بشقيه

البشارة (مر 1: 14، 15)
الحب (الشفاء والطعام والحرية) مت 9: 35
هكذا أمرنا:
(مت 10: 7، 8) «وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصاً. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّاناً أَخَذْتُمْ مَجَّاناً أَعْطُوا».
(لو 9: 2) «وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ اللهِ وَيَشْفُوا الْمَرْضَى».
(لو 10: 9) «وَاشْفُوا الْمَرْضَى الَّذِينَ فِيهَا، وَقُولُوا لَهُمْ: قَدِ اقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ»
(2) تلمذ المؤمنين: (وأمرنا أن نفعل ذلك)
(لو 6: 12، 13) «وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ. وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ وَاخْتَارَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَيْضاً «رُسُلاً».
(مت 28: 19، 20) «فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ.
(غل 4: 19) «يَا أَوْلاَدِي، الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضاً إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ».

(3) درَّب الخدام وأرسلهم إلى العالم:

(لو 9: 1، 2) «وَدَعَا تَلاَمِيذَهُ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ قُوَّةً وَسُلْطَاناً عَلَى جَمِيعِ الشَّيَاطِينِ وَشِفَاءِ أَمْرَاضٍ، وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ اللهِ وَيَشْفُوا الْمَرْضَى».

(لو 10: 1-3) «وبَعْدَ ذَلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضاً وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعاً أَنْ يَأْتِيَ. فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ وَلَكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ. اِذْهَبُوا. هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ».

لذلك فعلى الكنيسة أن:

1. تُقدِم الإنجيل: وهذا يعني:

أ‌- الكرازة بالإنجيل

ب‌- تقديم محبة الله (اشفوا .. أقيموا.. اخرجوا … الطعام والحرية

(مت 10: 7، 10)«وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. وَلاَ مِزْوَداً لِلطَّرِيقِ، وَلاَ ثَوْبَيْنِ، وَلاَ أَحْذِيَةً، وَلاَ عَصاً، لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ طَعَامَهُ».

(لو 9: 2) «وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ اللهِ وَيَشْفُوا الْمَرْضَى».

(لو 10: 9) «وَاشْفُوا الْمَرْضَى الَّذِينَ فِيهَا، وَقُولُوا لَهُمْ: قَدِ اقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ»

أ- الكرازة بالإنجيل

 من أول يوم دعى المسيح التلاميذ دعاهم أن يكونوا صيادي الناس.

(مر 1: 17) «فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ النَّاسِ».

 أمر المسيح الكنيسة أن تكرز بالإنجيل للخليقة كلها:

(مت 28: 18) «فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ»

(مر 16: 15) «وَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا».

(لو 24: 47) «وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ».

(أع 1: 8) «لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ، وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ، وَالسَّامِرَةِ، وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ».

 ويكتب بولس الرسول عن هدف الخدمة فيقول:

(أع 20: 24) «وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ».

(1كو 1: 23) «وَلَكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً!»

(1كو 9: 16) «لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ، إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ».

(2كو 4: 5) «فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبّاً، وَلَكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيداً لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ».

(2كو 5: 18) «وَلَكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ»

(2كو 5: 20) «إِذاً نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ

بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ».

 نعم، هذه هي خدمة المصالحة: أن ندعو البشرية لتعود بتوبة وإيمان لتصطلح مع الله، لأن الله في غنى محبته بذل ابنه الوحيد كفارة عن خطاياهم من أجل الصفح عن الخطايا السالفة.

 وفي هذه الرسالة نحن نقدم أولاً: المسيح، وثانياً: وإياه مخلصاً، أي نحن نشهد عن شخص حي هو موضوع إيماننا، وهو موضوع كرازتنا، وعنده الحل الحقيقي لاحتياجاتنا ومشاكلنا عن طريق أن يكون رباً ومخلصاً في قلوبنا.

 ونحن نرى كيف أن الكنيسة الأولى أطاعت دعوته هذه وقدمت هذه الشهادة بقوة وتأثير عظيم.

(أع 2: 41) «فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ وَاعْتَمَدُوا، وَانْضَمَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ».

(أع 2: 47) «مُسَبِّحِينَ اللهَ وَلَهُمْ نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ الشَّعْبِ. وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ»

(أع 4: 4) «وَكَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا الْكَلِمَةَ آمَنُوا، وَصَارَ عَدَدُ الرِّجَالِ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفٍ».

(أع 4: 33) «وَبِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ كَانَ الرُّسُلُ يُؤَدُّونَ الشَّهَادَةَ بِقِيَامَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ، وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ كَانَتْ عَلَى جَمِيعِهِمْ».

(أع 5: 14) «وَكَانَ مُؤْمِنُونَ يَنْضَمُّونَ لِلرَّبِّ أَكْثَرَ جَمَاهِيرُ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ»

(أع 5: 42) «وَكَانُوا لاَ يَزَالُونَ كُلَّ يَوْمٍ فِي الْهَيْكَلِ وَفِي الْبُيُوتِ مُعَلِّمِينَ وَمُبَشِّرِينَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ».

(أع 6: 7) «وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو وَعَدَدُ التَّلاَمِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدّاً فِي أُورُشَلِيمَ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الْكَهَنَةِ يُطِيعُونَ الإِيمَانَ».

(أع 8: 4، 5)«فَالَّذِينَ تَشَتَّتُوا جَالُوا مُبَشِّرِينَ بِالْكَلِمَةِ. فَانْحَدَرَ فِيلُبُّسُ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ وَكَانَ يَكْرِزُ لَهُمْ بِالْمَسِيحِ».

(أع 9: 20) «وَلِلْوَقْتِ جَعَلَ يَكْرِزُ فِي الْمَجَامِعِ بِالْمَسِيحِ «أَنْ هَذَا هُوَ ابْنُ اللهِ».

(أع 9: 28) «فَكَانَ مَعَهُمْ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُجَاهِرُ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ»

ومن أعمال 13 نقرأ عن رحلات بولس الكرازية.

ب- تقديم محبة الله

وكما فعل السيد المسيح أثناء تجسده على الأرض

إذ جال يصنع خيراً ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب

وكما أمر التلاميذ أن يفعلوا هم أيضاً هكذا

 هكذا يتوقع من الكنيسة اليوم أن تُحب وتصنع خيراً

مع الجميع بدون شروط مسبقة، حتى إن كانوا من الرافضين للإنجيل والبشارة.

 على الكنيسة أن تعلن حب الله للعالم وأن تكون لمسة الخير والرحمة للمساكين والمعونة للمنسحقين والنصير للمظلومين.

(مت 25: 34-39) «ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، كُنْتُ غَرِيباً فَآوَيْتُمُونِي، عُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُونِي، مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِي، مَحْبُوساً فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَاناً فَسَقَيْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيباً فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَاناً فَكَسَوْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟»

(وهذا ما نسميه بإنجيل المحبة الإنجيل الاجتماعي).

– إن مثل الأم تريزا التي خدمت الفقراء والمنبوذين والذين يحتضرون في شوارع كلكتا في الهند، تجسيد معاصر لإنجيل المحبة أدهش العالم بكل فئاته وانحنى له الجميع تقديراً واحتراماً.

– كذلك الذين دافعوا عن حقوق العبيد لنوال حريتهم.

– خدمة المدارس المسيحية والمستشفيات والملاجئ.

– خدمة علاج المدمنين والمعوقين وغيره…

وكل كأس بارد قُدِّم باسم المسيح لن يضيع أجره

+ كل هذا إلزام الرب للكنيسة أن تقبل القيام بهذه الخدمة بفرح، وتكون به نوراً للعالم وملحاً للأرض (مت 5: 13، 14).

+ وبذراع المحبة هذه تبنى الجسور بينها وبين المجتمع المحيط بها فيكون لها نعمة لدى أعين جميع الشعب (أع 2: 47).

برغم اختلافه معها في العقيدة والفكر.

2. تلمذة المؤمنين

في عبارات الإرسالية العظمى للكنيسة من قِبَل الرب في

(مت 28: 19).

1- َتَلْمِذُوا (الكرازة)

2- وَعَمِّدُوهُمْ

3- وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ

وهنا نرى دعوة التلمذة واضحة تماماً ومتوازية مع دعوة الكرازة.

بل ومحددة في معالمها

أ‌- أن ندخلهم إلى مدرسة المسيح لنعلمهم.

ب‌- أن يعيشوا (يحفظوا) وليس مجرد أن يفهموا الحقائق الروحية والمبادئ المسيحية.

ج- كل الإنجيل (جميع ما أوصيتكم به) وليس مجرد جزء منه.

التلمذة: هي إعادة صياغة الحياة بأكملها، لتصير بكل جوانبها مفتوحة للتغيير والتشكيل كقطعة طين بيد الفخاري حتى يتصور المسيح فيها.

التلمذة أبعد من مجرد المعرفة الذهنية أو الكتابية، لكنها تعني أن يتغير الشخص:

• في أولوياته

• في أهداف حياته ودوافعه

• في سلوكياته اليومية (في البيت، والعمل، و

الكنيسة، والشارع)

• في اختياراته الأخلاقية

• في اقتناعاته الذهنية وأفكاره.

– وهذا ما صنعه المسيح مع تلاميذه على مدى السنين التي قضاها معهم في حياته معهم على الأرض، عاش معهم، وأكل معهم، وركب معهم المركب في وسط العاصفة، وحل مشاكلهم، وتدخل في خلافاتهم، وأشبع جوعهم ودربهم على الخدمة. وبالفعل يستطيع الدارس أن يلاحظ الفارق والتغيير الهائل في حياة وشخصية التلاميذ نتيجة هذه السنوات القليلة.

– حياة التلمذة لها مكانها الحقيقي داخل الجسد الواحد في كنيسة المسيح، فالكنيسة مدعوة لا أن تربح النفوس فقط فتضيفهم إلى الأعداد السابقة، بل أن تتلمذهم حقاً. وهذا هو النمو النوعي في الكنيسة. لذلك أعطى الرب الكنيسة مواهب متعددة لأجل بناء المؤمنين (تلمذتهم).

(أفسس 4: 11، 12) «وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ، لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ. ِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ»

– ولنمو المؤمنين بُعدان: البعد الشخصي من خلال العلاقة الشخصية بين المؤمن والرب في صلاته ودراسته الكتابية وخلوته معه كل يوم، وأمانته الشخصية في طاعة الرب- وهذا هو الأساس.

أما البعد الثاني فهو دور الكنيسة… دور الأعضاء كل واحد للآخر… عندما يهتم كل عضو بالآخر ويُسخِّر كل مواهبه وإمكاناته لنمو الآخر. فننمو جميعاً في المحبة إلى ذاك الذي هو الرأس المسيح.

(أفسس 4: 16) «الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ مُرَكَّباً مَعاً، وَمُقْتَرِناً بِمُؤَازَرَةِ كُلِّ مَفْصِلٍ، حَسَبَ عَمَلٍ، عَلَى قِيَاسِ كُلِّ جُزْءٍ، يُحَصِّلُ نُمُوَّ الْجَسَدِ لِبُنْيَانِهِ فِي الْمَحَبَّةِ».

(أمثال 27: 17) «الْحَدِيدُ بِالْحَدِيدِ يُحَدَّدُ، وَالإِنْسَانُ يُحَدِّدُ وَجْهَ صَاحِبِهِ».

إن كل شخص يحاول أن ينمو مع الله متجاهلاً أحد هذين البُعدين سيكون نموه ناقصاً. فبدون الجسد سنفقد عناصر كثيرة جداً من عناصر النمو، سواء من الاحتكاك مع الآخرين حتى نتعلم كيف نقبل الآخرين وكيف حتى نحتملهم.

3. تُرسِل الخدام إلى العالم:

قال الرب لإبرام (في تك 12: 1، 2) «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ، فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً، وَأُبَارِكَكَ، وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً».

دعوة الله لإبراهيم أولاً أن يباركه. وهذه هي دعوة الله لكل واحد أن يختبر بركة الرب (في خلاصه ونعمته ومحبته ومراحمه وأبوته وتعزياته..) وعندها تصبح بركة لآخرين بالبركة التي تباركت أنت بها. كثير من المؤمنين يريدون بركة الرب، لكنهم لا يباركون الآخرين بها.

والكنيسة التي هي جسد المسيح، وجماعة المؤمنين المتحدة الذين اختبروا بركات الرب العديدة، عليهم أن يصيروا بركة وينقلوا هذه البركة للعالم أجمع «اذهبوا للعالم أجمع».

(أع 1: 8) «لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ، وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ، وَالسَّامِرَةِ، وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ».

فالرب أرسل الكنيسة للعالم. «كما أرسلني الآب أرسلكم أنا أيضاً».

(1بط 2: 9) «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ».

– والإرسالية هنا ليست مجرد ربح النفوس وضمها إلى الكنيسة المحلية، لكنها إرسالية لما وراء أسوار الكنيسة المحلية. ويتكلم عن بُعد جغرافي (أورشليم– اليهودية– السامرة– أقصى الأرض). ويظن البعض أن علينا أولاً أن نخلص أورشليم، ثم ننتقل إلى اليهودية. لكن المقصود هنا ليس التتابع الزمني بل الإضافة في نفس الوقت (أورشليم واليهودية وأقصى الأرض) وهذا ما حدث في الكنيسة الأولى في بداية الأمر عن طريق تدخلات إلهية (بطرس وكرنيليوس كما في أعمال 10)؛ و(فيلبس والخصي الحبشي وذهابه إلى السامرة كما في أعمال 8)؛ أو (من خلال الاضطهاد في أعمال 8) «فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة»

(أع 11: 19-21) «أَمَّا الَّذِينَ تَشَتَّتُوا مِنْ جَرَّاءِ الضِّيقِ الَّذِي حَصَلَ بِسَبَبِ إِسْتِفَانُوسَ فَاجْتَازُوا إِلَى فِينِيقِيَةَ وَقُبْرُسَ وَأَنْطَاكِيَةَ، وَهُمْ لاَ يُكَلِّمُونَ أَحَداً بِالْكَلِمَةِ إِلاَّ الْيَهُودَ فَقَطْ. وَلَكِنْ كَانَ مِنْهُمْ قَوْمٌ، وَهُمْ رِجَالٌ قُبْرُسِيُّونَ وَقَيْرَوَانِيُّونَ الَّذِينَ لَمَّا دَخَلُوا أَنْطَاكِيَةَ، كَانُوا يُخَاطِبُونَ الْيُونَانِيِّينَ مُبَشِّرِينَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ. وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ مَعَهُمْ، فَآمَنَ عَدَدٌ كَثِيرٌ وَرَجَعُوا إِلَى الرَّبِّ».

– لكن سرعان ما نظمت الكنيسة نفسها وبدأت في إرسال البركة التي عندها للعالم، فنجد في أع 13 أن كنيسة أنطاكية وهي كنيسة وُلِدَت بسبب العمل المرسلي يجتمع القادة فيها وهم من جنسيات مختلفة ويرسلوا بولس وبرنابا للعمل الذي دعاهما إليه الرب.

(أع 13: 4) &laqu

o;فَهَذَانِ إِذْ أُرْسِلاَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ انْحَدَرَا إِلَى سَلُوكِيَةَ، وَمِنْ هُنَاكَ سَافَرَا فِي الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ».. وابتدأ العمل المرسلي العظيم للكنيسة والذي امتد حتى يومنا هذا.

لقد أطاع القادة في كنيسة أنطاكية إرشاد الرب فأرسلا اثنين هما بولس وبرنابا، ويمثلان 40% من مجموعة قادة كنيسة أنطاكية ليعملوا في الحقل المرسلي. واستخدم الرب البركة التي في كنيسة أنطاكية ليبارك بها عشرات من الأماكن الأخرى.

– يعبِّر مبدأ العطاء للآخرين أن الذي معك هو ملكٌ للرب، فعليك أن تشارك في تسديد احتياجات الآخرين بسرور، فعلى الكنيسة أن تشارك الآخرين في البركات التي عندها (مادياً.. خدام.. تعليم) وتعطي بفرح «لأن المعطي المسرور يحبه الرب» (2كو 9: 7).

اعطوا.. تعطوا كيلاً ملبداً..

المروى هو أيضاً يروى..

إن نفس مبادئ العطاء هذه تنطبق على الكنيسة التي تعطى العالم والآخرين من كل مواردها.

(2كو 9: 6) «هَذَا وَإِنَّ مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضاً يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضاً يَحْصُدُ».

* إن الكنيسة التي تحتفظ بكل مواردها وخدامها لنفسها تحصد بالشح، أما الكنيسة التي تشارك البركة التي عندها من مواردها المختلفة ستحصد بالبركات. وهكذا يكون دور الكنيسة أن تعلن حب الله للعالم، فتكون نوراً فوق منارة ينير للجميع، وتربح نفوساً كل يوم فيضمهم الرب للكنيسة، وتتلمذهم وتؤهلهم ليكونوا هم أيضاً خداماً، ترسل منهم «لليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض» بركة في كل مكان.

وعلى الكنيسة:

– أن تؤمن بالفكر المرسلي

– وأن تُعّد وتشجع أعضاءها ليقوموا بهذا الدور في كل مكان يوجدون فيه.

وهذا ما يضاعف أعداد الخدام فيمتد الملكوت لا بالإضافة بل بالتضاعف. وما أعظم الفرق!

والى اللقاء في الحلقة القادمة…